العربية.نت
حذر القيادي الإصلاحي، مصطفى تاج زاده، نائب وزير داخلية إيران السابق، من تدهور أوضاع إيران الداخلية مخاطباً المرشد الأعلى بأنه سيواجه السقوط إذا لم يقم بإصلاحات عاجلة.

وقال تاج زاده، في مقابلة تلفزيونية، السبت، إن "الوضع متدهور جدا في البلاد وأنا قلق وأعتقد أن جميعنا يجب أن نترك المجاملة ونخاطب المرشد مباشرة ونشرح له الوضع".

حان وقت الإصلاحات

وأضاف "يجب أن نقول له بصراحة شديدة لقد حان الوقت، ويجب عليك إجراء إصلاحات لكي لا تواجه إيران مصير دول المنطقة".

يذكر أن تاج زاده كان قد تعرض إلى السجن لعدة سنوات بسبب تأييده للحركة الخضراء عقب انتخابات عام 2009، ويعرف بآرائه المنتقدة للحرس الثوري وللتدخلات العسكرية لبلاده في الدول العربية.

وقال تاج زاده إن خامنئي"لديه الصلاحيات لإحداث إصلاحات دستورية، ويمتلك القدرة لإحداث تغيير في المجتمع دون أن يعترضه أحد، وإذا قصر في ذلك سنواجه صراعات داخلية وسيناريو حكم العسكر مثل كوريا الشمالية، بالإضافة إلى تهديد تفكك البلاد نتيجة الاحتجاجات والاضطرابات والتهديدات الخارجية"، على حد تعبيره.

خسائر الإصلاحيين

يذكر أن الإصلاحيين خسروا الانتخابات البرلمانية في فبراير الماضي أمام المتشددين - بما فيهم ما تسمى التيارات المحافظة والأصولية - الذين يحظون بدعم من المرشد الأعلى علي خامنئي ويهيمنون على رأس هياكل الدولة الهامة.

ولم يبق للإصلاحيين حضور في السلطة سوى في الحكومة التي يقودها حسن روحاني، المحسوب على " المتعدلين" المقربين منهم.

وفيما أصبح البرلمان تحت قبضة المتشددين، رسم المرشد الإيراني ملامح الحكومة التي يريدها أن تكون "فتية وثورية" في حديثه عن الانتخابات الرئاسية لعام 2021.

لكن بالنسبة للشارع الإيراني، فقد تجاوز تيار النظام وفق ما تجلى في شعارات المتظاهرين خلال السنوات الثلاث الماضية بشعار " أيها الإصلاحيون، أيها المتشددون، لعبتكم قد انتهت"، في إشارة إلى تبادل أدوار هذين التيارين من أجل الحفاظ على النظام.

انقسام في معسكر الإصلاحيين

وكانت احتجاجات نوفمبر 2019 التي قمعها النظام بعنف دموي خلف حوالي 1500 قتيل من المتظاهرين، قد أحدثت انقساماً حاداً في معسكر الإصلاحيين.

وبينما حذر الرئيس الإيراني السابق وزعيم التيار الإصلاحي، محمد خاتمي، من "استغلال القوى الخارجية" للاحتجاجات ملخصاً أسبابها بـ "الفقر والتدهور الاقتصادي وسوء الإدارة"، انتقد الكثير من مؤيديه صمته حيال جرائم النظام ضد المتظاهرين.

وزادت الانتقادات ضد خاتمي عندما علق على وصف المرشد الأعلى، علي خامنئي، ورئيس الجمهورية، حسن روحاني، الاحتجاجات بأنها "أعمال شغب" و"مؤامرة من قبل دول غربية وإقليمية"، حيث قال الرئيس الإصلاحي الأسبق إنه "لا يمكن إنكار وجود عملیات تخريب ومحاولات لتحویل الاحتجاجات إلى شغب، وکان بعضها منظماً".

أما القيادي الاصلاحي وأمين عام حزب "كوادر البناء"، غلام حسين كرباسجي، فانتقد بشدة، موقف الرئيس حسن روحاني ووزير داخليته عبد الرضا رحماني فضلي، لوصفهما المحتجين بـ "الأوباش ومثيري الشغب".

وكتب كرباسجي على تويتر: "كمؤيد لهذه الحكومة خجلت بشدة من تصريحات وزير الداخلية، كما أن تصريحات الرئيس الإيراني الضاحكة قد خيبت آمالنا.. ونأسف لعدم وجود ذرة من الإنصاف والإحساس والتدبير".

إعادة تسويق لعبة الإصلاحيين

هذا ويحذر ناشطون مما يصفونها باعادة تسويق لعبة الإصلاحيين على الشارع الإيراني خاصة بعد تخفيف القيود على مهدي كروبي، أحد قادة الحركة الخضراء الإيرانية الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ فبراير 2011 بسبب دوره في قيادة احتجاجات الحركة الخضراء عام 2009.

ويقول المعارضون إن خامنئي إذا تمت محاصرته، فقد يلجأ إلى استخدام مهدي كروبي ومير حسين موسوي، كورقة لتجاوز مأزقه الراهن المتمثل في فقدانه شرعيته الشعبية عقب القمع الدموي للاحتجاجات المتكررة.