العين الإخبارية
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية الأربعاء تنصيب جو بايدن رئيسا للبلاد مع سيطرة حزبه الديمقراطي على الكونجرس.. فماذا ينتظر وول ستريت؟.
يمكن استنباط إجابة واضحة من سجلات التاريخ وتحديدا منذ عام 1950، فتكشف بيانات جمعتها"إل بي إل فاينانشال" أنه عند سيطرة الديمقراطيين على البيت الأبيض والكونجرس يسجل لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 متوسط عائد سنوي 9.1%.
وعلى الرغم أن الأداء الأفضل للمؤشر يكون عند وجود حكومة منقسمة تضمن للمستثمرين عدم سيطرة حزب واحد على القرارات كافة، إلا أن أداء سوق المال في ظل سيطرة الحزب الديمقراطي أفضل من المتوسط السنوي منذ قرابة 70 عاما.
وبحسب وكالة الأنباء "بلومبرج" لا يبدو أنَ المستثمرين قلقين للغاية بشأن حكم بايدن، لكونهم يراهنون تعافي القطاعات الدورية من السوق بدعم من الإنفاق على البنية التحتية
كما أن التفاؤل يسود أغلب وول ستريت على الرغم من الانتقال المضطرب للسلطة.
وهو ما يعلق عليه كريس جافني، رئيس الأسواق العالمية في بنك تي آي إيه إيه، بأن الأسواق تركز أكثر على الاقتصاد وأين يتجه، ويبدو أن هناك خطوات لدعم التعافي سيتخذها المسؤولون الجدد.
عوامل تدعم الأسواق
منذ تصويت الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ارتفعت قيمة الأسهم بأكثر من 7 تريليونات دولار، لوجود علامات على تعافي الاقتصاد، وتوزيع لقاحات فيروس كورونا، فضلا عن إعلان بايدن حزمة تحفيز بقيمة 1.9 تريليون دولار.
وهنا استفادت القطاعات الدورية التي تعرضت للضغوط الفترة الماضية، والتي ستواصل قيادة تقدُّم مؤشر ستاندرد آند بورز 500.
وحتى الآن لم تعكس أسعار أسهم البنية التحتية الثمار المرتقبة من حزمة تحفيز بايدن، بينما قفزة أسعار الطاقة النظيفة باعتبارها أحد أكثر المستفيدين من السياسات المعلنة للرئيس الجديد.
فعلى سبيل المثال، تضاعف قيمة صندوق مؤشرات "ويلدرهيل كلين إنرج التابع لشركة "انفيسكو" ثلاثة أضعاف في 2020.
وأضاف صندوق الشركة للطاقة الشمسية إلى رصيده 234% نتيجة التفاؤل حول المبادرات الخضراء.
ومن المرتقب أن تظهر أسهم البنية التحتية ضمن قائمة المستفيدين، وهو ما أكده بات تشوسيك، محلل في نيد دافيس ريسيرش في تقرير حديث، لاسيما سوق الإنشاءات السكني القوي.
صعود أسهم جديدة
وهناك رؤية مختلفة للأسهم الصاعدة الفترة المقبلة، بعد أن كانت أسهم التكنولوجيا الكبيرة أبرز الرابحين تحت قيادة ترامب، فإن الخطوة المقبلة لصعود البورصة ستكون ناتجة عن تحرك عدد متزايد من الأسهم، ومنها أسهم القيمة، خاصة المجموعات الأصغر التي لم تتحرَك قيمها كثيرا منذ سنوات.
ومن المرتقب أن تخضع شركات التكنولوجيا لمزيدا من التدقيق التنظيمي كأحد توجهات إدارة بايدن.
ويقول باري جيمس، مدير محفظة في شركة جيمس انفستمنت ريسيرش، إنه من المحتمل أن يكون تعافي الاقتصاد إيجابيا للشركات الأصغر التي تخلفت عن اللحاق بمكاسب الشركات الكبيرة على مدار أخر أربع سنوات.
وأضاف أن أداء الأسهم سيعتمد على السياسات التي سيتم تمريرها، سواء كانت داعمة للنمو أو لا، وعلى مدى إجبارها للشركات على نقل أعمالها للخارج.
مخاطر الضرائب
في المقابل فإن تبني الديمقراطيين لخطة زيادة الضرائب ستقلص من العوائد المتوقعة للشركات الأمريكية جراء حزمة الإنفاق على البنية التحتية.
وأظهرت تحليلات "إل بي إل فاينانشال" أن الزيادة الضريبية المقترحة حتى 28% قد تخفض ربحية أسهم ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 10% في 2021.
ومع ذلك ويرى عدد كبير من المحللين أن بايدن لن يكون متعجلا لرفع ضرائب الشركات، لكون التعافي لا يزال هشا، وتعاني العديد من الشركات جراء الركود الناجم عن الجائحة.