قبل 5 أسابيع فقط من الانتخابات التشريعية، تهتز حملة مرشح الاتحاد المسيحي الحاكم للمستشارية، أرمين لاشيت، بقوة إثر "رياح داخلية".
يأتي ذلك بعد سلسلة من الأخطاء التي وقع فيها لاشيت، وكلفت الاتحاد فقدان كثير من النقاط في استطلاعات الرأي، إلى حد بات معه السباق مفتوحا على المركز الأول في الانتخابات التشريعية المقررة سبتمبر أيلول المقبل.
وتعرض لاشيت الذي يحاول ملء فراغ المستشارة أنجيلا ميركل التي قادت الاتحاد المسيحي لأربع انتخابات فيدرالية متتالية منذ 2005، لهجوم قاسي داخل الكتلة البرلمانية للاتحاد.
وفي اجتماع افتراضي للمجموعة البرلمانية للاتحاد المسيحي، طالبت النائبة سيلفيا بانتل، لاشيت (60 عاما)، بـ"اتخاذ قرار إذا لم تتحسن نتائج استطلاعات الرأي في غضون أسبوعين".
ووفق ما نقلته صحيفة "بيلد" الألمانية عن مصادر شاركت في الاجتماع، طالبت بانتل، لاشيت، بتحمل المسؤولية والانسحاب من الترشح للمستشارية، إذا لم تتحسن نتائج استطلاعات الرأي.
وتابعت النائبة البارزة "من الأفضل أن نتصرف بشكل مؤلم بدلا من السقوط معا"، فيما أيد النائب ألكس مولر، مقترح بانتل.
فيما نقلت مجلة دير شبيجل ذائعة الصيت، عن مصادر في الاتحاد المسيحي، قولها إن عضو مهم في حملة لاشيت اشتكى من الوضع الراهن في استطلاعات الرأي في جروب على "واتس آب" يضم أعضاء الكتلة البرلمانية وقيادات الاتحاد.
وكتب العضو على الجروب: "لم نعد نعرف أين نعلق ملصقات لاشيت دون أن تتعرض للضرر، وينتهى الأمر بأننا نعلقها في أي مكان"، مضيفا "عدد قليل من الناس يصوتون لنا على أي حال".
ووفق وسائل إعلام محلية، لم يستجب لاشيت لدعوات الانسحاب، وظل صامتا، فيما ألقى زعيم الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي، رالف برنكهاوس، دعا فيه أعضاء الاتحاد للقتال من أجل إيصال البرنامج الانتخابي للناس، واصفا إياه بـ"أفضل برنامج لألمانيا".
ثم تحدث لاشيت دون أن يتطرق إلى دعوات الانسحاب، وقال "في الحملة الانتخابية، يجب تحديد الاختلافات مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر في مجالات الاقتصاد والتمويل والأمن الداخلي والسياسة الخارجية".
وتابع "إذا جاء تحالف يساري، فسيكون استقرار السياسة الخارجية الألمانية بالكامل موضع تساؤل".
وأظهرت استطلاعات الرأي مؤخرا، تراجع الاتحاد المسيحي إلى 24% من نوايا التصويت مقارنة بـ27% قبل أيام، و30% قبل أقل من شهر، فيما يأتي الحزب الاشتراكي الديمقراطي ثانيا بـ20%.
وقبل أقل من شهر، ظهر لاشيت في حفل تأبين لضحايا الفيضانات بمناطق غربي ألمانيا، وهو يضحك بشكل غير لائق في وقت كان فيه رئيس البلاد، فرانك فالتر شتاينماير، يلقي بكلمة حزينة.
هذا الظهور ألقى بظلال قاتمة على لاشيت خلال الفترة الماضية، وحرك عاصفة لا تهدأ من الانتقادات والتشكيك في قدرة الرجل على حكم البلاد.
ولم يتوقف الأمر عند أزمة الفيضانات والضحكة الشهيرة، إذ يواجه لاشيت خلال الفترة الراهنة، اتهامات يومية بالسرقة الأدبية في كتابه المنشور عام 2009 "الجمهورية الصاعدة.. الهجرة فرصة".