العربية.نت
أثارت تصريحات رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، التي اتهم فيها تونس بتصدير الإرهاب إلى ليبيا، غضب التونسيين، الذين اعتبروا أنّ فيها إساءة إلى بلادهم.
واستنكر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة في كلمة وجهها لليبيين مساء أمس الجمعة، اتهام بلاده بالإرهاب، مشيرا إلى أن الإرهاب قادم إلى ليبيا من الخارج، وأنه قام بإرسال وفد إلى تونس لتوضيح الموقف الليبي وللتفاهم مع الحكومة التونسية بخصوص "هذا الاتهام الغريب".
وأكدّ الدبيبة أنّ دخول 10 آلاف إرهابي إلى ليبيا، جاءوا خصوصا من الدول المجاورة، في إشارة إلى تونس، مضيفا أن "عدد الليبيين منهم على أصابع اليد الواحدة".
وتابع مخاطبا السلطات التونسية "إذا كانت تونس تريد بناء علاقات حقيقية وصادقة معنا لا بد من احترام دول الجوار، نحن أصبحنا فطنين تفطنا للألاعيب الدولية ولا يمكن أن نقبل تكرار المشاهد السابقة، ولا يمكن أن نرضى بأن يتم الضحك على الليبيين مرة أخرى".
وتأتي تصريحات الدبيبة ردا على تقارير نشرتها وسائل إعلام تونسية وليبية، قالت فيها إن المئات من العناصر المتطرفة في ليبيا تستعد لدخول تونس للقيام بأعمال فوضى وتنفيذ مخططات إرهابية، نفاها لاحقا وزير الخارجية التونسي عثمان الجردي، الذي أكدّ أن قرار إغلاق تونس حدودها مع ليبيا دوافعه صحيّة وليست أمنية.
وأثارت هذه التصريحات استياء التونسيين الذين عبروا عن استنكارهم من تحامل الدبيبة على بلادهم وهجومه عليها مستندا في ذلك على ما ورد في تقارير إعلامية، في الوقت الذي لم تصدر أي إساءة من السلطات التونسية الرسمية تجاه ليبيا.
وفي هذا السياق، قال الخبير التونسي في الشأن الليبي رافع الطبيب، في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، إنّ تونس لم ترسل أيّ إرهابي إلى ليبيا، وإنما قامت حركة النهضة بشحن قطيع من الإرهابيين إلى طرابلس بطلب من الإرهابي الليبي ذي الأصول الأيرلندية مهدي الحاراتي لإرسالهم لقتل السوريين والسوريات.
وانتقد الطبيب عدم رد الدبيبة، على تدخل مسؤولين ليبيين في الشأن التونسي وهجومهم على مؤسسة الرئاسة بعد قرارات الرئيس قيس سعيد يوم 25 يوليو على غرار رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري وقيادات من الميليشيات إلى جانب المفتي المعزول الصادق الغرياني، بينما يلتزم المسؤولون التونسيون بواجب التحفظ وعدم الخوض في الأزمة الليبية.
وتابع موجها كلامه إلى الدبيبة "عليك أن تقبل بالأمر الواقع الجديد وأن تختار بين الهيمنة الأردوغانية الأطلسية والجيرة الأخوية لتونس الملاذ، وألا تكون ذراعا تخريبية بيد أنقرة، لأن في تونس جيشا عصيّا على الاختراق ولا يشبه بأي حال من الأحوال ما اعتدت عليهم في جوارك من ميليشيات".
من جانبه رد الكاتب الصحافي طارق الكحلاوي على تصريح الدبيبة، الذي قال إنّه يأتي في سياق توتر ليبي داخلي، واتهمه بصب الزيت على النار عوض التفاعل مع التصريح الرسمي التونسي الوحيد في الوضع الذي صدر عن وزير الخارجية ونفى فيه ذلك.
وأقرّ الكحلاوي بذهاب المئات من الإرهابيين من تونس إلى ليبيا، لكنه أكد أن ذلك "لم يكن ليحصل لولا وجود حاضنة للإرهاب في بعض المناطق الليبية منها درنة وسرت وصبراتة، والجماعة الليبية المقاتلة ثم أنصار الشريعة الليبية، التي أسسها وقادها ليبيون"، مشيرا إلى أن "الإرهاب وجد في البلدين بسبب عوامل محلية إضافة إلى التأثيرات الخارجية، ولم يصدّر أي بلد الإرهاب للآخر"، مؤكدا أن "هذا الملف يستوجب تعاونا جديا ولا يجب أن يصبح شماعة يتم التلاعب بها زمن الأزمات، نظرا لأهمية العلاقة بين البلدين التي تستوجب كثيرا من الحكمة والصبر".
من جهته، دافع الإعلامي سمير الوافي على بلاده، واعتبر أن تصريحات الدبيبة وردّه على قرار تونس غلق حدودها الجنوبية "خارجة عن الآداب الدبلوماسية، خاصة أنه لم يصدر من تونس أي موقف رسمي خلال المدة الأخيرة يتهم ليبيا باحتواء إرهابيين"، مضيفا أن "كل ما نشر هي تقارير إعلامية أغلبها مصدره ليبي ونقلتها وسائل الإعلام التونسية، وحتى وثيقة مكتب الإنتربول التي راجت وانتشرت سربتها وسائل إعلام ليبية".
واعتبر الوافي في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" أن "الخبرة والحنكة السياسية خذلت الدبيبة، وخانته قدراته الدبلوماسية، فتجنى وتحامل وتطاول على تونس، بانفعال لا يليق برجل دولة عمره السياسي لا يساوي 1 % من تاريخ العلاقات بين البلدين"، مضيفا أن "كل العالم يعرف أن ليبيا مازالت تنشط فيها مجموعات إرهابية وبؤر إرهابية معروفة، وهذا ليس اتهاما بل حقائق مكشوفة وثابتة".
وأضاف أن "أكبر وأخطر العمليات الإرهابية التي عاشتها تونس في السنوات الأخيرة، أثبتت التحريات والتحقيقات أن التخطيط لها تم في ليبيا، وأن منفذيها تدربوا في ليبيا وتسللوا إلى تونس"، داعيا الدبيبة إلى "مراجعة دروس التاريخ وتعلمّ أصول الخطاب الدبلوماسي حتى لا يصبح هو رأس الفتنة بين الشعبين".
أثارت تصريحات رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، التي اتهم فيها تونس بتصدير الإرهاب إلى ليبيا، غضب التونسيين، الذين اعتبروا أنّ فيها إساءة إلى بلادهم.
واستنكر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة في كلمة وجهها لليبيين مساء أمس الجمعة، اتهام بلاده بالإرهاب، مشيرا إلى أن الإرهاب قادم إلى ليبيا من الخارج، وأنه قام بإرسال وفد إلى تونس لتوضيح الموقف الليبي وللتفاهم مع الحكومة التونسية بخصوص "هذا الاتهام الغريب".
وأكدّ الدبيبة أنّ دخول 10 آلاف إرهابي إلى ليبيا، جاءوا خصوصا من الدول المجاورة، في إشارة إلى تونس، مضيفا أن "عدد الليبيين منهم على أصابع اليد الواحدة".
وتابع مخاطبا السلطات التونسية "إذا كانت تونس تريد بناء علاقات حقيقية وصادقة معنا لا بد من احترام دول الجوار، نحن أصبحنا فطنين تفطنا للألاعيب الدولية ولا يمكن أن نقبل تكرار المشاهد السابقة، ولا يمكن أن نرضى بأن يتم الضحك على الليبيين مرة أخرى".
وتأتي تصريحات الدبيبة ردا على تقارير نشرتها وسائل إعلام تونسية وليبية، قالت فيها إن المئات من العناصر المتطرفة في ليبيا تستعد لدخول تونس للقيام بأعمال فوضى وتنفيذ مخططات إرهابية، نفاها لاحقا وزير الخارجية التونسي عثمان الجردي، الذي أكدّ أن قرار إغلاق تونس حدودها مع ليبيا دوافعه صحيّة وليست أمنية.
وأثارت هذه التصريحات استياء التونسيين الذين عبروا عن استنكارهم من تحامل الدبيبة على بلادهم وهجومه عليها مستندا في ذلك على ما ورد في تقارير إعلامية، في الوقت الذي لم تصدر أي إساءة من السلطات التونسية الرسمية تجاه ليبيا.
وفي هذا السياق، قال الخبير التونسي في الشأن الليبي رافع الطبيب، في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، إنّ تونس لم ترسل أيّ إرهابي إلى ليبيا، وإنما قامت حركة النهضة بشحن قطيع من الإرهابيين إلى طرابلس بطلب من الإرهابي الليبي ذي الأصول الأيرلندية مهدي الحاراتي لإرسالهم لقتل السوريين والسوريات.
وانتقد الطبيب عدم رد الدبيبة، على تدخل مسؤولين ليبيين في الشأن التونسي وهجومهم على مؤسسة الرئاسة بعد قرارات الرئيس قيس سعيد يوم 25 يوليو على غرار رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري وقيادات من الميليشيات إلى جانب المفتي المعزول الصادق الغرياني، بينما يلتزم المسؤولون التونسيون بواجب التحفظ وعدم الخوض في الأزمة الليبية.
وتابع موجها كلامه إلى الدبيبة "عليك أن تقبل بالأمر الواقع الجديد وأن تختار بين الهيمنة الأردوغانية الأطلسية والجيرة الأخوية لتونس الملاذ، وألا تكون ذراعا تخريبية بيد أنقرة، لأن في تونس جيشا عصيّا على الاختراق ولا يشبه بأي حال من الأحوال ما اعتدت عليهم في جوارك من ميليشيات".
من جانبه رد الكاتب الصحافي طارق الكحلاوي على تصريح الدبيبة، الذي قال إنّه يأتي في سياق توتر ليبي داخلي، واتهمه بصب الزيت على النار عوض التفاعل مع التصريح الرسمي التونسي الوحيد في الوضع الذي صدر عن وزير الخارجية ونفى فيه ذلك.
وأقرّ الكحلاوي بذهاب المئات من الإرهابيين من تونس إلى ليبيا، لكنه أكد أن ذلك "لم يكن ليحصل لولا وجود حاضنة للإرهاب في بعض المناطق الليبية منها درنة وسرت وصبراتة، والجماعة الليبية المقاتلة ثم أنصار الشريعة الليبية، التي أسسها وقادها ليبيون"، مشيرا إلى أن "الإرهاب وجد في البلدين بسبب عوامل محلية إضافة إلى التأثيرات الخارجية، ولم يصدّر أي بلد الإرهاب للآخر"، مؤكدا أن "هذا الملف يستوجب تعاونا جديا ولا يجب أن يصبح شماعة يتم التلاعب بها زمن الأزمات، نظرا لأهمية العلاقة بين البلدين التي تستوجب كثيرا من الحكمة والصبر".
من جهته، دافع الإعلامي سمير الوافي على بلاده، واعتبر أن تصريحات الدبيبة وردّه على قرار تونس غلق حدودها الجنوبية "خارجة عن الآداب الدبلوماسية، خاصة أنه لم يصدر من تونس أي موقف رسمي خلال المدة الأخيرة يتهم ليبيا باحتواء إرهابيين"، مضيفا أن "كل ما نشر هي تقارير إعلامية أغلبها مصدره ليبي ونقلتها وسائل الإعلام التونسية، وحتى وثيقة مكتب الإنتربول التي راجت وانتشرت سربتها وسائل إعلام ليبية".
واعتبر الوافي في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" أن "الخبرة والحنكة السياسية خذلت الدبيبة، وخانته قدراته الدبلوماسية، فتجنى وتحامل وتطاول على تونس، بانفعال لا يليق برجل دولة عمره السياسي لا يساوي 1 % من تاريخ العلاقات بين البلدين"، مضيفا أن "كل العالم يعرف أن ليبيا مازالت تنشط فيها مجموعات إرهابية وبؤر إرهابية معروفة، وهذا ليس اتهاما بل حقائق مكشوفة وثابتة".
وأضاف أن "أكبر وأخطر العمليات الإرهابية التي عاشتها تونس في السنوات الأخيرة، أثبتت التحريات والتحقيقات أن التخطيط لها تم في ليبيا، وأن منفذيها تدربوا في ليبيا وتسللوا إلى تونس"، داعيا الدبيبة إلى "مراجعة دروس التاريخ وتعلمّ أصول الخطاب الدبلوماسي حتى لا يصبح هو رأس الفتنة بين الشعبين".