وكالات
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين في الاستخبارات، إن انقطاع الطاقة الذي نتج عن الهجوم على منشأة تخصيب اليورانيوم في "مفاعل نطنز النووي"، يعود إلى ما يعتقد أنه "انفجار مخطط له عمداً"، دمر بشكل كامل نظام الطاقة الداخلي المستقل، الذي يزود أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض، بالطاقة.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين رفضا الكشف عن هويتهما، أن انقطاع الطاقة في المنشأة شديدة التحصين، نجم عن "انفجار كبير دمر بشكل كامل نظام الطاقة الداخلي المستقل، والمحمي بشدة، والذي يزود أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض بالطاقة"، ولفتا إلى أن "الهجوم وجه ضربة قاسية لقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم"، وأشارا إلى أن "عودة إيران لتخصيب اليورانيوم بشكل طبيعي، سيستغرق على الأقل 9 أشهر".
ورجح علي فايز، مدير مشروع إيران في "مجموعة الأزمات الدولية"، أن يكون الهجوم نفذ من خلال "استهداف المنشأة بشكل غير مباشر، أو من خلال عملية تسلل على الأرض"، مشيراً إلى أنه "من الصعب أن نتخيل أنه كان هجوماً إلكترونياً".
ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي أي دور لها في هذا الهجوم. ولكن الصحيفة نقلت عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، تأكيدهم وجود دور إسرائيلي في العملية.
إيران من جهتها لم تحدد الجهة المسؤولة عن الهجوم، ولكن التلفزيون الحكومي الإيراني نسب إلى علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، قوله إن الحادث الذي تعرضت له المنشأة كان نتيجة "عمل إرهابي"، مضيفاً أن طهران تحتفظ لنفسها بالحق في اتخاذ إجراءات ضد الجناة.
وقال صالحي، إن بلاده "بينما تدين هذه الخطوة الفاشلة، تؤكد على ضرورة تعامل المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع هذا الإرهاب النووي، وتحتفظ بحقها في اتخاذ إجراءات ضد مرتكبيه ومن أمر به ومن نفذه". ولم يقدم مزيداً من التفاصيل.
ويأتي هذا الهجوم، في وقت تتفاوض إيران وأميركا بشكل غير مباشر على العودة إلى الاتفاق النووي، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018، وأعاد فرض عقوبات على إيران كانت رفعت بموجب الاتفاق الموقع عام 2015.
ورداً على إعادة فرض العقوبات، واصلت إيران خرق التزاماتها لبنود الاتفاق النووي، وواظبت على رفع نسبة تخصيب اليورانيوم، في محاولة لزيادة الضغط على أميركا والمجتمع الدولي الذي يتخوف من البرنامج النووي الإيراني، وإمكانية استخدامه لصناعة قنبلة نووية.
وفي هذا السياق، قال هنري روما، محلل شؤون إيران في "مجموعة أوراسيا"، وهي شركة استشارية مختصة في المخاطر السياسية، إن إيران "تواجه توازناً صعباً للغاية"، مضيفاً: "ستشعر بأنها مضطرة للرد لإبلاغ إسرائيل بأن الهجمات ليست بالمجان".
ولكنه أوضح أن إيران "تحتاج أيضاً إلى ضمان أن مثل هذا الانتقام، لن يجعل من التفاوض على العودة إلى الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، مستحيلاً".
"أكثر مما تعلنه إيران"
الصحيفة الأميركية لم تكن الوحيدة التي أشارت إلى دور إسرائيلي في العملية التي لم تعلن إيران عن ضررها بشكل واضح.
وقالت "القناة 13" الإسرائيلية نقلاً عن مصادر استخباراتية، إن الهجوم تسبب في أضرار أكبر من تلك التي أعلنت عنها إيران. وأضافت أن "الهجوم الإلكتروني أسفر عن ضرر جسيم في قلب برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم".
وأوضح ألون بن دافيد، المحلل العسكري للقناة الإسرائيلية، أن "الحادث عملياً أوقف قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز"، لافتاً إلى أن هناك ما يقارب من 7000 جهاز طرد مركزي في هذه المنشأة.
وأشار إلى أن أجهزة الطرد المركزي الموجودة "عالية الحساسية"، مضيفاً أن "ربطها بالكهرباء وإعادة تجهيزها للعمل، عملية تستغرق أشهراً".
وأكد أن هذه العملية "ليست سهلة"، إذ "لا يمكن إعادة ربطها بالكهرباء مباشرة وإعادتها سريعاً للعمل"، مضيفاً: "على ما يبدو فإن إيران، ولأشهر طويلة قادمة، لن تتمكن من تخصيب اليورانيوم في هذه المنشأة".
من جهتها، أكدت صحيفة "جورزاليم بوست"، الإسرائيلية، أنها علمت أن حادث "نطنز" ليس مجرد حادث عابر، وأنه قد أحدث أضراراً أكبر بكثير مما تعلنه إيران.
وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته الأحد، أنه بناءً على التقارير، فإنه يبدو أن الحادث المزعوم قد نتج عن هجوم إلكتروني، ربما من قبل إسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن الهجوم يبدو مصمماً لتقويض جهود إيران لتصعيد ضغوطها على الولايات المتحدة لرفع العقوبات في أقرب وقت، وذلك من خلال الرفع من نسبة تخصيب اليورانيوم لمستويات غير مسبوقة، بينما يتفاوض الطرفان للعودة للاتفاق النووي.
وفي السياق، رأت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، الإسرائيلية، أن تصريح رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، الأحد، بأن "طهران تدرس بعناية كيفية الرد"، يعد بمثابة تلميح إلى تورط إسرائيل في الهجمات التي استهدفت إيران في الأسابيع الأخيرة.
ونقلت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني الأحد، عن كوخافي قوله: "أعمال الجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء الشرق الأوسط ليست مخفية عن أعين أعدائنا، فهم يراقبوننا ويرون قدراتنا ويدرسون خطواتهم التالية بعناية".
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات كوخافي جاءت بعد ساعات من التقارير التي أفادت بوقوع الهجوم في "نطنز"، وبعد أيام قليلة من ورود أنباء عن قيام الكوماندوز الإسرائيليين بتفجير ألغام لاصقة في هيكل سفينة تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني في البحر الأحمر.
{{ article.visit_count }}
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين في الاستخبارات، إن انقطاع الطاقة الذي نتج عن الهجوم على منشأة تخصيب اليورانيوم في "مفاعل نطنز النووي"، يعود إلى ما يعتقد أنه "انفجار مخطط له عمداً"، دمر بشكل كامل نظام الطاقة الداخلي المستقل، الذي يزود أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض، بالطاقة.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين رفضا الكشف عن هويتهما، أن انقطاع الطاقة في المنشأة شديدة التحصين، نجم عن "انفجار كبير دمر بشكل كامل نظام الطاقة الداخلي المستقل، والمحمي بشدة، والذي يزود أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض بالطاقة"، ولفتا إلى أن "الهجوم وجه ضربة قاسية لقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم"، وأشارا إلى أن "عودة إيران لتخصيب اليورانيوم بشكل طبيعي، سيستغرق على الأقل 9 أشهر".
ورجح علي فايز، مدير مشروع إيران في "مجموعة الأزمات الدولية"، أن يكون الهجوم نفذ من خلال "استهداف المنشأة بشكل غير مباشر، أو من خلال عملية تسلل على الأرض"، مشيراً إلى أنه "من الصعب أن نتخيل أنه كان هجوماً إلكترونياً".
ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي أي دور لها في هذا الهجوم. ولكن الصحيفة نقلت عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، تأكيدهم وجود دور إسرائيلي في العملية.
إيران من جهتها لم تحدد الجهة المسؤولة عن الهجوم، ولكن التلفزيون الحكومي الإيراني نسب إلى علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، قوله إن الحادث الذي تعرضت له المنشأة كان نتيجة "عمل إرهابي"، مضيفاً أن طهران تحتفظ لنفسها بالحق في اتخاذ إجراءات ضد الجناة.
وقال صالحي، إن بلاده "بينما تدين هذه الخطوة الفاشلة، تؤكد على ضرورة تعامل المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع هذا الإرهاب النووي، وتحتفظ بحقها في اتخاذ إجراءات ضد مرتكبيه ومن أمر به ومن نفذه". ولم يقدم مزيداً من التفاصيل.
ويأتي هذا الهجوم، في وقت تتفاوض إيران وأميركا بشكل غير مباشر على العودة إلى الاتفاق النووي، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018، وأعاد فرض عقوبات على إيران كانت رفعت بموجب الاتفاق الموقع عام 2015.
ورداً على إعادة فرض العقوبات، واصلت إيران خرق التزاماتها لبنود الاتفاق النووي، وواظبت على رفع نسبة تخصيب اليورانيوم، في محاولة لزيادة الضغط على أميركا والمجتمع الدولي الذي يتخوف من البرنامج النووي الإيراني، وإمكانية استخدامه لصناعة قنبلة نووية.
وفي هذا السياق، قال هنري روما، محلل شؤون إيران في "مجموعة أوراسيا"، وهي شركة استشارية مختصة في المخاطر السياسية، إن إيران "تواجه توازناً صعباً للغاية"، مضيفاً: "ستشعر بأنها مضطرة للرد لإبلاغ إسرائيل بأن الهجمات ليست بالمجان".
ولكنه أوضح أن إيران "تحتاج أيضاً إلى ضمان أن مثل هذا الانتقام، لن يجعل من التفاوض على العودة إلى الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، مستحيلاً".
"أكثر مما تعلنه إيران"
الصحيفة الأميركية لم تكن الوحيدة التي أشارت إلى دور إسرائيلي في العملية التي لم تعلن إيران عن ضررها بشكل واضح.
وقالت "القناة 13" الإسرائيلية نقلاً عن مصادر استخباراتية، إن الهجوم تسبب في أضرار أكبر من تلك التي أعلنت عنها إيران. وأضافت أن "الهجوم الإلكتروني أسفر عن ضرر جسيم في قلب برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم".
وأوضح ألون بن دافيد، المحلل العسكري للقناة الإسرائيلية، أن "الحادث عملياً أوقف قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز"، لافتاً إلى أن هناك ما يقارب من 7000 جهاز طرد مركزي في هذه المنشأة.
وأشار إلى أن أجهزة الطرد المركزي الموجودة "عالية الحساسية"، مضيفاً أن "ربطها بالكهرباء وإعادة تجهيزها للعمل، عملية تستغرق أشهراً".
وأكد أن هذه العملية "ليست سهلة"، إذ "لا يمكن إعادة ربطها بالكهرباء مباشرة وإعادتها سريعاً للعمل"، مضيفاً: "على ما يبدو فإن إيران، ولأشهر طويلة قادمة، لن تتمكن من تخصيب اليورانيوم في هذه المنشأة".
من جهتها، أكدت صحيفة "جورزاليم بوست"، الإسرائيلية، أنها علمت أن حادث "نطنز" ليس مجرد حادث عابر، وأنه قد أحدث أضراراً أكبر بكثير مما تعلنه إيران.
وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته الأحد، أنه بناءً على التقارير، فإنه يبدو أن الحادث المزعوم قد نتج عن هجوم إلكتروني، ربما من قبل إسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن الهجوم يبدو مصمماً لتقويض جهود إيران لتصعيد ضغوطها على الولايات المتحدة لرفع العقوبات في أقرب وقت، وذلك من خلال الرفع من نسبة تخصيب اليورانيوم لمستويات غير مسبوقة، بينما يتفاوض الطرفان للعودة للاتفاق النووي.
وفي السياق، رأت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، الإسرائيلية، أن تصريح رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، الأحد، بأن "طهران تدرس بعناية كيفية الرد"، يعد بمثابة تلميح إلى تورط إسرائيل في الهجمات التي استهدفت إيران في الأسابيع الأخيرة.
ونقلت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني الأحد، عن كوخافي قوله: "أعمال الجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء الشرق الأوسط ليست مخفية عن أعين أعدائنا، فهم يراقبوننا ويرون قدراتنا ويدرسون خطواتهم التالية بعناية".
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات كوخافي جاءت بعد ساعات من التقارير التي أفادت بوقوع الهجوم في "نطنز"، وبعد أيام قليلة من ورود أنباء عن قيام الكوماندوز الإسرائيليين بتفجير ألغام لاصقة في هيكل سفينة تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني في البحر الأحمر.