لندن - كميل البوشوكة، (وكالات)

بدأ حزب العمال البريطاني المعارض تحقيقاً في حادثة اختراق أحد اجتماعاته، قام بها تلفزيون "برس تي في" الإيراني المحظور في بريطانيا منذ 2012 بعد أن اكتشفت السلطات البريطانية أن قرارات التحرير تتخذ في طهران، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية ونشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.

من جانبه، قال الناشط في مجال حقوق الإنسان، ومؤسس موقع "أحواز مونيتور"، رحيم حميد، إن "قناة "برس تي في" هي قناة تلفزيونية إيرانية رسمية، وتسيء معاملة النشطاء المعارضين، بما في ذلك نشطاء الأحواز، لاسيما الذين أعدمهم النظام، حيث تجري مقابلات معهم بالقوة وتحت التهديد قبل تنفيذ أحكام الإعدام".

وذكر حميد الذي تعرض للتعذيب على أيدي أجهزة المخابرات الإيرانية أن "القناة الإيرانية أجرت مقابلات مع نشطاء أحوازيين في المعتقلات الإيرانية بالقوة، وكان بينهم اثنين من زملائي، وتم إعدام جميع النشطاء بعد المقابلة".

وأضاف أن "قناة "برس تي في" ممنوعة من العمل في جميع دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك المملكة المتحدة".

وتابع الإعلامي الإيراني المعارض "حاولت القناة الإيرانية تغيير قرار الاتحاد الأوروبي في مايو 2015، لكن محكمة لوكسمبورغ استمرت في إقرار قرار عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد القناة بعد أن فضحت جماعة حقوقية إيرانية وشاهد أحوازي في المحكمة في كيفية تشجيع القناة وتحريضها للنظام على انتهاكات حقوق الإنسان ضد النشطاء، بينما هم قيد الاحتجاز وفي المعتقلات".

وكان فرع الحزب في دائرة "آنفيلد" الشمالية يعقد اجتماعاً للتصويت على سحب الثقة من نائبة الحزب في تلك الدائرة، جوان ريان، التي تترأس مجموعة "أصدقاء إسرائيل"، وهي أيضاً من أشد منتقدي زعيم الحزب، جيريمي كوربن، المعروف تاريخياً بمناصرته القضية الفلسطينية. وقالت ريان، بعد علمها بالتصوير الإيراني للاجتماع الذي سُحبت فيه الثقة منها بفارق ضئيل، إنها مفزوعة من أن تلفزيوناً إيرانياً استطاع اختراق اجتماعات الحزب وتصويرها، وفقا لما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط".

وقال رئيس فرع الحزب في تلك الدائرة، سيدو داوير، إنه سيجري تحقيقاً عاجلاً في كيفية السماح للتلفزيون الإيراني بحضور الاجتماع، كما سيتقدم بشكوى رسمية لتلفزيون "برس تي في" الإيراني لبثه وقائع اجتماع الحزب. وأضاف داوير أنه "لم يخطر على بال أحدنا أن هناك فريقاً تلفزيونياً إيرانياً داخل الاجتماع بغرض التصوير، ورغم ذلك فقد حذرنا الجميع قبل بدء الاجتماع بعدم التصوير، لكنهم تجاهلوا ذلك".

وعبّر كثير من نواب الحزب في البرلمان عن دهشتهم مما حدث، بمن فيهم نائب زعيم الحزب، توم واطسون، الذي قال إنه لا يكاد يصدق أن تلفزيوناً إيرانياً حكومياً استطاع نقل اجتماع للحزب مباشرة على حسابه بموقع "تويتر" أثناء انعقاد الاجتماع.

وكانت الهيئة التي تنظم عمل الإعلام في بريطانيا "أوفكوم" قد حظرت عمل قناة "برس تي في" في بريطانيا بعدما اتضح لها أن سياسة وقرارات التحرير الصحافي تتم في طهران وليس داخل بريطانيا. وقبل عام من الحظر كانت القناة تعرّضت لغرامة قيمتها مائة ألف جنيه إسترليني "نحو 130 ألف دولار"، بسبب بثها مقابلة تلفزيونية مع صحافي مسجون تم تسجيلها تحت التهديد بالإعدام.