قالت وكالة "أسوشيتد برس" إن قرار سحب وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" قواتها من الشرق الأوسط المقرر في الأسابيع المقبلة، بناءً على أوامر من الرئيس دونالد ترامب، يتزامن مع سعي القادة العسكريين الأميركيين إلى البحث عن وسائل أخرى لردع هجمات محتملة قد تنفذها إيران و"وكلاؤها"، فضلاً عن تفنيد حجج بتخلّي الولايات المتحدة عن المنطقة.
وأعلن البنتاغون الشهر الماضي أن واشنطن ستخفّض عدد قواتها في العراق وأفغانستان، بحلول منتصف يناير المقبل، مشيراً إلى أن القرار يفي بتعهد ترمب بإعادة القوات الأميركية إلى بلادها، بعد حروب طويلة خاضتها الولايات المتحدة.
وسينخفض عدد القوات الأميركية في أفغانستان، من أكثر من 4500 إلى 2500، وفي العراق من نحو 3000 إلى 2500 جندي.
وأفاد موقع "بوليتيكو" الأميركي، الأسبوع الماضي، بأن إدارة ترمب قررت سحب نصف الدبلوماسيين من السفارة الأميركية في بغداد، لكن السفير الأميركي في بغداد ماثيو تولر، أبلغ رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، الأحد الماضي، بأن بلاده "ملتزمة بتعزيز الشراكة وتعميق العلاقة مع الشعب العراقي".
قاعدتان في أفغانستان
جاء ذلك بعدما أعلن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، أن بلاده ستحتفظ بقاعدتين عسكريتين ضخمتين في أفغانستان، فيما حذر زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل، حليفه ترمب من أن "عواقب انسحاب أميركي سابق لأوانه" من أفغانستان أو العراق، قد تكون "أسوأ" من سحب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، قوات بلاده من العراق في عام 2011، معتبراً أن ذلك "أدّى إلى صعود تنظيم داعش".
في السياق ذاته، شدد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على أهمية بقاء جزء من القوات الأميركية في أفغانستان، لافتاً إلى ضرورة "الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات متهوّرة".
استفادة إيران
ونقلت "أسوشيتد برس" عن مسؤول عسكري أميركي بارز قوله، الاثنين، إن إيران "قد تحاول الاستفادة من انسحاب القوات الأميركية من العراق وأفغانستان"، خاصةً بعد مغادرة حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس نيميتز" لمياه الخليج العربي.
وأضاف المسؤول، وفقاً لما نقلته "أسوشيتد برس"، أن القادة العسكريين قرروا، نتيجة لذلك، وجوب إبقاء "نيميتز" هناك الآن و"لبعض الوقت مستقبلاً"، بناءً على الوضع الأمني في المنطقة. وتابع أن "سرباً لمقاتلات إضافية قد يُرسل إلى المنطقة، إذا لزم الأمر".
وغادرت "نيميتز" منطقة الخليج العربي، وكان مقرراً أن تبدأ في العودة إلى الولايات المتحدة. لكنها تلقت أوامر الأسبوع الماضي بالعودة مرة أخرى إلى الخليج، لتوفير مزيد من الأمن، فيما يتواصل انسحاب القوات الأميركية من العراق وأفغانستان.
وقال مسؤول دفاعي أميركي آنذاك، إن القرار سيضمن قدرة القوات الأميركية على ردع أي خصم، عن اتخاذ إجراءات ضدها.
ونقلت "أسوشيتد برس" عن المسؤول العسكري الأميركي البارز الذي تحدث، الاثنين، قوله، إن التغيير فيما يتعلق بـ"نيميتز"، مفتوح زمنياً، مضيفاً أن موعد عودة طاقمها إلى الولايات المتحدة ليس واضحاً.
تداعيات محتملة
وأضافت الوكالة الأميركية أن التهديد الإيراني المحتمل "بات مصدر قلق متزايد في الأسابيع الأخيرة"، بعد مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، واتهام طهران لإسرائيل بتنفيذ العملية.
وبحسب "أسوشيتد برس"، فإن المسؤولين الأميركيين "قلقون أيضاً من هجوم انتقامي إيراني محتمل"، في الذكرى السنوية الأولى لعملية مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني بالقرب من مطار بغداد في مطلع يناير الماضي.
وقال المسؤول العسكري الأميركي إن "بلاده على علم بخطط الهجمات الإيرانية"، مشيراً إلى أن "بعضها بات أكثر نضجاً، فيما أن بعضها الآخر لا يعدو كونه طموحاً". وتابع: "مصدر القلق الأساسي يكمن في أن تكون الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، مستعدة لشنّ هجمات، حتى دون مباركة من طهران أو توجيهها".
واعتبر المسؤول أن وجود "نيميتز" في المنطقة "قد يدفع إيران أو الميليشيات المدعومة منها، إلى إعادة التفكير في شنّ هجوم محتمل". وزاد بأن "البنتاغون يدرك تأثير انتشار موسّع، في بحّارة حاملة الطائرات وفي خطة البحرية الأميركية لصيانتها".
تعويض مغادرة "نيميتز"
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن تأجيل عودة "نيميتز" إلى الولايات المتحدة سيبقي ما بين 5000 إلى 7000 بحّار وعنصر في مشاة البحرية الأميركية، في الشرق الأوسط على الأرجح حتى العام المقبل.
وقد تبقى مع "نيميتز"، سفن أخرى في مجموعتها الضاربة. وذكر المسؤول العسكري، بحسب "أسوشيتد برس"، أن "البنتاغون سيدرس وسائل أخرى لتعويض خسارة (نيميتز)، عندما تغادر المنطقة".
وأفادت الوكالة بأن "قادة عسكريين أميركيين يؤيدون انسحاباً أبطأ للقوات في العراق وأفغانستان، للحفاظ على مكاسب تحققت بشقّ النفس".
وذكّرت أن قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكينزي، "حاجج طويلاً من أجل إبقاء حاملة طائرات بشكل ثابت في منطقة الخليج، لردع إيران". وخاطب بحّارة، أثناء زيارته حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان" في شمال شط العرب، في فبراير الماضي، قائلاً: "أنتم هنا لأننا لا نريد حرباً مع إيران، ولا شيء يجعل خصماً محتملاً يفكّر مرتين (قبل خوض) أي حرب، أكثر من وجود حاملة طائرات ومجموعتها الضاربة".
وعلى الرغم من المطالب الخاصة بنشر سفن حربية أميركية في أجزاء أخرى من العالم، "نجح ماكينزي في نيل وجود بحري أكبر بكثير من المعتاد في الشرق الأوسط، طيلة الجزء الأول من عام 2020. لكن هذا الوجود تقلّص مع الوقت، إدراكاً لجهود البنتاغون لتعزيز تركيزه على الصين ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ"، بحسب "أسوشيتد برس".
وأعلن البنتاغون الشهر الماضي أن واشنطن ستخفّض عدد قواتها في العراق وأفغانستان، بحلول منتصف يناير المقبل، مشيراً إلى أن القرار يفي بتعهد ترمب بإعادة القوات الأميركية إلى بلادها، بعد حروب طويلة خاضتها الولايات المتحدة.
وسينخفض عدد القوات الأميركية في أفغانستان، من أكثر من 4500 إلى 2500، وفي العراق من نحو 3000 إلى 2500 جندي.
وأفاد موقع "بوليتيكو" الأميركي، الأسبوع الماضي، بأن إدارة ترمب قررت سحب نصف الدبلوماسيين من السفارة الأميركية في بغداد، لكن السفير الأميركي في بغداد ماثيو تولر، أبلغ رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، الأحد الماضي، بأن بلاده "ملتزمة بتعزيز الشراكة وتعميق العلاقة مع الشعب العراقي".
قاعدتان في أفغانستان
جاء ذلك بعدما أعلن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، أن بلاده ستحتفظ بقاعدتين عسكريتين ضخمتين في أفغانستان، فيما حذر زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل، حليفه ترمب من أن "عواقب انسحاب أميركي سابق لأوانه" من أفغانستان أو العراق، قد تكون "أسوأ" من سحب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، قوات بلاده من العراق في عام 2011، معتبراً أن ذلك "أدّى إلى صعود تنظيم داعش".
في السياق ذاته، شدد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على أهمية بقاء جزء من القوات الأميركية في أفغانستان، لافتاً إلى ضرورة "الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات متهوّرة".
استفادة إيران
ونقلت "أسوشيتد برس" عن مسؤول عسكري أميركي بارز قوله، الاثنين، إن إيران "قد تحاول الاستفادة من انسحاب القوات الأميركية من العراق وأفغانستان"، خاصةً بعد مغادرة حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس نيميتز" لمياه الخليج العربي.
وأضاف المسؤول، وفقاً لما نقلته "أسوشيتد برس"، أن القادة العسكريين قرروا، نتيجة لذلك، وجوب إبقاء "نيميتز" هناك الآن و"لبعض الوقت مستقبلاً"، بناءً على الوضع الأمني في المنطقة. وتابع أن "سرباً لمقاتلات إضافية قد يُرسل إلى المنطقة، إذا لزم الأمر".
وغادرت "نيميتز" منطقة الخليج العربي، وكان مقرراً أن تبدأ في العودة إلى الولايات المتحدة. لكنها تلقت أوامر الأسبوع الماضي بالعودة مرة أخرى إلى الخليج، لتوفير مزيد من الأمن، فيما يتواصل انسحاب القوات الأميركية من العراق وأفغانستان.
وقال مسؤول دفاعي أميركي آنذاك، إن القرار سيضمن قدرة القوات الأميركية على ردع أي خصم، عن اتخاذ إجراءات ضدها.
ونقلت "أسوشيتد برس" عن المسؤول العسكري الأميركي البارز الذي تحدث، الاثنين، قوله، إن التغيير فيما يتعلق بـ"نيميتز"، مفتوح زمنياً، مضيفاً أن موعد عودة طاقمها إلى الولايات المتحدة ليس واضحاً.
تداعيات محتملة
وأضافت الوكالة الأميركية أن التهديد الإيراني المحتمل "بات مصدر قلق متزايد في الأسابيع الأخيرة"، بعد مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، واتهام طهران لإسرائيل بتنفيذ العملية.
وبحسب "أسوشيتد برس"، فإن المسؤولين الأميركيين "قلقون أيضاً من هجوم انتقامي إيراني محتمل"، في الذكرى السنوية الأولى لعملية مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني بالقرب من مطار بغداد في مطلع يناير الماضي.
وقال المسؤول العسكري الأميركي إن "بلاده على علم بخطط الهجمات الإيرانية"، مشيراً إلى أن "بعضها بات أكثر نضجاً، فيما أن بعضها الآخر لا يعدو كونه طموحاً". وتابع: "مصدر القلق الأساسي يكمن في أن تكون الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، مستعدة لشنّ هجمات، حتى دون مباركة من طهران أو توجيهها".
واعتبر المسؤول أن وجود "نيميتز" في المنطقة "قد يدفع إيران أو الميليشيات المدعومة منها، إلى إعادة التفكير في شنّ هجوم محتمل". وزاد بأن "البنتاغون يدرك تأثير انتشار موسّع، في بحّارة حاملة الطائرات وفي خطة البحرية الأميركية لصيانتها".
تعويض مغادرة "نيميتز"
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن تأجيل عودة "نيميتز" إلى الولايات المتحدة سيبقي ما بين 5000 إلى 7000 بحّار وعنصر في مشاة البحرية الأميركية، في الشرق الأوسط على الأرجح حتى العام المقبل.
وقد تبقى مع "نيميتز"، سفن أخرى في مجموعتها الضاربة. وذكر المسؤول العسكري، بحسب "أسوشيتد برس"، أن "البنتاغون سيدرس وسائل أخرى لتعويض خسارة (نيميتز)، عندما تغادر المنطقة".
وأفادت الوكالة بأن "قادة عسكريين أميركيين يؤيدون انسحاباً أبطأ للقوات في العراق وأفغانستان، للحفاظ على مكاسب تحققت بشقّ النفس".
وذكّرت أن قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكينزي، "حاجج طويلاً من أجل إبقاء حاملة طائرات بشكل ثابت في منطقة الخليج، لردع إيران". وخاطب بحّارة، أثناء زيارته حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان" في شمال شط العرب، في فبراير الماضي، قائلاً: "أنتم هنا لأننا لا نريد حرباً مع إيران، ولا شيء يجعل خصماً محتملاً يفكّر مرتين (قبل خوض) أي حرب، أكثر من وجود حاملة طائرات ومجموعتها الضاربة".
وعلى الرغم من المطالب الخاصة بنشر سفن حربية أميركية في أجزاء أخرى من العالم، "نجح ماكينزي في نيل وجود بحري أكبر بكثير من المعتاد في الشرق الأوسط، طيلة الجزء الأول من عام 2020. لكن هذا الوجود تقلّص مع الوقت، إدراكاً لجهود البنتاغون لتعزيز تركيزه على الصين ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ"، بحسب "أسوشيتد برس".