الشرق + وكالات
قالت صحيفة "التلغراف"، إن المتشددين في إيران يتطلعون إلى تعزيز سلطاتهم وسط شائعات حول تدهور صحة المرشد الإيراني، علي خامنئي.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن خامنئي زعيم الدولة الأكثر بقاء في منصبه في الشرق الأوسط سيبلغ 82 عاماً العام المقبل، مع تزايد التكهنات بشأن من سيخلفه.
سؤال حاسم
ورجحت الصحيفة أن السؤال بشأن من يخلف خامنئي، ربما يصبح حاسماً هذا العام، عندما تعود الإدارة المقبلة للرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن إلى التفاوض بشأن الاتفاق النووي الإيراني.
ومع استعداد طهران لإجراء انتخابات رئاسية في يونيو المقبل، في ظل صعود المتشددين والمحافظين، فإن اختيار المرشد الجديد يمكن أن يحدد مسار البلاد لعقود قادمة.
شائعات صحية
وفقاً للصحيفة، انتشرت شائعات بشأن اعتلال صحة علي خامنئي منذ سنوات، وكان آخرها عندما ادعى الصحفي الإيراني المعارض، محمد أهواز، في أوائل ديسمبر أن خامنئي المريض قد سلم السلطة إلى ابنه مجتبى البالغ من العمر 51 عاماً.
لكن خامنئي الثمانيني نجا حتى الآن من كل الوعكات الصحية، وآخرها جراحة البروستاتا، فيما سارعت طهران لنفي الشائعات الأخيرة بشأن خلافة مجتبى لأبيه، التي استبعدها عدد من خبراء الشأن الإيراني.
في هذا السياق، قالت سنام فاكيل خبيرة الشؤون الإيرانية في المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" ومقره لندن، إن "تسليم (خامنئي) السلطة لابنه سيقوض شرعية الجمهورية" التي حلت محل النظام الملكي الإيراني.
صانع القرار
أشارت الصحيفة، إلى أن القول الفصل في كل هذه القضايا الرئيسية يقع على عاتق المرشد، الذي يسيطر على النظام الديني الذي أُسس عام 1979 بعد ثورة للإطاحة بالشاه الموالي للغرب.
ولفتت فاكيل، إلى أن "منصبه (خامنئي) له الأهمية الكبرى، وتعييناته تجلب إلى السلطة أفراداً متشابهين للغاية في التفكير".
على الرغم من أنه لم يعين خليفة له، قال خامنئي في بيان عام 2019 بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة، إن العقود الأربعة القادمة لإيران يجب أن تستند إلى حكم "جيل الشباب المتدين من الإيرانيين الذين يلتزمون ويتبعون المثل العليا للثورة".
ولهذا رجحت فاكيل، أن التمسك بهذه المثل العليا يقع إلى حد كبير على عاتق المرشد التالي، الذي "سيصوغ رؤيته الخاصة للجمهورية الثالثة، مهما كان شكل ذلك".
ووفقاً للدستور الإيراني، في حال عدم وجود خليفة محدد، يختار المرشد مجلس الخبراء، وهو هيئة مؤلفة من 88 عضواً، يجري انتخابهم كل 8 سنوات؛ لكن هذه العملية لم تحدث إلا مرة واحدة من قبل.
أبرز المرشحين للخلافة
رجحت الصحيفة أن من سيخلف خامنئي عند وفاته يعتمد إلى حد كبير على ميزان القوى داخل حكومة الفصائل الإيرانية، التي تميل مؤخراً أكثر نحو المتشددين وقوات "الحرس الثوري"، شبه العسكرية التي تخضع مباشرة للمرشد.
ولفتت إلى وفاة بعض المتشددين الأكبر سناً مثل محمد تقي مصباح يزدي، الزعيم الروحي للفصائل الأكثر تشدداً، والذي توفي الجمعة عن عمر يناهز 86 عاماً.
في حين يعتقد البعض الآن أن "الحرس الثوري"، الموجود أيضاً في المعسكر المتشدد، قوي بما يكفي للتحرك مباشرة لتنصيب مرشح.
من جهته، قال العالم الإسلامي الإيراني المنفي محمد جعفري، وهو منفي إيراني وعالم إسلامي: "الخيار الأخير يجب أن تربطه أوثق الصلات بالحرس الثوري".
ورجح الجعفري، أن نجل خامنئي ربما يكون المرشح المفضل للحرس الثوري، لكنه لا يزال يفتقر إلى دعم كبار القادة الذين لا يرونه مؤهلاً دينياً.
غير أن فاكيل استبعدت أن يتصرف "الحرس الثوري" بهذه الطريقة الصريحة، وقالت: "هذا خيار مطروح؛ لكنني أرى ذلك أقل احتمالية".
ومثل كثيرين، رجحت أن رئيس السلطة القضائية في النظام الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي ترشح للرئاسة عام 2016، هو المنافس الرئيسي.
ومضت فاكيل قائلة: "إنه محافظ للغاية ومقرب أيديولوجيا للغاية من خامنئي، ومقرب منه شخصياً. وهو من أضع رهاني عليه".
{{ article.visit_count }}
قالت صحيفة "التلغراف"، إن المتشددين في إيران يتطلعون إلى تعزيز سلطاتهم وسط شائعات حول تدهور صحة المرشد الإيراني، علي خامنئي.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن خامنئي زعيم الدولة الأكثر بقاء في منصبه في الشرق الأوسط سيبلغ 82 عاماً العام المقبل، مع تزايد التكهنات بشأن من سيخلفه.
سؤال حاسم
ورجحت الصحيفة أن السؤال بشأن من يخلف خامنئي، ربما يصبح حاسماً هذا العام، عندما تعود الإدارة المقبلة للرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن إلى التفاوض بشأن الاتفاق النووي الإيراني.
ومع استعداد طهران لإجراء انتخابات رئاسية في يونيو المقبل، في ظل صعود المتشددين والمحافظين، فإن اختيار المرشد الجديد يمكن أن يحدد مسار البلاد لعقود قادمة.
شائعات صحية
وفقاً للصحيفة، انتشرت شائعات بشأن اعتلال صحة علي خامنئي منذ سنوات، وكان آخرها عندما ادعى الصحفي الإيراني المعارض، محمد أهواز، في أوائل ديسمبر أن خامنئي المريض قد سلم السلطة إلى ابنه مجتبى البالغ من العمر 51 عاماً.
لكن خامنئي الثمانيني نجا حتى الآن من كل الوعكات الصحية، وآخرها جراحة البروستاتا، فيما سارعت طهران لنفي الشائعات الأخيرة بشأن خلافة مجتبى لأبيه، التي استبعدها عدد من خبراء الشأن الإيراني.
في هذا السياق، قالت سنام فاكيل خبيرة الشؤون الإيرانية في المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" ومقره لندن، إن "تسليم (خامنئي) السلطة لابنه سيقوض شرعية الجمهورية" التي حلت محل النظام الملكي الإيراني.
صانع القرار
أشارت الصحيفة، إلى أن القول الفصل في كل هذه القضايا الرئيسية يقع على عاتق المرشد، الذي يسيطر على النظام الديني الذي أُسس عام 1979 بعد ثورة للإطاحة بالشاه الموالي للغرب.
ولفتت فاكيل، إلى أن "منصبه (خامنئي) له الأهمية الكبرى، وتعييناته تجلب إلى السلطة أفراداً متشابهين للغاية في التفكير".
على الرغم من أنه لم يعين خليفة له، قال خامنئي في بيان عام 2019 بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة، إن العقود الأربعة القادمة لإيران يجب أن تستند إلى حكم "جيل الشباب المتدين من الإيرانيين الذين يلتزمون ويتبعون المثل العليا للثورة".
ولهذا رجحت فاكيل، أن التمسك بهذه المثل العليا يقع إلى حد كبير على عاتق المرشد التالي، الذي "سيصوغ رؤيته الخاصة للجمهورية الثالثة، مهما كان شكل ذلك".
ووفقاً للدستور الإيراني، في حال عدم وجود خليفة محدد، يختار المرشد مجلس الخبراء، وهو هيئة مؤلفة من 88 عضواً، يجري انتخابهم كل 8 سنوات؛ لكن هذه العملية لم تحدث إلا مرة واحدة من قبل.
أبرز المرشحين للخلافة
رجحت الصحيفة أن من سيخلف خامنئي عند وفاته يعتمد إلى حد كبير على ميزان القوى داخل حكومة الفصائل الإيرانية، التي تميل مؤخراً أكثر نحو المتشددين وقوات "الحرس الثوري"، شبه العسكرية التي تخضع مباشرة للمرشد.
ولفتت إلى وفاة بعض المتشددين الأكبر سناً مثل محمد تقي مصباح يزدي، الزعيم الروحي للفصائل الأكثر تشدداً، والذي توفي الجمعة عن عمر يناهز 86 عاماً.
في حين يعتقد البعض الآن أن "الحرس الثوري"، الموجود أيضاً في المعسكر المتشدد، قوي بما يكفي للتحرك مباشرة لتنصيب مرشح.
من جهته، قال العالم الإسلامي الإيراني المنفي محمد جعفري، وهو منفي إيراني وعالم إسلامي: "الخيار الأخير يجب أن تربطه أوثق الصلات بالحرس الثوري".
ورجح الجعفري، أن نجل خامنئي ربما يكون المرشح المفضل للحرس الثوري، لكنه لا يزال يفتقر إلى دعم كبار القادة الذين لا يرونه مؤهلاً دينياً.
غير أن فاكيل استبعدت أن يتصرف "الحرس الثوري" بهذه الطريقة الصريحة، وقالت: "هذا خيار مطروح؛ لكنني أرى ذلك أقل احتمالية".
ومثل كثيرين، رجحت أن رئيس السلطة القضائية في النظام الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي ترشح للرئاسة عام 2016، هو المنافس الرئيسي.
ومضت فاكيل قائلة: "إنه محافظ للغاية ومقرب أيديولوجيا للغاية من خامنئي، ومقرب منه شخصياً. وهو من أضع رهاني عليه".