يدخل الموضوع المتعلق بإبطال مفعول الطائرات المسيرة الهجومية في قائمة أولويات جميع جيوش العالم.

ومن أجل اكتشاف الطائرات المسيرة المعادية في الوقت المناسب والتي تواجه رادارات الدفاع الجوي صعوبات في كشفها بسبب سرعتها المنخفضة، يتم إنشاء الطائرات المسيرة التي تحمل أجهزة الرادار القادرة على اكتشاف طائرات "درون" الصغيرة والبطيئة جدا. أما بالنسبة لتدمير طائرات "درون" المعادية المكتشفة فيُعتقد أن قطع اتصالاتها مع مشغّليها على الأرض هو السبيل الأجدى. غير أن هناك طائرات مسيرة تطير إلى جهة محددة وفقا للخطة المبرمجة ولا تتأثر بأية إشارات خارجية. ولهذا لا يمكن إبطال مفعولها إلا من خلال تصفيتها وهو ما يتطلب وجود طائرة مسيرة مضادة تحمل سلاحا مناسبا. وتكمن المشكلة في أن الطائرة المسيرة لا تستطيع أن تحمل المدفع الرشاش الثقيل. صحيح أن بإمكانها أن تحمل السلاح الصاروخي، ولكن الصاروخ شيء باهظ الثمن مقارنة بالطائرة المسيرة الرخيصة.

واقترح المهندس الروسي ألكسندر كوزنيتسوف طريقة لتحويل الطائرة المسيرة إلى طائرة اعتراضية قادرة على إيقاف الطائرات المسيرة الهجومية بواسطة البندقية العادية ذات الماسورة الملساء.

وثمة ما يقلل فعالية البندقية ذات الماسورة الملساء هو أن كريات الرصاص التي تطلقها البندقية تفقد قوتها الضاربة بسرعة وتتناثر بسبب الغازات الناتجة عن احتراق البارود. وتنشئ هذه الغازات، بعد أن تنبعث من الماسورة، مجالا للضغط الجوي المنخفض حول كريات الرصاص والذي يمتصها ويدمر نواتها المتينة. وأوجد المهندس كوزنيتسوف حلا لهذه المشكلة من خلال احتجاز الغازات في القاذف الخاص الذي يوضع في مقطع الماسورة، لمدة تكفي لابتعاد مجموعة كريات الرصاص عن البندقية إلى مسافة "آمنة". كما أنه تمكن من تقليل ارتداد البندقية.

وإذا وضعت هذه البندقية في الطائرة المسيرة المزودة بجهاز الرادار والبصر الإلكتروني فسوف تغدو هذه الطائرة مقاتلة مثالية لاعتراض الطائرات المسيرة المعتدية.

وأفادت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" أن إمكانية استخدام البندقية ذات الماسورة الملساء كسلاح للطائرة المسيرة تم تأكيدها في عام 2019 عندما تم وضع بندقية الصيد "فيبر" في الطائرة المسيرة المزودة بجهاز التنشين والتي وجدت الهدف الجوي المطلوب تدميره وأصابته بالطلقة الأولى.