رفع آلاف المتظاهرين في جزر يونانية، الأربعاء، شعارات تطالب بتفكيك مخيمات اللاجئين وإخراج المهاجرين من جزرهم فوراً، كما طالبوا أوروبا بتحمل مسؤولياتها تجاههم.
وبدأت جزر ليسبوس وساموس وخيوس التي تؤوي أعداداً كبيرة من مخيمات اللاجئين إضراباً عاماً توقفت خلاله الخدمات العامة، في وقت تجمع المحتجون في الساحات الرئيسية ملوحين بالأعلام اليونانية، وحاملين لافتة كتب عليها "نطالب بالإغلاق الفوري لمخيم موريا".
توزيع طالبي اللجوء
ورفع المحتجون شعاراً رئيساً للاحتجاج هو "نريد استعادة جزرنا، نريد استعادة حياتنا"، بينما قال أحد سكان ليسبوس افستراتيوس باباس (72 عاماً): "يجب توزيع طالبي اللجوء على جميع أنحاء اليونان"، داعياً أوروبا إلى تحمل مسؤولياتها، وأخذ لاجئين.
وأضاف "لا يمكننا السير خارجاً بعد حلول الظلام. الناس يتعرضون للطعن".
كراهية للأجانب
بدورها، حذرت 17 منظمة حقوقية، الثلاثاء، من تزايد "أجواء التفرقة والكراهية للأجانب" تجاه طالبي اللجوء الذين يواجهون أوضاعاً في غاية الصعوبة على صعيد "الرفاه والصحة العامة".
من جهتهم، عارض مسؤولون محليون بشدة فكرة إنشاء مخيم جديد، مشيرين إلى أنهم يرغبون في بناء منشآت أصغر بعد إيواء آلاف طالبي اللجوء خلال السنوات الخمس الماضية.
يؤوي مخيم موريا، أكبر مخيمات جزر ليسبوس، أكثر من 19 ألف طالب لجوء برغم أن المخيم لا يتسع إلا لنحو 2840 لاجئا. كما أن الوضع حرج في جزر أخرى.
وأعلنت الحكومة اليونانية في نوفمبر الماضي خططاً لبناء مخيمات أكبر في جزر ليسبوس وخيوس وساموس وكوس وليروس التي يوجد فيها حالياً نحو 42 ألف مهاجر ولاجئ.
وتشهد هذه المخيمات أعمال عنف متكررة، منها تعرض طالبي لجوء للطعن في مشاجرات في مخيم موريا الشهر الجاري، وإصابة فتاة أفغانية (18 عاماً) بجروح خطيرة في هجوم بسكين هذا الأسبوع. كما انتحر أخيراً ثلاثة طالبي لجوء محتجزين في أنحاء أخرى من اليونان.
نقطة عبور لأوروبا
واتخذ المهاجرون واللاجئون العام الماضي اليونان مجدداً نقطة عبور رئيسية للتوجه إلى أوروبا، فراراً من الحرب أو الفقر في سوريا ودول إفريقيا جنوب الصحراء.
وحسب وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وصل أكثر من 55 ألف شخص إلى اليونان بحراً وأكثر من 14 ألفاً عبر الحدود البرية مع تركيا.
وسمحت السلطات المختصة لعدد صغير من هؤلاء بالعبور إلى البر اليوناني بينما أجبرت الباقين على البقاء أشهراً في المخيمات بانتظار البت في طلباتهم للجوء.