وكالات + هيئة البث الإسرائيلية
أعلنت البحرية الأميركية، السبت، أن دلائل أولية تشير إلى أن "ضربة بطائرة مسيرة"، استهدفت ناقلة النفط "ميرسر ستريت" التي تُشغلها شركة إسرائيلية، والتي تعرّضت لهجوم في بحر العرب قبالة سواحل عمان، ما أسفر عن مقتل اثنين من طاقمها.

وقال الأسطول الخامس بالبحرية الأميركية، ومقره في الشرق الأوسط في بيان، إن حاملة الطائرات الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية "يو إس إس رونالد ريجان"، والمدمرة المسلحة بصواريخ موجهة "يو إس إس ميتشر" ترافقان الآن ناقلة النفط "ميرسر ستريت" بينما تتجه إلى ميناء آمن.

وأضاف البيان أن "خبراء متفجرات تابعين للبحرية على متن السفينة، لضمان عدم وجود أخطار إضافية يتعرض لها الطاقم، وهم على استعداد لدعم التحقيق في الهجوم". وتابع الأسطول الخامس: "المؤشرات الأولية تشير بوضوح إلى هجوم (طائرة مسيرة)".

ولم يفسر بيان الأسطول الخامس، الطريقة التي حدد بها خبراء المتفجرات، أن طائرة مسيرة تسببت في الأضرار، على الرغم من أنه ذكر أنهم وجدوا "أدلة مرئية واضحة على وقوع هجوم" على متن "ميرسر ستريت".

"رد قاسٍ"

والجمعة، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، إلى "رد قاسٍ" على الهجوم على السفينة التي تشغلها شركة إسرائيلية قبالة سواحل سلطنة عُمان، والذي أودى بحياة بريطاني وروماني من أفراد الطاقم، متهماً إسرائيل بالمسؤولية عن هذا الهجوم.

وقال لبيد خلال اتصال مع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب: "إيران ليست مشكلة لإسرائيل فحسب بل تُصدّر الإرهاب الذي يضر العالم بأكمله".

وقالت مصادر أوروبية وأميركية مطلعة على تقارير استخباراتية، الجمعة، إن إيران المشتبه به الرئيسي في الهجوم على "ناقلة المنتجات النفطية".

ونقلت وكالة "رويترز" عن المصادر قولها إن "حكوماتنا لا تزال تحاول الحصول على أدّلة دامغة بشأن المسؤول عن الهجوم". وأضافت المصادر ذاتها: "الناقلة التي تشغلها إسرائيل تعرضت لهجوم بطائرة مُسيّرة في ما يبدو".

مشاورات عسكرية

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، عن مصادر، قولها إن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، اجتمع بوزير الدفاع بيني جانتس، لإجراء مشاورات عسكرية على خلفية استهداف السفينة الإسرائيلية.

وقالت إن المسؤولين الأمنيين على تواصل مع مسؤولي وزارة الخارجية، لبحث الخطوات التي يجب اتخاذها على المستوى السياسي.

وفي السياق ذاته، نقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مسؤول حكومي أن "تل أبيب قد ترد على استهداف إيران السفينة الإسرائيلية قبالة بحر عُمان". وأضاف الموقع على لسان المسؤول ذاته: "لم نحدد بعد كيف ومتى سنرد على استهداف إيران للسفينة الإسرائيلية".

اعتراف إيراني.. وقلق أمريكي

على الجانب الآخر، قالت قناة "العالم" التلفزيونية التي تبث من العاصمة الإيرانية طهران، إن الهجوم على السفينة الإسرائيلية جاء رداً على هجوم سابق لإسرائيل، فجر الخميس الماضي، على مطار الضبعة في سوريا.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن "الضربات الإسرائيلية طالت مواقع عسكرية تابعة لحزب الله اللبناني في منطقة مطار الضبعة العسكري" في ريف حمص الغربي.

فيما عبّرت الخارجية الأميركية عن قلقها من الهجوم على الناقلة التي تشغلها إسرائيل قبالة سواحل سلطنة عمان، مشيرة في بيان إلى أنها "تراقب الوضع عن كثب".

السفينة تعود للإبحار

بدورها، قالت شركة "زودياك مانجمنت" ومقرها لندن، وهي جزء من "زودياك جروب" المملوكة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر، إن السفينة "ميرسر ستريت" عادت إلى الإبحار، في وقت اتهم مسؤول إسرائيلي إيران بالوقوف وراء الهجوم.

وبيّنت الشركة في تغريدة على حسابها في "تويتر" أن السفينة تبحر بقيادة طاقمها نحو مكان آمن بسرعة 14 عقدة وبمواكبة البحرية الأميركية.

ونقلت القناة "13" الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي قوله إن "ما حدث هو عمل إرهابي إيراني قُتل خلاله اثنان بريئان. هذا هجوم استهدف السفن الدولية، القتيل الروماني كان قبطان السفينة والبريطاني هو أحد أفراد الأمن. الإيرانيون استهدفوا جسم السفينة باستخدام طائرة بدون طيار. سفينة بريئة وقتلى أبرياء".

عملية قرصنة ثم هجوم

وكانت الشركة أعلنت أن الهجوم الذي استهدفها أودى بحياة شخصين، من دون أن تحدد سبب الوفاة أو أي تفاصيل إضافية عن الحادث الذي تعرّضت له ناقلة النفط التي تحمل علم ليبيريا ومملوكة ليابانيين، والذي اشتبهت الشركة في تغريدتها الأولى بأنه "عملية قرصنة".

وقال البيان: "بعميق الحزن، علمنا أن الحادث الذي وقع على متن ناقلة النفط ميرسر ستريت في 29 يوليو 2021 أسفر عن وفاة اثنين من أفراد الطاقم، هما مواطن روماني ومواطن بريطاني. ولم يصل إلى علمنا وقوع ضرر لأي فرد آخر".

وأضاف: "تظل سلامة وعافية كل شخص على متن السفينة وكل من تأثروا بهذا الموقف شاغلنا الرئيسي. التفاصيل بشأن الحادث ما برحت تتبلور، ولا تزال التحقيقات في الحادث جارية".

هجمات متكررة

تجدر الإشارة إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة اتهم مسؤولون إسرائيليون طهران بالوقوف وراء هجمات استهدفت سفنهم في المنطقة أو سفناً مملوكة لإسرائيليين، في حين تنفي طهران هذا الأمر، كما استهدفت هجمات أخرى سفناً إيرانية، اتهمت طهران إسرائيل بالوقوف وراءها.

ويأتي الحادث وسط تصاعد التوترات بشأن الاتفاق النووي مع إيران، وجمود في مفاوضات فيينا بخصوص العودة إلى الاتفاق النووي بانتظار تسلّم الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي منصبه.