سكاي نيوز
طوابير الأفغان لا تزال مصطفة، أمام مطار حامد كرزاي الدولي في أفغانستان، في محاولة إيجاد مكان على إحدى طائرات الإجلاء، هربا من طالبان.
وفي تطور مفاجئ، ساعدت حركة طالبان الجنود البريطانيين للسيطرة على الحشود، في الجانب المخصص للرحلات البريطانية من المطار.
المنطقة أشبه بالبرزخ، فما من فرق بين النهار والليل، هم من بين الآلاف وعليهم الانتظار، ينامون بالعراء بانتظار أخبار جيدة، آملين بإدراجهم في قائمة طوق النجاة التي ستخرجهم من أفغانستان.
لكن الحقيقة هي، أن معظمهم لن يتمكنوا من فعل ذلك.
الآلاف من الأطفال، الآباء والأجداد، يحاولون النوم أو يغمي عليهم بسبب الإرهاق، فالكفاح لا يتوقف أبدا، بينما لا طعام ولا شراب وسط برودة تزحف ليلا على أجسامهم في الليل.
وعندما يبزغ ضوء الشمس، تظهر الصورة أكثر وضوحا وأكثر ترويعا أيضا، الآلاف ينتظرون في الجزء الأميركي من المطار سلسلة إجراءات لمعالجة ملفاتهم.
ويعني التأهب الأمني الأقصى أنه لا توجد أي مساحة للحركة، ولا يوجد مكان يستظلون به، لكنهم يستخدمون الأوشحة والبلاستيك كغطاء من الشمس.
ويحاول الجنود العمل ببطء لمراجعة الأوراق القانونية للذين سيتم إجلاؤهم، لكن الشروط تصبح أكثر صرامة وعدد أعلى من الناس يخفقون في فحص الأهلية.
إلا أنه للجميع هنا، حتى هذه الظروف المروعة أفضل مما قد ينتظرهم خارج الصفوف العسكرية.
وقال طالب لجوء أفغاني بين الحشود المنتظرة: "تضرب طالبان الناس بالبنادق وبأي شيء، هناك عدد هائل من الناس هنا.. بإمكانكم التحقق كيف أن طالبان في الخارج تتنازع مع الشعب".
تعاون طالبان الغريب
أما في الجزء البريطاني، يبدو أن التعاون بين حركة طالبان والجنود البريطانيين ناجح، فبغرابة شديدة، مسلحو طالبان يشرفون على الحشود من حاويات وُضعت لخلق حاجز لإجراء المسح.
مشهد متناقض إذ إن طالبان هنا إلى جانب الصفوف البريطانية، والوضع هادئ نسبيا، حيث يتمكن الجيش البريطاني من تسيير الناس.
وبذلك أوصلت حركة طالبان رسالة واضحة للمحليين: "إذا كنتم تقومون بأعمال شغب أو تصرخون أو تصيحون أو تأذى الناس، فلن تتمكنوا أبدا من معالجة الوضع بالطريقة المناسبة".
وقال المقدم ويل هانت من الجيش البريطاني: "الأمر الأساسي بالنسبة إلينا هو التأكد من اعتماد نظام سلس ليتمكن الناس الذين يحق لهم الدخول من فعل ذلك. وحاليا، يتطلب ذلك وجود طالبان هنا بالإضافة إلينا كما شاهدتم. في نهاية المطاف، علينا وضع أفكارنا المسبقة جانبا، لأن الجميع في الموقف نفسه هنا. نعمل على تجنب أزمة إنسانية وإدخال الناس المعنيين".
وأضاف هانت: "هي أوقات غريبة لكن كما قلتُ، وجودنا مهم وعلينا القيام بهذا العمل، وكما ذكرتم كلنا نشعر معهم لكن، في النهاية، علينا القيام بعملنا".
عوائل منفصلة
ومن جهتها، تحاول الحشود تحديد هوياتها للجنود والمهمات الأجنبية للدول التي تربطهم بها علاقة.
ويمضي الأفغان في محيط المطار أيامهم آملين بأن يراهم أحدهم لإخراجهم من هذا الجحيم ويضعهم على طائرة، لكنهم غالبا ما ينتظرون أياما عديدة، وفقا لسكاي نيوز.
وفي استعجالهم للوصول إلى المطار، انفصل أفراد العائلات عن بعضهم، فيما تُوزع الآن منشورات بشأن أطفال مفقودين بين الحشود.
ويقوم الناس بالتفتيش عن أحبائهم في حالة من الذعر، بينما يتوقع أن تتمكن قلة فقط من ركوب الطائرات، وبعضهم فقط سيذهبون كعائلة كاملة.