العين الإخبارية
قال زعيم المعارضة التركية، كمال قليتشدار أوغلو إن الرئيس رجب طيب أردوغان، حوّل البلاد إلى مخيم للاجئين.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها قليتشدار أوغلو، زعيم الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، خلال مشاركته، الأربعاء، في اجتماع لقادة الرأي بالعاصمة أنقرة، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "أفرنسال" التركية المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية".
وطلب زعيم المعارضة التركية من أردوغان ضرورة "بناء سياسة خارجية قائمة على السلام وليس الحرب والقتال".
وأضاف :"يجب أن يعم السلام على الجميع في المجتمع، خاصة دول الجوار، سواء كانت سوريا أو العراق أو إيران أو الاتحاد الأوروبي أو اليونان أو المغرب أو ليبيا".
وتابع: "أردوغان حول تركيا إلى مخيم لاستقبال اللاجئين من كل مكان"، مشيرًا إلى وجود ما يقرب من 3 ملايين و600 ألف سوري في تركيا، بحسب تقديرات السجلات الرسمية قبل عامين".
وأضاف قليتشدار أوغلو قائلا :"وكأن هذا لم يكف أردوغان، لنراه يستعد حاليًا لاستقبال اللاجئين الأفغان".
وأشار أن "المهاجرين الأفغان ليسوا نساء أو أطفالًا أو كبارًا أو صغارًا كما هو الحال في سوريا، كلهم شباب دخلوا البلاد بشكل غير شرعي"، وفق قوله.
وتسائل هل تركيا دولة من الدرجة الثالثة حتى تتحكم إنجلترا في مصيرها وترسم خططًا لإنشاء مراكز لاستقبال اللاجئين الأفغان فيها؟.
كما أوضح أن "هم أردوغان في كل تلك الأزمات هو زيادة الأموال التي يتحصل عليها من الاتحاد الأوروبي مقابل استضافة اللاجئين".
تكذيب تركي
والإثنين الماضي، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن بلاده لم تبحث مع بريطانيا مسألة إنشاء مراكز لتلقي طلبات اللاجئين الأفغان في تركيا.
وقال أكار، في رده على سؤال حول أنباء الصحافة البريطانية، عن وجود خطة لإنشاء مراكز للاجئين الأفغان في تركيا وباكستان "وزير الدفاع البريطاني يتحدث عن أنهم سيقيمون مراكز لتقلي طلبات لجوء الأفغان خارج أفغانستان والتي تخطط المملكة المتحدة لنقلهم إليها".
وتابع أكار "لكن خلافا لما تناقلته الصحف البريطانية، فإن الوزير البريطاني لا يتحدث عن تركيا ولا باكستان.. لا يوجد شيء من هذا القبيل.. لم تتم مناقشة هذا ولن يكون".
والأحد، قالت وزارة الخارجية التركية، إن أنقرة لم تتلق أي طلب حول إنشاء مراكز لتلقي طلبات اللاجئين الأفغان داخل تركيا، مؤكدة أن هذا الأمر مرفوض حتى لو تم تقديم طلب في هذا الخصوص.
وكان وزير الدفاع البريطاني بن والاس، قال في مقالة نشرتها صحيفة "ذو مايل أون سانداي، الأحد، أنهم يخططون لإنشاء مراكز في بعض دول المنطقة لتأمين مأوى للأفغان المتعاونين معهم إلى حين الانتهاء من إجراءات إصدار التأشيرات لهم.
ورغم عدم ذكر والاس اسم الدول التي يُخطط إنشاء المراكز فيها، إلا أن الصحيفة ذكرت اسمي تركيا وباكستان مع الإشارة إلى والاس.
وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية، وفي 15 أغسطس/آب الجاري دخل مسلحو الحركة العاصمة كابل وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني، البلاد ووصل الإمارات، قائلا إنه قام بذلك لـ"منع وقوع مذبحة".
وجاءت هذه السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، طيلة 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
وتزامنت سيطرة "طالبان" مع تنفيذ اتفاق رعته قطر لانسحاب عسكري أمريكي من أفغانستان، من المقرر أن يكتمل بحلول 31 أغسطس الجاري.
وفضلا عن مسألة الوجود التركي بأفغانستان، وأزمة اللاجئين الأفغان، دأبت المعارضة التركية كذلك على مهاجمة أردوغان خلال الآونة الأخيرة بسبب مواقفه الإيجابية حيال حركة "طالبان"، وتأكيده في أكثر من مناسبة اعتزامه التواصل معها، والاعتراف بها، بشكل يتعارض مع دول أخرى زعم أن انقلابات حدثت بها على الشرعية، وها ما لم يفعله بأفغانستان.
وسبق أن أكد زعيم المعارضة التركية، كمال قليتشدار أوغلو، رفض تدفق اللاجئين الأفغان إلى تركيا، مشيرًا إلى أنه سواء كانت هناك اتفاقيات كتابية أو شفوية بين أردوغان، ونظيره الأمريكي، جو بايدن، لاستقبال أنقرة للاجئين، فهذا مرفوض تمامًا.
والأحد من الأسبوع الماضي، أصدر أردوغان أمراً بإغلاق حدود بلاده مع إيران بشكل كامل، بعد محاصرة حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابول، والسيطرة عليها لاحقا.
واستقبلت تركيا خلال الأيام الماضية الآلاف من اللاجئين الأفغان الفارين من حركة طالبان.