فإيران التي يحكمها الملالي تمر اليوم بظروف تشبه إلى حد كبير ما كانت عليه قبل ثورة عام 1979، حيث يتسع غضب المواطنين بشكل متسارع اعتراضا على سياسات النظام الإيراني على كل الأصعدة، وأضحت الاحتجاجات والشعارات المناهضة للنظام، لا تفارق الشوارع والميادين وحتى ملاعب كرة القدم.
فقد خرج آلاف الإيرانيين في عدد من المدن، ضمن احتجاجات مناهضة للنظام الحاكم، ومنددة بارتفاع تكاليف المعيشة.
وردد المتظاهرون هتافات غاضبة، دعت الحكومة للتركيز على الوضع الاقتصادي في البلاد، بدلا من الانشغال بالتدخل في دول أخرى.
وتركزت المظاهرات في مشهد ثاني أكبر مدن البلاد، ويزد و نيشابور وشاهرود وكاشمر، حسب ما قال حساب "إيران الحرة" في تغريدات أرفقها بمقاطع فيديو للاحتجاجات.
وفي مدينة مشهد، رفع المحتجون شعارات الموت للرئيس حسن روحاني والموت للديكتاتور في إشارة للمرشد علي خامنئي.
وبسبب التعتيم الإعلامي، لم ينتبه الكثيرون في العالم بعد لما يحصل في إيران يوميا وعلى امتداد الأشهر الماضية.
فالمظاهرات تشتعل يوما بعد آخر في المدن والمحافظات الإيرانية احتجاجا على الفقر والبطالة وإهمال الدولة.
ولعل ما صب الزيت على النار هو قيام عدد من بنوك ومصارف الحرس الثوري بإعلان الإفلاس بعد إغراء المواطنين البسطاء بإيداع أموالهم فيها على قاعدة الإغراءات الربحية.
وامتلأت ساحة الشهداء أمام البلدية بالمحتجين على الغلاء والفقر والفساد المستشري في صفوف المسؤولين الموالين لنظام ولاية الفقيه.
وكالعادة، استخدمت الشرطة القوة لقمع المتظاهرين، مما أسفر عن سقوط جرحى.
حروب الخارج
واللافت هو حضور الملف السوري في الاحتجاجات رغم أن المحرك الرئيسي هو الغلاء، فقد رفع المتظاهرون شعارات منددة بالدعم الإيراني للنظام السوري، مما يشير إلى وعي المواطن العادي بالضرر الواقع عليه جراء سياسات النظام الخارجية وحروب الوكالة في الخارج.
ورحب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بما وصفها انتفاضة خراسان.
ودعت زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، عموم الشعب إلى دعم انتفاضة أهالي مدينة مشهد الكبرى، على حد قولها.
وقالت رجوي إنه بينما يعاني الشعب من الفقر والتضخم والبطالة، فإن القسم الأكبر من ثروات البلاد تذهب للأجهزة العسكرية والأمنية وإشعال الحروب والتدخلات الإقليمية أو يتم نهبها من قبل قادة النظام.
وتأتي هذه التظاهرات بعد أسبوع على احتجاجات أصفهان التي اندلعت إثر طرد أكثر من 27 ألف شخص من العمل، بسبب إفلاس الشركات.
وتعد إيران واحدة من اكبر مصدري النفط والغاز إلا أن 25 مليون من مواطنيها يعيشون تحت خط الفقر، بينما يحتاج أكثر من نصف سكانها يحتاجون للمساعدات من الدولة، بحسب دراسات حكومية.