واشنطن - نشأت الإمام

وصل كيم يونغ تشول، نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال وزير الخارجية ومساعد الرئيس الكوري الشمالي، وكبير مفاوضي نزع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية إلى واشنطن لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وسط أنباء تحدثت عن أنه من الممكن عقده اجتماعاً مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويزور كيم يونغ تشول، رئيس المخابرات السابق في كوريا الشمالية وكبير المبعوثين، الولايات المتحدة في الوقت الذي يقترب فيه البلدان من ترتيب قمة ثانية بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو سيجتمع مع نظيره الكوري الشمالي في واشنطن في وقت لاحق من اليوم.

وذكرت الوزارة، في بيان لها، إن بومبيو سيلتقي كيم يونج تشول في وزارة الخارجية الأمريكية في الساعة 11 صباحا "1600 بتوقيت جرينتش"، وذلك بحسب ما أفادت وكالة "رويترز".

وكان كيم يونج تشول، نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال وزير الخارجية ومساعد الرئيس الكوري الشمالي، قد وصل إلى واشنطن، الجمعة.

وذكرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية أن ستيفن بيجون، الممثل الخاص لواشنطن في بيونغ يانغ، استقبل المبعوث الكوري الشمالي الذي توجه إلى واشنطن من العاصمة الصينية، بكين.

والتقى كيم وترامب في قمة تاريخية في سنغافورة، في يونيو الماضي، حيث وعد كيم بنزع سلاح بلاده النووي، لكن في الوقت الذي استمرت فيه كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية في إصلاح العلاقات بينهما خلال العام الماضي، يبدو أن مفاوضات نزع الأسلحة النووية بين بيونغ يانغ وواشنطن قد توقفت.

وكان ذلك أول لقاء على الإطلاق بين قادة الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. وتعهدا بالعمل نحو "نزع السلاح النووي الكامل لشبه الجزيرة الكورية"، لكن لم يتحقق تقدم يذكر منذ تقليص برامج الأسلحة الكورية الشمالية.

وقد تمثل زيارة كيم يونغ تشول انفراجة في المأزق الدبلوماسي. وكانت آخر مرة زار فيها مبعوث كوريا الشمالية الولايات المتحدة في يونيو الماضي، قبل انعقاد القمة الأولى. وكان بومبيو قد خطط للسفر إلى بيونغ يانغ في نوفمبر الماضي، لكن تم إلغاء تلك المهمة بعد أن أصر ترامب على أن كوريا الشمالية لم تحقق "تقدمًا كافيًا" نحو نزع السلاح النووي. وتأتي زيارة هذا الأسبوع أيضاً تزامنا مع إعلان ترامب عن استراتيجية جديدة للدفاع الصاروخي الأربعاء، والتي صنفت كوريا الشمالية على أنها تهديد عسكري مستمر.

لكن كيم جونغ أون أشار إلى تفاؤل حول نتائج المحادثات المتوقفة، في كلمته السنوية، التي ألقاها بمناسبة السنة الجديدة في وقت سابق من هذا الشهر، مكررا رغبته في مقابلة ترامب مرة أخرى وتوقع أن العلاقات بينهما يمكن أن "تتقدم بخطى سريعة وممتازة".

وقال تشو يون جى سفير كوريا الجنوبية لدى الولايات المتحدة للصحافيين الأسبوع الماضى إن "الاتصالات الدبلوماسية استؤنفت بعد أن ألقى كيم جونج أون كلمة بمناسبة العام الجديد قال فيها إنه "مستعد للاجتماع مع ترامب فى أى وقت"".

من جهته، أكد خبير العلاقات الدولية جون إلبرت في تصريح لـ "الوطن"، أنه "لا توجد مؤشرات على تضييق هوة الخلافات بشأن طلبات الولايات المتحدة، بأن تتخلى كوريا الشمالية عن برنامجها للأسلحة النووية الذي يهدد الولايات المتحدة، أو طلب بيونغ يانغ رفع عقوبات مفروضة عليها".

لكن كما يرى إلبرت من ناحيته، ان "ترامب بحاجة ماسة لتحقيق نجاح ملموس في مفاوضاته مع كوريا الشمالية، لتخفيف الضغط الذي يعانيه على مختلف الأصعدة الداخلية، فهو من جهة يعاني من ضغط التهديدات بشأن التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات ووجود أدلة جديدة على تواصل المقربين منه مع روسيا، وكذلك ما يعانيه ترامب في معركته مع الديمقراطيين بشأن تمويل جدار المكسيك، وهو الأمر الذي أدى لاغلاق الحكومة للاسبوع الثالث على التوالي، اضافة لذلك الانقسام الحاد الذي حدث بين المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" بين مؤيد ورافض لإعلانه الانسحاب من سوريا".

وبحسب إلبرت، فإن "ترامب سيحاول جاهداً إحراز انتصار خارجي يقلل من صدى أزماته الداخلية، ويمنحه بعض الرضا الذي يحتاجه في هذا الوقت العصيب".