قالت شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي (أمان) إن إيران تواجه صعوبة في إيجاد خليفة للقائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني والعالم النووي محسن فخري زاده.
ويستدل من التقييم السنوي للشعبة أن إيران لم تقم بعد بتخصيب اليورانيوم بالمستوى الذي يسمح لها بتطوير قنبلة نووية ولم يقرر النظام، حتى الآن، عمل ذلك.
وحسب التقدير الذي تم تقديمه مؤخرا إلى القادة في إسرائيل، فإنه منذ اللحظة التي تبدأ فيها إيران في تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 ٪، ستكون قادرة على صنع قنبلة في غضون عامين تقريبا.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تقرير "أمان" أن "إيران تواجه صعوبة في تطوير مكونات ضرورية لصنع القنبلة النووية، بما في ذلك جهاز متفجر وصاروخ إطلاق مناسب".
وتقدر شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي أن "أهم سبب لتأخير برنامج إيران النووي هو اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، الذي ُنسب إلى إسرائيل في وسائل الإعلام الأجنبية".
وقالت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية إن فخري زاده جمع من حوله كل العناصر المطلوبة لإنتاج القنبلة النووية.
وحسب تقديرات شعبة الاستخبارات الإسرائيلية فإن "إيران تواجه صعوبة في استبدال زاده".
انتهاك إيران للاتفاقيات
من جهة ثانية، تعتقد شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن "إيران مستمرة في انتهاك الاتفاقات التي وقعتها في الاتفاقية النووية مع القوى العظمى منذ عام 2015".
وفي إحاطة مغلقة جرت هذا الأسبوع، قال قائد شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تمير هيمان، إن "إيران تتواجد في أدنى مستوى غير مسبوق، بسبب العمليات التي نفذناها في السنوات الأخير".
وأضاف: "ليس فقط بسبب كورونا، لكنها لم تتخل عن البرنامج النووي، لا بل صعدت من جهودها في هذا الشأن".
وتابع هيمان: "إن إيران ترى في الاتفاق النووي المخرج الوحيد من العقوبات المفروضة عليها والأزمة الاقتصادية في البلاد، وبالتالي تسعى للعودة إليه".
إيران في سوريا والعراق وسليماني
شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي قدرت أيضا أن "إيران لم تتخلى حتى الآن عن طموحها لإقامة قاعدة عسكرية في سوريا، لكنها تعيد النظر في طبيعة ونطاق الخطوة".
وقالت (هآرتس): "يرجع ذلك، ضمن أمور أخرى، إلى الهجمات التي شنتها عليها إسرائيل والمنظمات الأمنية العالمية التي تنشط ضد التوطيد الإيراني في سوريا واليمن ولبنان والعراق".
وأضافت: "كانت أصعب ضربة تلقتها،هي اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني مطلع عام 2020، على أيدي الولايات المتحدة".
وبحسب شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: "كان الاغتيال خطوة غيرت الواقع في الشرق الأوسط وألحقت ضرارا شديدا برغبة إيران في إنتاج محور شيعي واسع في المنطقة".
وأشارت إلى أن "سليماني، الذي كان يعتبر الرجل الأقرب للزعيم الروحي علي خامنئي، كان منفذا لتوسع إيران خارج حدودها".
واعتبرت شعبة الاستخبارات أن "إيران تواجه صعوبة في إيجاد بديل مناسب، وهو ما يضر، من بين أمور أخرى، بجهود النظام لترسيخ وجوده في سوريا".
صحيفة هآرتس قالت إن "التقديرات تشير إلى أن إيرن قلصت من وجودها في سوريا، وتركت عدة مئات من المستشارين والإداريين في البلاد".
وتابعت: "هذا، من بين أمور أخرى، لأن قسما من رجالها في سوريا وعائلاتهم تضرروا في الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل، فبدأ هؤلاء يخشون على حياتهم".
وتابعت: "كما يجد الإيرانيون صعوبة في إدخال أنظمة أسلحة متطورة إلى سوريا، ويرجع ذلك، ضمن أمور أخرى، إلى الضربات الجوية، التي نسب بعضها إلى إسرائيل في تقارير أجنبية".
ولفتت إلى أنه "على سبيل المثال، تعمل إيران على جعل غرب العراق نقطة إمداد يمكنها من خلالها نقل الأسلحة إلى سوريا ولبنان، ولكن حتى في هذه الحالة، فإن الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل على الشحنات ومستودعات الأسلحة في العراق تمنع هذا التحرك".
وتقدر شعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي أن" إيران، رغم الثمن الذي تدفعه، لا تنوي التخلي عن محاولات ترسيخ نفسها في سوريا والعراق".
وفي هذا الصدد قال هيمن إن "المحور يواصل محاولة ترسيخ نفسه من الإضرار بإسرائيل عبر هضبة الجولان، جهودنا الكثيرة تنجح في إلحاق الضرر بهذه القدرة وتقليصها".
خسارة اقتصادية
ويشير تقرير شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى أنه "على الصعيد الداخلي، يعتبر الوضع الاقتصادي في إيران هو الأصعب منذ حرب عام 1988 مع العراق".
وإلى جانب العقوبات- بحسب أمان- طرأ انخفاض في صادرات النفط التي تمثل حوالي 60 ٪ من إيرادات الدولة، وتسببت أزمة كورونا في مقتل أكثر من 50 ألف مدني، وحدثت فيها العديد من الكوارث الطبيعية الشديدة، بما في ذلك الفيضانات والزلازل.