ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن حركة طالبان باتت تسيطر على الطرق الرئيسية بأفغانستان، حيث انتشرت نقاط التفتيش التابعة للحركة في أجزاء رئيسية من البلاد، مما أدى إلى عزل البلدات والمدن الأفغانية بشكل متزايد، وإعاقة قدرة الحكومة الأفغانية على العمل.
وتنتشر الآن، وبالتزامن مع إعلان الإدارة الأميركية، الانسحاب من أفغانستان، عشرات نقاط التفتيش المؤقتة لطالبان في الطرق السريعة الرئيسية المؤدية إلى العاصمة الأفغانية وخارجها، وفقاً لما نقلته الصحيفة، عن 8 مسؤولين محليين لم تكشف هوياتهم.
وذكرت الصحيفة، أن عناصر طالبان أقاموا أكثر من 10 نقاط تمركز دائمة على طول الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب في البلاد، مشيرة إلى أن العديد من تلك المواقع هي نقاط تفتيش تخلت عنها القوات الحكومية التي ضعفت بسبب الانسحاب الأميركي، أو تراجعت بسبب نفوذ طالبان، أو كليهما.
واعتبرت "واشنطن بوست" أن نقاط التفتيش التابعة لطالبان هي "استعراض رمزي للقوة وضربة حقيقية للحكومة الأفغانية المنتخبة الهشة بالفعل. حيث تعمل نقاط التمركز - المؤقتة والدائمة - على طول الطرق السريعة الرئيسية على إحباط جهود إعادة الإمداد العسكري، وتعيق توفير الخدمات الحكومية وتقوض الثقة في المسؤولين المنتخبين في البلاد".
وظهرت نقاط التفتيش الجديدة مع دخول أفغانستان مرحلة محورية. فبدأت قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" في الانسحاب الخميس، بحسب تقارير إعلامية ومسؤول أفغاني تحدث للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته.
ومن المقرر أن تصل القوات الأميركية إلى الصفر بحلول 11 سبتمبر المقبل، بدلاً من الموعد النهائي المقرر أصلاً في الأول من مايو الجاري.
20 عاما من الحرب
وقالت "واشنطن بوست" إن زحف طالبان على الطرق الحساسة يعد أحد المؤشرات العديدة على أن طالبان لم تتضاءل بعد 20 عاماً من الحرب، ويبدو أنها تضغط لتحقيق نصر عسكري مع تقليص الدعم العسكري الأجنبي لقوات الأمن الأفغانية.
وقال محمد يوسف أيوبي، رئيس مجلس ولاية قندوز: "كأننا نعيش على جزيرة.. لا يمكنني القيادة أكثر من أربعة كيلومترات في أي اتجاه دون أن أصطدم بنقطة تفتيش تابعة لطالبان".
ومنذ أكثر من عام تقريباً، كان أيوبي يقود سيارته بنفسه لمدة 8 ساعات تقريباً جنوباً من قندوز إلى كابول لعقد الاجتماعات. واليوم، بحسب الصحيفة، يعد هذا الأمر مستحيلاً. ويضطر المسؤولون الحكوميون إلى حد كبير إلى القيام بالرحلة عن طريق الجو، وإذا سافروا براً، فإنهم يفعلون ذلك في قوافل مدرعة ذات إجراءات أمنية مشددة.
وكافحت الحكومة الأفغانية للحفاظ على سيطرتها على طرقها السريعة منذ بداية عودة حركة طالبان في عام 2005 ، لكن الوضع تدهور مع انخفاض عدد القوات الأميركية في البلاد.
وعندما بدأت القواعد العسكرية الأمريكية في إغلاق جميع أنحاء البلاد بعد توقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان، وبدعم أقل من الولايات المتحدة، لم تتمكن الشرطة والجنود الأفغان من السيطرة على نفس المساحة من الأراضي، وتحركوا إلى الداخل لحماية المراكز السكانية، تاركين مساحات شاسعة من الأراضي الريفية في أفغانستان، والطرق التي تتقاطع معها، دون حراسة إلى حد كبير.
في الوقت نفسه، زادت حركة طالبان من الأراضي الواقعة تحت سيطرتها، وانتقلت إلى مناطق غير آمنة ودفعت بنشاط لتوسيع مناطق نفوذها. ومع وقف الضربات الجوية العسكرية الأميركية، تمكنت طالبان من إقامة نقاط تفتيش دائمة حيث عبرت الطرق السريعة المناطق الخاضعة لسيطرة طويلة، وأرسلت مئات المقاتلين للقيام بدوريات، وفقاً لمسؤولين محليين.
تقييد المسؤولين
وقال أيوبي إن تقييد حركة المسؤولين الحكوميين يجعل من المستحيل عليهم القيام بعملهم. وأضاف: "كنا نخرج إلى القرى إلى كل منطقة ونتحدث إلى الناس.. الآن بما أننا لا نستطيع التحدث إلى الناس، كيف يمكننا أن نعرف ما هي مشاكلهم؟".
وقال أيوبي إن قندوز كان من أقل الأقاليم استقراراً في أفغانستان منذ سنوات، وقد سقطت عاصمته في أيدي طالبان منذ عام 2015، لكنها لم تكن معزولة كما هي الآن. وأضاف: "يوماً بعد يوم، تتقلص المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة أكثر فأكثر".
كما شنت قوات طالبان سلسلة من الهجمات العسكرية بهدف تطويق الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة في أجزاء كثيرة من البلاد.
وذكرت "واشنطن بوست"، أنه لمنع تصاعد العنف، يسعى المفاوضون الأميركيون لتأمين اتفاق سلام بين المسلحين والحكومة الأفغانية قبل الانسحاب، لكنهم لم يعلنوا عن أي تقدم.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، طارق عريان، إن "الطرق السريعة في البلاد مهمة بالنسبة لنا، وقد اتخذنا إجراءات جادة لوقف سيطرة العدو عليها بشكل كامل"، في إشارة إلى طالبان.
وأوضح أن بعض نقاط التفتيش الحكومية التي اعتبرت "غير فعالة" قد أزيلت في الأشهر الأخيرة، مع نقل القوات إلى قواعد أكبر قريبة لأسباب "استراتيجية".
وأقر بأن حركة طالبان لها وجود على طرق أفغانستان، لكنه قال إن المسلحين "مشتتون" بهدف ترهيب وابتزاز المسافرين فقط.
وأعطت الولايات المتحدة الأولوية للطرق السريعة في أفغانستان كمفتاح للأمن والاستقرار الاقتصادي، بعد غزو عام 2001، وأنفقت ما يقرب من 3 مليارات دولار على إصلاحها. والآن هم من أخطر أجزاء البلاد بالنسبة للعديد من الأفغان، وفقاً للصحيفة.
"دولة طالبان"
ونقلت الصحيفة عن سائق أجرة محلي يدعى محمدي قوله: "إنها دولة طالبان كلها الآن".
من جانبه، قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن الهدف من نقاط التفتيش هو إبقاء "العدو" - في إشارة إلى موظفي الحكومة الأفغانية وقوات الأمن - خارج أراضي طالبان وتحسين الأمن على طول الطرق الرئيسية.
وقال مجاهد، إن جميع الطرق السريعة خارج كابول "كانت غير آمنة، لذلك أرسلنا مجاهدينا (مقاتلي طالبان) لضمان الأمن ليل نهار". "نحن لا نقيد عامة الناس ولكننا نراقب تحركات الأعداء وجيشهم".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن الشهر الماضي، سحب جميع قوات بلاده من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر المقبل، مؤكداً أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيعيدون ترتيب قدراتهم المتعقلة بمكافحة الإرهاب، بما يضمن استمرار وجود قدرات فعالة في المنطقة لمواجهة احتمال إعادة ظهور تهديدات إرهابية.
{{ article.visit_count }}
وتنتشر الآن، وبالتزامن مع إعلان الإدارة الأميركية، الانسحاب من أفغانستان، عشرات نقاط التفتيش المؤقتة لطالبان في الطرق السريعة الرئيسية المؤدية إلى العاصمة الأفغانية وخارجها، وفقاً لما نقلته الصحيفة، عن 8 مسؤولين محليين لم تكشف هوياتهم.
وذكرت الصحيفة، أن عناصر طالبان أقاموا أكثر من 10 نقاط تمركز دائمة على طول الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب في البلاد، مشيرة إلى أن العديد من تلك المواقع هي نقاط تفتيش تخلت عنها القوات الحكومية التي ضعفت بسبب الانسحاب الأميركي، أو تراجعت بسبب نفوذ طالبان، أو كليهما.
واعتبرت "واشنطن بوست" أن نقاط التفتيش التابعة لطالبان هي "استعراض رمزي للقوة وضربة حقيقية للحكومة الأفغانية المنتخبة الهشة بالفعل. حيث تعمل نقاط التمركز - المؤقتة والدائمة - على طول الطرق السريعة الرئيسية على إحباط جهود إعادة الإمداد العسكري، وتعيق توفير الخدمات الحكومية وتقوض الثقة في المسؤولين المنتخبين في البلاد".
وظهرت نقاط التفتيش الجديدة مع دخول أفغانستان مرحلة محورية. فبدأت قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" في الانسحاب الخميس، بحسب تقارير إعلامية ومسؤول أفغاني تحدث للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته.
ومن المقرر أن تصل القوات الأميركية إلى الصفر بحلول 11 سبتمبر المقبل، بدلاً من الموعد النهائي المقرر أصلاً في الأول من مايو الجاري.
20 عاما من الحرب
وقالت "واشنطن بوست" إن زحف طالبان على الطرق الحساسة يعد أحد المؤشرات العديدة على أن طالبان لم تتضاءل بعد 20 عاماً من الحرب، ويبدو أنها تضغط لتحقيق نصر عسكري مع تقليص الدعم العسكري الأجنبي لقوات الأمن الأفغانية.
وقال محمد يوسف أيوبي، رئيس مجلس ولاية قندوز: "كأننا نعيش على جزيرة.. لا يمكنني القيادة أكثر من أربعة كيلومترات في أي اتجاه دون أن أصطدم بنقطة تفتيش تابعة لطالبان".
ومنذ أكثر من عام تقريباً، كان أيوبي يقود سيارته بنفسه لمدة 8 ساعات تقريباً جنوباً من قندوز إلى كابول لعقد الاجتماعات. واليوم، بحسب الصحيفة، يعد هذا الأمر مستحيلاً. ويضطر المسؤولون الحكوميون إلى حد كبير إلى القيام بالرحلة عن طريق الجو، وإذا سافروا براً، فإنهم يفعلون ذلك في قوافل مدرعة ذات إجراءات أمنية مشددة.
وكافحت الحكومة الأفغانية للحفاظ على سيطرتها على طرقها السريعة منذ بداية عودة حركة طالبان في عام 2005 ، لكن الوضع تدهور مع انخفاض عدد القوات الأميركية في البلاد.
وعندما بدأت القواعد العسكرية الأمريكية في إغلاق جميع أنحاء البلاد بعد توقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان، وبدعم أقل من الولايات المتحدة، لم تتمكن الشرطة والجنود الأفغان من السيطرة على نفس المساحة من الأراضي، وتحركوا إلى الداخل لحماية المراكز السكانية، تاركين مساحات شاسعة من الأراضي الريفية في أفغانستان، والطرق التي تتقاطع معها، دون حراسة إلى حد كبير.
في الوقت نفسه، زادت حركة طالبان من الأراضي الواقعة تحت سيطرتها، وانتقلت إلى مناطق غير آمنة ودفعت بنشاط لتوسيع مناطق نفوذها. ومع وقف الضربات الجوية العسكرية الأميركية، تمكنت طالبان من إقامة نقاط تفتيش دائمة حيث عبرت الطرق السريعة المناطق الخاضعة لسيطرة طويلة، وأرسلت مئات المقاتلين للقيام بدوريات، وفقاً لمسؤولين محليين.
تقييد المسؤولين
وقال أيوبي إن تقييد حركة المسؤولين الحكوميين يجعل من المستحيل عليهم القيام بعملهم. وأضاف: "كنا نخرج إلى القرى إلى كل منطقة ونتحدث إلى الناس.. الآن بما أننا لا نستطيع التحدث إلى الناس، كيف يمكننا أن نعرف ما هي مشاكلهم؟".
وقال أيوبي إن قندوز كان من أقل الأقاليم استقراراً في أفغانستان منذ سنوات، وقد سقطت عاصمته في أيدي طالبان منذ عام 2015، لكنها لم تكن معزولة كما هي الآن. وأضاف: "يوماً بعد يوم، تتقلص المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة أكثر فأكثر".
كما شنت قوات طالبان سلسلة من الهجمات العسكرية بهدف تطويق الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة في أجزاء كثيرة من البلاد.
وذكرت "واشنطن بوست"، أنه لمنع تصاعد العنف، يسعى المفاوضون الأميركيون لتأمين اتفاق سلام بين المسلحين والحكومة الأفغانية قبل الانسحاب، لكنهم لم يعلنوا عن أي تقدم.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، طارق عريان، إن "الطرق السريعة في البلاد مهمة بالنسبة لنا، وقد اتخذنا إجراءات جادة لوقف سيطرة العدو عليها بشكل كامل"، في إشارة إلى طالبان.
وأوضح أن بعض نقاط التفتيش الحكومية التي اعتبرت "غير فعالة" قد أزيلت في الأشهر الأخيرة، مع نقل القوات إلى قواعد أكبر قريبة لأسباب "استراتيجية".
وأقر بأن حركة طالبان لها وجود على طرق أفغانستان، لكنه قال إن المسلحين "مشتتون" بهدف ترهيب وابتزاز المسافرين فقط.
وأعطت الولايات المتحدة الأولوية للطرق السريعة في أفغانستان كمفتاح للأمن والاستقرار الاقتصادي، بعد غزو عام 2001، وأنفقت ما يقرب من 3 مليارات دولار على إصلاحها. والآن هم من أخطر أجزاء البلاد بالنسبة للعديد من الأفغان، وفقاً للصحيفة.
"دولة طالبان"
ونقلت الصحيفة عن سائق أجرة محلي يدعى محمدي قوله: "إنها دولة طالبان كلها الآن".
من جانبه، قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن الهدف من نقاط التفتيش هو إبقاء "العدو" - في إشارة إلى موظفي الحكومة الأفغانية وقوات الأمن - خارج أراضي طالبان وتحسين الأمن على طول الطرق الرئيسية.
وقال مجاهد، إن جميع الطرق السريعة خارج كابول "كانت غير آمنة، لذلك أرسلنا مجاهدينا (مقاتلي طالبان) لضمان الأمن ليل نهار". "نحن لا نقيد عامة الناس ولكننا نراقب تحركات الأعداء وجيشهم".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن الشهر الماضي، سحب جميع قوات بلاده من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر المقبل، مؤكداً أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيعيدون ترتيب قدراتهم المتعقلة بمكافحة الإرهاب، بما يضمن استمرار وجود قدرات فعالة في المنطقة لمواجهة احتمال إعادة ظهور تهديدات إرهابية.