آثر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب التقاعد بهدوء في فلوريدا، حيث يتوارى خلف سياج منزله في منتجع "مار ألاغو" في بالم بيتش، بعد انتهاء مسيرته الرئاسية، المليئة بالصخب والنزعة الاستعراضية، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وقالت الصحيفة الأميركية، في تقرير لها الخميس، إنه لطالما سعى أثرياء الولايات المتحدة إلى اعتزال الحياة العامة والعيش هناك (بالم بيتش)، حيث لن يجد المرء مكاناً أفضل للعزلة من قصر فاخر على ساحل المحيط، جنوبي فلوريدا.

لكن بالبحث عن ملاذ هناك، كما فعل الكثيرون من قبله، ربما يُدرك ترمب أن البعض في "بالم بيتش" ليسوا متحمسين تماماً لاحتضانه بصفته جار دائم، وذلك بعد إدانته بتحريض أنصاره قبل أسبوعين، على اقتحام مبنى الكابيتول.

"غير مُرحب به"

ونقلت الصحيفة عن ريتشارد جيه ستاينبيرغ، وهو وسيط عقارات يعمل في "بالم بيتش"، قوله: "لا أحد ممن تحدثت إليهم يتطلع إلى عودة ترمب إلى بالم بيتش، فسواء كنت من مؤيديه أم لا، لا أعتقد أن هناك العديد من الأشخاص الذين يتمتعون بضمير جيد، ويمكنهم أن يبرروا ما حدث في 6 يناير (اقتحام الكونغرس)، كما أرى أن معظم الناس يُحمّلونه مسؤولية ما حدث، على الأقل بشكل جزئي".

وذكرت الصحيفة أن ترمب لم يلتق أياً من المسؤولين المحليين في المطار، كما يفعلون في الزيارات الرسمية، لافتة إلى أن العديد من أبنائه وشركائه سينتقلون أيضاً إلى جنوب فلوريدا.

وبحسب الصحيفة، فإن إيفانكا ابنه الرئيس السابق، وزوجها جاريد كوشنر، امتلكا عقاراً في جزيرة "إنديان كريك"، شمال ميامي، كما استأجرا شقة في سيرفسايد القريبة، بينما شُوهد دونالد ترمب الابن، وصديقته كيمبرلي غيلفويل، وهما يبحثان عن منزل في "جوبيتر".

وأشارت الصحيفة في تقريرها، إلى أنه كان هناك الكثير من الأحاديث عن أي مدرسة خاصة سيلتحق بها بارون ترمب، وما إذا كانت ستكون بالقرب من "مار ألاغو"، أو جنوباً في "بوكا راتون" أو "فورت لودرديل"، وهي الخطوة التي تتطلّب من الشاب البالغ من العمر 14 عاماً قضاء ساعات طويلة في الشوارع المزدحمة بجنوب فلوريدا.

ونقلت الصحيفة عن تيري ريزو، رئيسة فرع الحزب الديمقراطي بمقاطعة "بالم بيتش" قولها: "الخبر السار هو أن ترمب لم يعد في البيت الأبيض، أما السيء، فهو أنه سيقيم في فناء منزلنا الخلفي".

وتابعت الصحيفة: "قد يجد ترمب أن محيطه الأوسع قد تغير إلى حد ما منذ أن كان مواطناً عادياً في الماضي، فالانقسام السياسي للأمة الآن بات واضحاً"، إذ أطلق على تقاطع في بالم بيتش غاردنز، لقب "ركن ترمب" وهو مكان يتجمع فيه أنصار الرئيس السابق، فيما رُسمت لوحة جدارية كبيرة وسط ويست بالم بيتش تقول: "لا أستطيع التنفس"، وهو شعار مرتبط بحركة "حياة السود مهمة".

موجة هروب

واشترى المزيد من المشاهير عقارات في المنطقة، مستغلين حقيقة أن فلوريدا لا تفرض ضريبة دخل حكومية، ونقلت الصحيفة عن شتاينبرغ، السمسار العقاري، قوله إن "جائحة كورونا أدت إلى موجة هروب لسكان نيويورك، الفارّين من الإغلاق، إذ ارتفعت المبيعات بنسبة 70% منذ أبريل".

وتوقع شتاينبرغ، أن يجد بعض هؤلاء السكان الهاربين من نيويورك أن الإجراءات الأمنية حول "مار ألاغو" باتت غير مريحة للغاية، وذلك في حال أدت عودة ترمب إلى فرض إغلاق طويل الأجل للطرق أو مضايقات أخرى.

ولفتت الصحيفة إلى أن بعض أعضاء المنتجع تركوا عضويتهم فيه خلال عهد ترمب، ونقلت عن كورين روبينز وكايلي بيل، الشقيقتان من نيويورك، قولهما إن "الأسرة تخلت عن عضويتها بعد تجمع (المتفوقين البيض) في شارلوتسفيل بفيرجينيا، حين قال ترمب إنه كان هناك أناس طيبون للغاية من كلا الجانبين في الاشتباكات".

ورأت الصحيفة أنه "إذا كان ترمب يعتزم العيش هناك بشكل دائم، فمن المحتمل أن يكون هناك بعض الاحتكاكات"، لافتة إلى أن المنتجع وقَع اتفاقية مع "بالم بيتش" في عام 1993 تنص على أنه لا يمكن استخدامه، وهو ناد اجتماعي خاص، كسكن بدوام كامل، وضغط بعض الجيران على مسؤولي بالم بيتش لفرض الاتفاقية.

وقالت "نيويورك تايمز"، إنه عندما يكون آل ترمب في المدينة، فإنهم نادراً ما يتركون وسائل الراحة المتوفرة في "مار ألاغو".

ونقلت عن المستثمر العقاري في بالم بيتش والعضو السابق في المنتجع، جيف غرين، قوله: "ترمب لا يغادر منزله أبداً، فهو يذهب فقط إلى نادي الغولف ويعود".