كشف موقع "إنترسبت" الأمريكي تفاصيل حول نفوذ إيران في العراق وتجنيدها جواسيس في القوات الأمنية لنقل أسرار القوات الأمريكية في العراق.

قصة تجنيد الجواسيس وردت ضمن أرشيف برقيات المخابرات الإيرانية التي حصل عليها موقع "إنترسبت"، في تسريب غير مسبوق.

وتكشف مئات التقارير السرية للغاية الصادرة عن المخابرات الإيرانية تفاصيل مذهلة عن مدى تأثير إيران على العراق المجاور وكيف تغلغل جواسيسها في البلاد.

كان الموقع قد نشر في عام 2019 للمرة الأولى تقارير تستند إلى الوثائق المسربة في عام 2019، بما في ذلك مقال نُشر بالاشتراك مع "نيويورك تايمز".

التقارير جرى تسريبها من وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، وتتناول بشكل أساسي عمليات الاستخبارات الإيرانية في العراق.

ويسلط الموقع الضوء على الأرشيف من خلال التقارير والبرقيات الميدانية، في الفترة بين عامي 2013 و2015، التي صدرت من مكاتب المخابرات الإيرانية في العراق إلى مقر وزارة الداخلية في طهران.

يمثل التسريب المرة الأولى التي تحصل فيها مؤسسة إخبارية غربية على قدر كبير من الوثائق من الحكومة الإيرانية شديدة السرية.

بالإضافة إلى توثيق النفوذ الإيراني في العراق، تظهر الملفات المسربة كيف شكل العراق ساحة معركة للجواسيس الأمريكيين والإيرانيين.

وإلى مدى التأثير الإيراني العميق على المشهد السياسي العراقي الذي سمح لجهازي المخابرات الرئيسيين في إيران - وزارة الداخلية وفيلق القدس التابع للحرس الثوري - بالعمل بحرية في جميع أنحاء العراق لسنوات، مما أدى إلى إنشاء شبكة هائلة من المصادر السرية في جميع أنحاء البلاد .

وأشار التقرير إلى أن اختراق إيران للمؤسسات العراقية جعله المكان الأمثل لضباط المخابرات الإيرانية لتجنيد جواسيس ضد أمريكا، خاصة عندما كان الوجود العسكري الأمريكي في العراق في أوجه.

ويروي التقرير الحالي قصة جاسوس عراقي عمل لصالح النظام الإيراني وقدم على مدى سنوات معلومات استخبارية قيمة عن العمليات الأمريكية في العراق.

لكن مع تقليص التواجد الأمريكي في العراقي وسحب الولايات المتحدة غالبية قواتها من العراق لم يعد لدى الجاسوس معلومات تثير شهية الإيرانيين، "لذلك تخلى الإيرانيون عن العراقي"، بحسب الموقع

أشار التقرير إلى أن هذا العراقي التحق في عام 2015 بوظيفة جديدة في جهاز الأمن العراقي، لكن حاجته الملحة إلى المال دفعته للجوء إلى الإيرانيين لاستعادة وظيفته القديمة كعميل مزدوج.

ووفقا للوثائق، فخلال اجتماع سري، طلب ضابط المخابرات الإيرانية من الجاسوس العراقي يخبره بكل ما يمكن أن يشكل فائدة لإيران، لكن شيئا واحدا قاله العراقي جعل الضابط الإيراني ينتبه له وهو أن لديه صديقا يرغب هو الآخر في التجسس لصالح إيران، فقد كان هذا الصديق يعمل مع الولايات المتحدة في قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا.

وبحسب إحدى البرقيات التي حصل عليها الموقع طلب الضابط الإيراني من العراقي مقابلة صديقه في رحلته القادمة إلى تركيا.

وأشار التقرير فقد نجح الضابط الإيراني في تجنيد العراقي وصديقه، الذي انتقل إلى العمل في قاعدة عين الأسد الجوية، حيث تتمركز القوات الأمريكية في العراق.

ولفت التقرير إلى أن الإيرانيين استفادوا جيدا من المؤسسات والأحداث الدينية والثقافية في العراق لأغراض استخبارية.

وذكر التقرير أن العديد من عملائهم العراقيين، يتم توظيفهم خلال الزيارات الشخصية للمواقع الدينية الشيعية في العراق، إذ أن ذلك يوفر غطاءً جيدًا لاجتماعات التجسس.

ومن أجل تجنب خيانة عملائهم في العراق، كان الإيرانيون أكثر استعدادًا للثقة في المخبرين الذين كانوا من الشيعة العراقيين ولديهم بعض الروابط العائلية مع إيران، وفقا للتقرير.