ناقشت أولى جلسات مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها الثالثة بالعاصمة السعودية الرياض، مستقبل الاقتصاد العالمي، وحملت عنوان "العقد القادم: كيف يمكن لعصر جديد من الطموحات الاقتصادية أن يصوغ مستقبل الاقتصاد العالمي".

وتناول المشاركون خلال الجلسة السبل المتنوعة لتعزيز النمو في خضم حالة الشك المتصاعدة في الاقتصاد العالمي خلال السنوات العشر المقبلة، وفقا لما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس).

واستضافت الجلسة في الجزء الأول الذي حمل عنوان "آراء من الولايات المتحدة الأميريكية وأوروبا"، كلا من محافظ صندوق الاستثمارات العامة في السعودية ياسر بن عثمان الرميان، والمؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في شركة "بريدج ووتر أسوشيتس" في الولايات المتحدة راي داليو، والرئيس التنفيذي لمجموعة "إتش إس بي سي" القابضة في المملكة المتحدة نويل كين، والرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك في مجموعة "بلاك ستون" في الولايات المتحدة ستيفن شوارتسمان، والرئيس ومدير العمليات في مجموعة "غولدمان ساكس" في الولايات المتحدة جون والدرون.

وأكد الرميان خلال الجلسة "أهمية التكيف الذي يوجد الاستقرار"، مشيراً إلى أن صندوق الاستثمارات العامة في السعودية يقوم باستثمارات ذات تأثير في عدد من المجالات، منها الإسكان والرعاية الصحية والطاقة المتجددة، والعديد من القطاعات الأخرى، ويمكن لهذه الاستثمارات الكبيرة أن تحقق الأمان الاقتصادي.

وأوضح راي داليو أن هناك عوامل عدة ستؤثر في الاقتصاد العالمي خلال السنوات العشر المقبلة، منها التكنولوجيا بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والصراع بين الرأسمالية والاشتراكية، والتغير المناخي.

وأوضح جون والدرون أن العلاقات مع العميل قد تغيرت على مدار الأعوام الماضية، فقد تحول التركيز على الإنفاق الرأسمالي من المجالات التقليدية، إلى مزيد من مجالات الابتكار والحوسبة والذكاء الاصطناعي، مضيفا أن الجانب المالي لدى الحكومات متأخر عن قدرة قطاع الأعمال على الابتكار.

فيما تناول نويل كين الصناعة، حيث أوضح أن أجزاء من الصناعة تتغير بشكل كبير من خلال استخدام التكنولوجيا، مشدداً على أن التكنولوجيا تغير السوق، ويتعين على الشركات التكيف لكي تستمر.

من جانبه أوضح ستيفن شوارتسمان أن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أسهمت في صعوبة إدارة الشركات كونها تؤثر على الرأي العام، وأن هذه أحد أبرز التحديات القادمة.

آراء من الشرق الأوسط

واستضافت الجلسة في جزئها الثاني الذي حمل عنوان "آراء من الشرق الأوسط وآسيا"، كلا من الرميان، والرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار في الإمارات العربية المتحدة خلدون خليفة المبارك، والرئيس التنفيذي في الصندوق الروسي للاستثمار المباشر كيريل ديمترييف، ورئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة "ريليانس إندستريز" المحدودة في الهند موكيش أمباني.

وأشار الرميان إلى أن هناك منظوراً طويل الأجل، لقيادة التغيرات بين الاستثمارات والصناديق السيادية والاستثمارية والشركات، حاثا هذه الأطراف لتكون قوة لا تقتصر في مجالي الاقتصاد والمال.

وقال: "نسعى إلى إيجاد وظائف ونمو ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي وكل العوامل الاقتصادية التي تعود بالفائدة على المجتمع وتحقق جميع هذه الأهداف"، مؤكداً أن هناك عددا من العناصر تؤثر بشكل سلبي أو إيجابي، مثل الحرب التجارية؛ فهي عامل كبير لا يقتصر تأثيره على البلدين المتنازعين، وإنما يمتد إلى العالم أجمع.

فصل أرامكو عن وزارة الطاقة.. لماذا؟

وفي حديثه بشأن شركة "أرامكو السعودية"، أفاد الرميان بحصول الشركة على المزيد من المؤسسات المساهمة مستقبلاً، لافتاً النظر إلى أن فصل "أرامكو" عن وزارة الطاقة كان لمنع تضارب المصالح.

وكشف المبارك أن الاقتصاد شهد خلال الـ15 عاماً ماضية العديد من التغيرات، متوقعاً أن يكون المستقبل على هذه الحالة، وهذا لا يعني أن يكون جيداً أو سيئاً، ومنوهاً بقوة وانتشار التكنولوجيا التي ستجعل من المستحيل التنبؤ بما سيحصل في المستقبل.