وكالات

أكد وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، الثلاثاء، أن طالبان تعهدت مجددا بالسماح للأفغان بالمغادرة بحرية.

وتعرضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لضغوط متزايدة بسبب تقارير تفيد بوجود مئات العالقين من بينهم أمريكيون، منعوا من السفر خارج مطار في شمال أفغانستان.

وقال بلينكن في مؤتمر صحفي بالدوحة، إن طالبان أبلغت الولايات المتحدة "بأنها ستسمح للأشخاص الحاملين لوثائق سفر بالمغادرة بحرية".

وأشار إلى أن بلاده ستعمل على التأكد من إيفاء الحركة بتعهدها، قائلا: "المجتمع الدولي بأكمله ينظر إلى طالبان للالتزام بهذا التعهد".

وبلينكن الذي يرافقه وزير الدفاع لويد أوستن هو أرفع مسؤول أمريكي يزور المنطقة منذ سيطرة طالبان المفاجئة على السلطة في أفغانستان في 15 أغسطس/آب واستكمال الانسحاب الأمريكي من البلاد.

وكان مسؤول أمريكي كبير أعلن الإثنين قبل وصول بلينكن إلى قطر أن 4 أمريكيين غادروا أفغانستان برا في إطار عمليات رحيل رتبتها الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ انسحابها.

وأضاف أن حركة طالبان كانت على علم بذلك "ولم تمنعهم" من المغادرة، بدون أن يذكر أي دولة حدودية دخلها هؤلاء الأمريكيون.

ويقول مسؤولون إن أميركيين آخرين قد يكونوا غادروا منذ أن أنهت الولايات المتحدة انسحابها من أفغانستان في نهاية أغسطس/آب، لكن عبر وسائلهم الخاصة.

وتتحدث تقارير أمريكية عن أن أكثر من 100 أمريكي معظمهم يحملون الجنسيتين، لا يزالون في أفغانستان بعد الجسر الجوي الذي أتاح إجلاء عشرات آلاف الأشخاص في الأيام الماضية.

وسارع خصوم الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى اتهامه بالتخلي عن أمريكيين.

ويعتقد أن عشرات آلاف المترجمين وأشخاصا آخرين دعموا مهمة الولايات المتحدة وعائلاتهم لا يزالون في أفغانستان ويتخوف كثيرون منهم من أعمال انتقامية رغم تطمينات حركة طالبان.

لكن منظمات غير حكومية تقول إن هناك نحو 600 إلى 1300 شخص - بينهم فتيات ومواطنون من الولايات المتحدة - عالقون في مطار مزار الشريف شمال أفغانستان.

وقالت مارينا ليجري، وهي مؤسسة ومديرة تنفيذية في منظمة أمريكية غير حكومية صغيرة تعمل في أفغانستان، إن طالبان لا تسمح لأحد بالعبور، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.

ومن جانبه، أكد بلينكن أن طالبان لم تمنع أشخاصا بحوزتهم وثائق سفر سارية المفعول ولكن لا يملك جميع الركاب على رحلات الطيران الأوراق اللازمة، ونفى وجود "وضع يشبه احتجاز الرهائن" في مزار الشريف.

وأوضح وزير الخارجية الأمريكية أنه بالتأكيد هناك عقبات أمام الطائرات المغادرة؛ حيث لا تملك الولايات المتحدة موظفين هناك على الأرض.

وأضاف: "لا نملك الوسائل للتأكد من دقة البيانات، أو تحديد هوية المسافرين على متن هذه الطائرات أو بروتوكولات أمن الطيران أو المكان الذين يخططون للهبوط فيه من بين أمور أخرى. هذه مخاوف حقيقية".

وتابع: "نحن نعمل بينما نتحدث لحل هذه القضايا".

ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة لا تسيطر بعد الآن على المجال الجوي في أفغانستان وبأن مطار كابول في وضع سيء.

ومن جهته، اعترف وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن الانسحاب تسبب بعقبات ولكنه أكد أن واشنطن ملتزمة بوقف التهديدات من أفغانستان.

وأضاف: "لا يوجد شك أن (الانسحاب) سيزيد من صعوبة تحديد والتعامل مع التهديدات النابعة من المنطقة".