قالت الخارجية الأميركية، اليوم الاثنين، إن واشنطن ستناقش الخطوات الواجب على إيران اتخاذها للعودة للامتثال للاتفاق النووي.

وهونت وزارة الخارجية الأميركية من شأن التوقعات بخصوص المحادثات غير المباشرة، التي ستبدأ غدا الثلاثاء في فيينا بشأن عودة واشنطن وطهران إلى الامتثال للاتفاق النووي المبرم في عام 2015، وقالت إنها تتوقع أن تكون المحادثات صعبة.

وقال نيد برايس المتحدث باسم الوزارة للصحافيين اليوم الاثنين "لا نقلل من حجم التحديات التي تنتظرنا. هذه هي الأيام الأولى. نحن لا نتوقع انفراجة مبكرة أو فورية، حيث نتوقع تماما أن تكون هذه المناقشات صعبة".

إلى ذلك أعادت وسائل إعلام إيرانية نشر تصريحات علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، الذي قال إن "إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% قد وصل حاليا إلى 50 كيلوغراما، "قبيل محادثات مجموعة 4+1 لاحياء التفاق النووي مع إيران.

وقال صالحي عبر تطبيق "كلوب هاوس"، إن المباحثات الفنية يوم الثلاثاء، ستكون "من سيبدأ أولا"، في إشارة إلى الجدل الدائر بين طهران وواشطن حول من سيتخذ الخطوة الأولى.

إنتاج 50 كغم من اليورانيوم المخصب

وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية إن "الجمود قد كُسِر.. نحن نتحرك الآن في طريق ممهد. أنا متفائل إزاء إحياء الاتفاق النووي".

وذكر أنه "تم إنتاج 50 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% في غضون 3 أشهر".

وتوقع بعض المسؤولين الإيرانيين أن الجولة الجديدة من المحادثات يوم غد الثلاثاء، ستكون مفصلية لتحديد الخطوات التي يجب أن يتخذها الطرفان الأميركي والإيراني.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد تراجع علانية عن تأييده لدعوة المرشد الأعلى للنظام، علي خامنئي حول "الرفع المتزامن لجميع العقوبات مع عودة إيران لالتزاماتها"، وتحدث عن استعداد إيران لاتفاق "خطوة بخطوة" أي تخفيف العقوبات تدريجيا مقابل عودة إيران إلى التزاماتها من خلال التراجع عن خطوات التصعيد.

هذا بينما تتحدث الإدارة الأميركية عن رفع "بعض" العقوبات مقابل عودة إيران للامتثال الكامل للاتفاق النووي، ودعت إلى إجراء محادثات حول "سياسات طهران الإقليمية" و"برنامجها الصاروخي".

وحتى الآن، يبدو الخلاف بين الجانبين كبيراً، والفجوة آخذة في الاتساع حيث تقول الولايات المتحدة إن هناك فرقا بين "العودة إلى المفاوضات من أجل اتفاق جديد" و"التفاوض للعودة إلى الاتفاق النووي السابق" مع التركيز في كثير من الأحيان على مفاوضات أكثر شمولاً تعالج كافة القضايا الخلافية.

وعلى الرغم من إصرار وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، ومساعده عباس عراقجي على أن طهران لن تتفاوض بشكل مباشر أو غير مباشر مع الولايات المتحدة قبل رفع العقوبات، فإن الحضور الأميركي في "الغرف الجانبية" للجنة المشتركة لمتابعة الاتفاق النووي في فيينا كان واضحا ويظهر أن حكومة بايدن قد دخلت بالفعل في عملية تفاوض جديدة.

ويدرك بايدن جيدًا الصعوبات الهائلة التي خلقتها العقوبات والحظر المالي على إيران إلى درجة أن النظام لم يعد قادرا على الاستمرار بهذا الوضع المتأزم اقتصاديا وسياسيا.

كما يدرك الرئيس الأميركي جيدًا أن سياسة "حملة الضغط الأقصى" التي قادها سلفه دونالد ترمب تسببت في انقسامات سياسية" وأزمة اقتصادية واحتجاجات شعبية متزايدة، وجعلت نظام طهران هشًا بشكل غير مسبوق.

وبالنتيجة تظهر مفاوضات فيينا أن البيت الأبيض استطاع فرض مبدأ التفاوض على نظام خامنئي باستخدام نفس المنهج الترمبي، لكنه يريد توسيع المفاوضات لتشمل ليس فقط البرنامج النووي بل التخفيف التدريجي للعقوبات وليس دفعة واحدة ليتسنى له التفاوض على الملفات الأخرى، مثل الصواريخ وتدخلات طهران الإقليمية وأزمة الرهائن وغيرها.