وكالات ضم الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب صوته إلى مشرعين جمهوريين، وسياسيين محافظين بارزين للمطالبة بإقالة كبير المستشارين الطبيين في البيت الأبيض، أنتوني فاوتشي، بعد نشر رسائل بريد إلكتروني ضمن آلاف الرسائل التي تتعلق بجائحة فيروس كورونا، قال فاوتشي إن الكثير منها "أسيء فهمها".ويقول منتقدون إن بعض رسائل البريد الإلكتروني هذه تُظهر ما وصفوه بأنه "علاقة تعاونية بشكل مفرط" بين الدكتور فاوتشي والسلطات الصينية.وأشار البعض إلى رسالة تلقاها العام الماضي من مسؤول تنفيذي في منظمة غير ربحية عالمية، ساعدت في تمويل بعض الأبحاث في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات، تحديداً، على الرغم من أنها محجوبة بشكل كبير، تُظهر أنه كان يفكر في نظرية "التسرب المخبري" من ووهان فيما يتعلق بنشأة "كوفيد 19"، بشكل أكثر جدية مما أفصح عنه بشكل علني.وبحسب مجلة "نيوزويك" الأميركية، تُظهر رسالة أخرى لفاوتشي بتاريخ 5 فبراير 2020، أنه كان يعتقد أن الكمامات "ليست فعالة في الحماية من الفيروس". لكن الرسالة كانت موجهة إلى سيلفيا بورويل، التي شغلت منصب وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في 5 فبراير 2020، قبل أكثر من شهر من إعلان الجائحة."محتوى لم يتغير"ووفقاً للمجلة، لم تختلف محتويات المراسلات الخاصة، وهي واحدة من العديد من رسائل البريد الإلكتروني التي حصل عليها موقع "باز فيد" الإخباري، وصحيفة "واشنطن بوست"، بشكل كبير عن آراء فاوتشي العامة بشأن الكمامات في ذلك الوقت.وقال فاوتشي، الذي يشغل حالياً منصب كبير المستشارين الطبيين للرئيس جو بايدن، لبورويل إنها لم تكن بحاجة إلى ارتداء كمامة، لا سيما لأنها كانت "ذاهبة إلى موقع منخفض الخطورة للغاية".وأوضح أن الأقنعة التي يجري شراؤها من المتاجر هي "في الواقع للأشخاص المصابين لمنعهم من نشر العدوى للأشخاص غير المصابين، وليس حماية الأشخاص غير المصابين من الإصابة".وبعد نحو شهرين، عندما عُرف المزيد عن انتقال الفيروس وفعالية الكمامات، قامت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، بتحديث الإرشادات للتوصية بارتداء الكمامة، وهو النهج الذي اتبعه فاوتشي في تلك المرحلة.البيت الأبيض يدافعالمتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، قالت، الخميس، للصحافيين: "لقد كان (فاوتشي) أحد المكاسب التي لا يمكن إنكارها في استجابة بلادنا للوباء. ولكن من الواضح أنه ليس من المفيد بالنسبة لي أن أعيد التشكيك في جوهر رسائل إلكترونية منذ 17 شهراً".وأشارت إلى أنها لا تعلم إذا كان الرئيس بايدن قد تم اطلاعه على رسائل البريد الإلكتروني، مضيفة: "يرى الرئيس والإدارة أن الدكتور فاوتشي قد لعب دورا مثيراً للإعجاب في السيطرة على الوباء، كونه صوتاً معبراً للجمهور طوال فترة هذا الوباء، وأكرر مرة أخرى أن الكثير من رسائل البريد الإلكتروني هذه من 17 شهراً مضت أو أكثر، بالتأكيد قبل هذه الإدارة"."أسيء فهمها"والدكتور فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، دافع عن نفسه فيما يتعلق برسالة البريد الإلكتروني التي تلقاها من مسؤول في منظمة EcoHealth Alliance، وقال إنه من السهل أن يساء فهمها.وقال فاوتشي في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، الخميس، إنه لا يزال يرى أنه من غير المحتمل أن يكون قد أطلق مختبر ووهان الفيروس.وقرأ جون بيرمان من "سي إن إن"، رسالة إلكترونية خلال ظهور فاوتشي في برنامج New Day، قائلاً: "هناك بعض المنتقدين الذين يقولون إن هذا يعكس علاقتك القوية مع الأشخاص الذين يقفون وراء أبحاث مختبر ووهان.. كيف ترد على ذلك؟".وأجاب فاوتشي: "هذا كلام فارغ.. أنا لا أرى حتى كيف استطاعوا فهم ذلك من هذا البريد الإلكتروني"، مؤكداً أنه تم إرسال الرسالة بالبريد الإلكتروني إليه، أي أنه كان الطرف المتلقي.وأضاف: "لا أتذكر ما هو موجود في هذا (البريد الإلكتروني) المحجوب، لكن الفكرة التي أعتقد أنها بعيدة الاحتمال تماماً، هي أن الصينيين عمدوا إلى هندسة شيء ما حتى يتمكنوا من قتل أنفسهم مثل الآخرين. أعتقد أن هذا احتمال بعيد نوعاً ما".10 تريليونات دولارفي غضون ذلك، دخل الرئيس السابق ترمب على خط المواجهة، وأفرغ جام غضبه على مستشاره السابق في مواجهة فيروس كورونا، وزعم أنه قام بـ"أعظم مراهنة في التاريخ" لطلب اللقاحات "قبل أن نعرف حتى أنها نجحت"، على الرغم من سنوات من البحث، والتجارب السريرية الجارية قبل إطلاق عملية "السرعة القصوى" الخاصة به.كما زعم الرئيس السابق أن الدكتور فاوتشي لم يؤكد على "سرعة إنتاج اللقاح"، لأنه أعرب عن بعض الشك في أن اللقاح سيكون متاحاً في غضون أشهر وليس سنوات، بعد منح شركات الأدوية مليارات الدولارات لتطويره.وكرر ادعاءه بأن الدكتور فاوتشي "كان ضد الكمامات تماماً" على الرغم من أن الرئيس السابق قضى شهوراً في التقليل من فعاليتها بشكل علني، ورفض التقاط صور له بالكمامة، وسخر من خصمه جو بايدن لارتدائها، في الوقت الذي حصدت الجائحة العالمية أرواح الآلاف من الأميركيين وأصابت ملايين آخرين عندما كان في منصبه.وطالب ترمب، العالم الأميركي، في بيان عبر البريد الإلكتروني بالإجابة على "الأسئلة"، بما في ذلك ما يعرفه عن أبحاث "الطفرات التحويلية" عام 2012 في المختبر الصيني، وأصر على أن تدفع الصين 10 تريليونات دولار إلى الولايات المتحدة على خلفية احتمال تسرب الفيروس، حسب صحيفة "نيويورك بوست".وأضاف: "هناك الكثير من الأسئلة التي يجب أن يجيب عليها الدكتور فاوتشي. بدأ تمويل ووهان من قبل الولايات المتحدة بحماقة من قبل إدارة أوباما في عام 2014 لكنه انتهى في عهد إدارة ترمب. عندما سمعت عن ذلك، قلت مستحيل".وتابع في رسالة بريد إلكتروني ثانية بعد لحظات: "الآن بدأ الجميع، حتى الأعداء المزعومين، بالقول إن الرئيس ترمب كان محقاً بشأن فيروس الصين الذي جاء من مختبر ووهان. المراسلات بين الدكتور فاوتشي والصين تعبر عن نفسها بقوة ووضوح بحيث لا يمكن لأي شخص تجاهلها. يجب أن تدفع الصين عشرة تريليونات دولار لأميركا والعالم مقابل الموت والدمار الذي تسببوا فيه"."أقيلوا المخادع"مع ذلك، اعتبر البعض المراسلات دليلاً على أن فاوتشي كان "مخادعاً عن عمد"، بشأن الكمامات، وسط موجة من الدعوات المتجددة لإقالته على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت وسم "#أقيلوا فاوتشي".وفي هذا السياق، قال السيناتور الجمهوري من ولاية كنتاكي، راند بول في تغريدة على تويتر، "أخبرتكم أقيلوا فاوتشي. لا يمكنني الانتظار لرؤية وسائل الإعلام تحاول تدوير رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بفاوتشي بموجب قانون حروية تداول المعلومات".وأضاف بول لاحقًا في تغريدة أخرى، "لقد حان الوقت لطرد فاوتشي! تظهر رسائل البريد الإلكتروني التي نشرت الآن بموجب قانون حرية المعلومات شيئين مهمين للغاية: 1. لقد كان فاوتشي يكذب 2. لقد كنت محقاً طوال الوقت".وكتبت النائبة الجمهورية عن ولاية جورجيا، مارجوري تايلور جرين على تويتر: "رسائل بريد فاوتشي المسربة صادمة على أقل تقدير. علينا إقالته! لقد قدمت مشروع قانون للقيام بذلك.. HR 2316، قانون إقالة فاوتشي".وكتب سيباستيان جوركا، الإذاعي المحافظ ومستشار ترمب السابق، على تويتر: "كان فاوتشي مخطئاً بشأن الإيدز، الكمامات، مختبر ووهان. هل كان على حق بشأن أي شيء؟ أقيلوا فاوتشي".وغردت النائبة الجمهورية لورين بويبرت من كولورادو: "كنا بحاجة إلى إقالة فاوتشي منذ شهور، ولكن بعد نشر رسائل البريد، لا يمكننا الانتظار يوماً آخر. كم عدد الأرواح التي كان يمكن إنقاذها إذا كان هؤلاء الناس قلقين بشأن العلم بدلاً من العلاقات العامة؟".وقال النائب الجمهوري توماس ماسي من ولاية كنتاكي: "لا مفاجآت هنا!"، وشارك صورة رسالة فاوتشي إلى بورويل، بينما طالب بإقالته.وأفرج عن آلاف الصفحات من رسائل البريد الإلكتروني لفاوتشي بموجب قانون حرية تداول المعلومات، غير أنه لا يبدو أن الأخير قد أعرب عن وجهات نظره تتعارض مع تصريحاته العامة بشأن كورونا في ذلك الوقت في أي من رسائل البريد الإلكتروني.