فازت الأحزاب الانفصالية في إقليم كتالونيا بما يكفي من الأصوات، الخميس، لاستعادة أغلبية ضئيلة في البرلمان الإقليمي، ما يعطيها زخماً جديداً لنضالها السياسي من أجل الاستقلال عن إسبانيا.

ولم يكن الانتصار حاسماً، حيث فقد الانفصاليون تأييدهم الكاسح مقارنة بالانتخابات السابقة عام 2015، وأصبح حزب مؤيد للوحدة مع إسبانيا - للمرة الأولى - يشكل أكبر كتلة في البرلمان الكتالوني.

وأثارت نتيجة التصويت مزيداً من التساؤلات أكثر من الإجابات حول مستقبل الإقليم، حيث أدى تصاعد الزخم من أجل الاستقلال إلى صدام كامل مع حكومة مدريد قبل شهرين.

كما تشكل هذه النتيجة ضربة لرئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، الذي تحدى الانفصاليين وأطاح بحكومتهم ودعا لانتخابات مبكرة على أمل إبعادهم عن السلطة.

بدلاً من ذلك، جاءت النتيجة في صالح الزعيم الكتالوني السابق كارلس بويغديمونت، الذي فر إلى بلجيكا هرباً من تحقيق قضائي في إسبانيا يتعلق بمحاولته الانفصال عنها.

وقد يؤدي التحقيق لاتهامه بالتمرد وإثارة الفتنة، وهي اتهامات تصل عقوبتها إلى المكوث في السجن لعقود.

ورحب بويغديمونت، الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات لأي مرشح انفصالي، بالنتائج وقال إنها تشكل ضربة ورسالة توبيخ للحكومة المركزية الإسبانية.

وأضاف "الدولة الإسبانية هُزمت. ماريانو راخوي تلقى صفعة على وجهه في كتالونيا".

وفي خطاب متلفز من بروكسل، لم يوضح بويغديمونت - الصحافي السابق البالغ من العمر 54 عاماً - ما إذا كان سيعود لكتالونيا أم لا، حيث تنتظره مذكرة اعتقال.

أما الفائز الرئيسي الآخر فهو إيناس أريماداس، المرشحة النقابية البارزة.

فبعد أن حصدت 25 بالمئة من الأصوات، فاز حزبها "سيودادانوس" أو (المواطنون) - المؤيد لإسبانيا - بسبعة وثلاثين مقعداً، وبات أكبر كتلة في البرلمان المكون من 135 مقعداً.

وقالت أريماداس "لن تزعم القوى المؤيدة للانفصال مرة أخرى أنها تتحدث باسم جميع الكتالونيين. سنواصل القتال من أجل التعايش السلمي، والحس السليم، ولكي تكون كتالونيا لجميع الكتالونيين".

ووعدت باستمرار حزبها في معارضة الانفصاليين.