قررت الحكومة الصينية الاثنين، فتح تحقيق بعد ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات في مقاطعة خنان، من 99 إلى 302، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) أن الحكومة قررت إجراء "تقييم شامل وموضوعي" لاستجابة خنان للكوارث، بقيادة وزارة إدارة الطوارئ، في محاولة لتحسين الوقاية من الكوارث والإغاثة منها. وأضافت أن التحقيق سيحمّل أيضاً "أي شخص مسؤولية التقصير في أداء الواجب".

وأوردت صحيفة "خنان ديلي" الرسمية، أن الحكومة المحلية تفيد بأن غالبية الوفيات حصلت في مدينة تشنغتشو، عاصمة المقاطعة، حيث لقي 292 شخصاً حتفهم، بعدما أدت أمطار غزيرة إلى انهيارات أرضية، وسقوط مبان، وفيضانات في أماكن تحت الأرض. وثمة 50 مفقوداً في المقاطعة، بينهم 47 في تشنغتشو. وأفادت حصيلة رسمية بغرق 14 شخصاً في عربات لمترو أنفاق غمرتها المياه، فيما قُتل 6 آخرون في نفق.

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن أعداد الوفيات دفعت سكاناً إلى التساؤل عمّا إذا كانت حكومة المدينة فشلت في تحذير الجمهور، وأوقفت وسائل النقل العامة مسبقاً، وقدّمت جهود الإنقاذ في الوقت المناسب.

وشهدت تشنغتشو، التي يقطنها 10 ملايين فرد، خلال 3 أيام الشهر الماضي، أمطاراً تهطل خلال سنة، بدءاً من 20 يوليو.

وذكرت حكومة خنان أن الفيضانات مسّت أكثر من 14.53 مليون شخص، فيما بلغت الخسائر الاقتصادية المباشرة 114.3 مليار يوان (17.7 مليار دولار)، علماً أن المقاطعة هي مركز للإنتاج الزراعي والغذائي، والفحم والمعادن، إضافة إلى الصناعات الثقيلة.

"ترهيب" صحافيين

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الفيضانات وعواقبها فاقمت التوتر بين الصين والغرب، بعدما استخدم الفرع الإقليمي لـ"رابطة الشبيبة الشيوعية"، وهي ذراع رسمية للحزب الشيوعي الحاكم، مواقع التواصل الاجتماعي لحضّ المواطنين على مواجهة مراسل لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بشأن تغطيته للكارثة.

وفي وقت لاحق، تصدى حشد لمراسل شبكة "دويتشه فيليه" الألمانية العامة في تشنغتشو، قد يكون اعتقد بأنه مراسل "بي بي سي".

ودفع الحادث الولايات المتحدة إلى الإعراب عن قلقها، بشأن مضايقة المراسلين الأجانب وترهيبهم في الصين. لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، اعتبر أن هذه التعليقات "تشوّه الحقائق، وتخلط بين الصواب والخطأ، وتستهدف الضغط على الصين بتهم بلا أساس"، مشدداً على أن حقوق الصحافيين الأجانب "محمية بشكل كامل".

وحذر مسؤولون من أن الصين يمكن أن تتوقّع مزيداً من الظواهر المناخية القاسية، في ظلّ الاحتباس الحراري. وضرب إعصار مقاطعة تشجيانغ، جنوب شنغهاي، الشهر الماضي، ممّا تسبّب بأضرار قيمتها 3.35 مليار يوان، وفق "بلومبرغ".