قالت مجموعة ميرسك إن وضع سفينة الحاويات العالقة في قناة السويس نجمت عنه اضطرابات في الشحن العالمي "قد يستغرق زوالها أسابيع وربما شهور".

وأكدت أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم في بيان استشاري للعملاء نشر اليوم الإثنين "حتى بعد إعادة فتح القناة، الآثار المضاعفة على القدرة والمعدات العالمية كبيرة".

يأتي ذلك بعد تعويم جزئي للسفينة البنمية الجانحة في المجرى الملاحي الدولي منذ يوم الثلاثاء الماضي، والتي أدت إلى تعطل الملاحة وازدحام مروري في القناة وتشكل طابور انتظار طويل، وصل إلى نحو 369 سفينة تنتظر الآن عبور القناة في الاتجاهين.

وأوضحت ميرسك أن لها ثلاث سفن عالقة في القناة بخلاف 29 أخرى تنتظر الدخول، مضيفة أنها غيرت حتى الآن مسارات 15 سفينة لتبحر بدلا من ذلك جنوبي القارة الأفريقية.

وقالت "بتقييم وضع التكدس الحالي للسفن، قد يستغرق عبور كامل الصف ستة أيام أو أكثر".

قالت وكالة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية، إن إغلاق قناة السويس سيتسبب بخسارة كبيرة حتى بالنسبة لشركات إعادة التأمين العالمية.

وأشارت الوكالة في بيان لها اليوم الإثنين، إلى أن أسعار إعادة التأمين البحرية ستزيد بشكل أكبر نتيجة لجنوح سفينة الحاويات إيفر جيفن في قناة السويس.

وأضافت أن إغلاق قناة السويس سيقلص أرباح شركات إعادة التأمين العالمية لكنه لن يؤثر كثيرا على أوضاعها الائتمانية.

من ناحيته، أكد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، صباح الإثنين، أن عبور السفن المنتظرة عند مداخل القناة سيستغرق "ثلاثة أيام ونصف تقريبا".

وقال ربيع في تصريحات لقناة "صدى البلد" المحلية إن "العمل في القناة سيستمر على مدار 24 ساعة" عقب تعويم السفينة الجانحة ويتوقع أن يستغرق عبور السفن المنتظرة عند مداخل الممر المائي "ثلاثة أيام ونصف تقريبا".

وقدّر ربيع خلال تصريحات يوم السبت الخسائر اليومية لقناة السويس بسبب تعطل الملاحة ما بين 12 و14 مليون دولار.

وفي بيان صحفي صباح اليوم الإثنين، أعلن رئيس هيئة قناة السويس، تغيير اتجاه حاملة الحاويات العالقة في القناة "بنسبة 80%" بعد أن نجحت قاطرات عملاقة في تعويمها جزئيا، مضيفا أنه تم بدء تعويم سفينة الحاويات البنمية بنجاح بعد استجابتها لمناورات الشد والقطر".

وأوضح أنه "تم تعديل مسار السفينة بنسبة 80% وابتعاد مؤخرة السفينة عن الشط بمسافة 102 مترا بدلا من 4 أمتار".

وأضاف ربيع أنه "من المقرر استئناف المناورات مرة أخرى مع ارتفاع منسوب المياه (في القناة) إلى أقصى ارتفاع له اعتبارا من الساعة الحادية عشرة والنصف (التاسعة والنصف بتوقيت جرينتش) ليصل الى مترين بما يسمح بتعديل مسار السفينة بشكل كامل لتصبح في منتصف المجرى الملاحي".

وأكد رئيس هيئة قناة السويس أنه "سيتم استئناف حركة الملاحة مرة أخرى في القناة بمجرد تعويم السفينة بشكل كامل وتوجيهها" إلى منطقة الانتظار لفحصها فنيا.

من جهتها، أعلنت شركة "شوي كيسن" المالكة لحاملة الحاويات البالغة زنتها أكثر من 200 ألف طن، أن السفينة "عالقة بزاوية 30 درجة نحو القناة" لكنه بات بوسعها التحرك بهامش أكبر.

وأكد متحدث باسم الشركة أن السفينة "استدارت" لكنها "ليست عائمة بعد"، مشيرا إلى أن مقدمها تضرر حين علقت في القناة لكنه "لم تتم معاينة أي أضرار إضافية".

وذكر رئيس هيئة قناة السويس أن مناورات الشد بدأت فجر الاثنين لتعويم السفينة "بواسطة 10 قاطرات عملاقة تقوم بالعمل من 4 اتجاهات مختلفة"، مؤكدا وصول القاطرة الهولندية "إيه بي إل جارد" مساء الأحد ومشاركتها "في جهود تعويم السفينة".

وابتعدت مؤخرة السفينة عن الضفة الغربية للقناة، بحسب ما أظهر موقعا "فيسل فايندر" و"ماي شيب تراكينج" لرصد حركة السفن فجر الإثنين.

وجنحت سفينة الحاويات "إم في إيفر جيفن"، التي يزيد طولها عن طول 4 ملاعب لكرة القدم، بالعرض في مجرى قناة السويس صباح الثلاثاء الماضي فأغلقته بالكامل، ما عطّل الملاحة في الاتجاهين في المجرى المائي البالغ الأهمية.

وكانت السفينة البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، تقوم برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا.

خسائر كبيرة

وأشار تقرير لشركة أليانز للتأمين إلى أن اليوم في تعطّل نقل البضائع، نتيجة وقف الملاحة بالقناة، "يكلّف التجارة العالمية من 6 إلى 10 مليارات دولار".

وقالت شركة "لويدز ليست" إنّ الغلق يعيق شحنات تقدر قيمتها بنحو 9,6 مليار دولار يوميًا بين آسيا وأوروبا.

وأشارت "لويدز ليست" إلى أن "الحسابات التقريبية" تفيد بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر قيمتها بحوالي 5,1 مليار دولار ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4,5 مليار دولار.