سكاي نيوز عربية
لم يمض أسبوع على تشكيل حركة طالبان حكومتها الجديدة، حتى دبت الخلافات بين قيادات الحركة، ووصل الأمر حد الاشتباك بالأيدي، قبل أن تتدخل قيادات في طالبان لفض الشجار.
ويتركز الخلاف بين نائب رئيس الحكومة وأبرز دبلوماسيي الحركة الملا عبد الغني برادر، ووزير شؤون اللاجئين في الحركة خليل الرحمن حقاني، العضو القيادي في شبكة حقاني المقاتلة.
المعلومات الواردة قالت إن الخلاف بين الشخصيتين القياديتين حدث قبل أيام داخل القصر الرئاسي في العاصمة كابل، ووصل الأمر إلى الاشتباك بين أنصار الطرفين، حيث تدخلت شخصيات أخرى من الحركة وفضت النزاع.
وغادر الملا برادر العاصمة كابل إلى مدينة قندهار، فيما لم تحل الخلافات مع حقاني، وهو ما أدى إلى وقف الكثير من الأعمال الحكومية.
الخلاف حدث بعد تلاسن بين القياديين حول الجهة ذات الفضل في تحقيق "الانتصار" الذي حققته الحركة، فبينما كان الملا برادر يعتبر أن جهوده مع الفريق الدبلوماسي أفضت إلى ذلك، كان حقاني يرد ذلك إلى آلاف الهجمات التي شنها مقاتلو شبكته طوال السنوات الماضية ضد قوات الحكومة الأفغانية، ومراكز قوات التحالف الدولي المساندة لها.
لكن مصادر من داخل حركة طالبان لم تعلن اسمها، قالت إن الملا برادر مستاء أيضا من تشكيلة الحكومة الأفغانية الجديدة، حيث تخلو حسب رأيه من الكفاءات السياسية القادرة على حفظ ما حققته الحركة، وأن القادة العسكريين في الحركة، الموجودون بكثافة في هياكل الوزارة، لا يستطيعون تحقيق ما هو مرجو منهم.
وبعد ليلة الخلافات التي حدثت منذ ثلاثة أيام، لوحظ غياب الملا برادر في الأوساط العامة والمؤتمرات الصحفية التي تعقدها قيادات الحركة، في وقت تصاعدت فيه الشائعات بشأن مصيره.
حركة طالبان نفت التقارير التي نقلتها وسائل الإعلام، لكنها لم تُقدم أية معطيات حول العمل المشترك بين الشخصيتين، ولم تحدد مكان إقامة الملا برادر، كما طالبت وسائل الإعلام.
لكن المراقبين أشاروا إلى أن الخلاف بين القياديين ليس شخصياً، بل يمتد لأن يكون شقاقاً بين مجمل القيادات القادمة من الخارج، وتلك التي بقيت داخل أفغانستان.
ففي حين ترى القيادات الداخلية أن الحصة الأكبر من الإدارة والحُكم والمناصب يجب أن تكون من حصتها، يرى القياديون الذين أقاموا في الخارج أن ذلك سيطيح بما حققته الحركة، لأن هؤلاء غير مهيئين نفسياً ومعرفياً لإدارة المؤسسات والعلاقات مع العالم الخارجي، خصوصاً في هذه المرحلة التي يعتبرونها خاصة.
الباحث الأفغاني، نجمي بهزادي، شرح في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" البُعد العائلي في رأس هرم قيادة الحركة.
وقال بهزادي: "مثل كل التنظيمات السياسية، فإن علاقات القرابة العائلية شديدة الحضور في قيادة طالبان. عائلة مؤسس الحركة الملا عمر تمسك بالأركان الرئيسية للحكومة الجديدة، فالملا عبد الغني برادر هو زوج أخت المؤسس، وهو الصديق الشخصي لزعيم الحركة الحالي الملا هبة الله أخوند زادة، بينما نجله مولوي يعقوب هو وزير الدفاع، والمسيطر الفعلي على قطاع التسليح في الحركة".
وتابع: "في المقابل، فإن عائلة حقاني ترى نفسها شريكة في قيادة الحركة، وذلك ترى أن وزير الداخلية سراج الدين حقاني، وهو نجل مؤسس شبكة حقاني، وأحد كبار المفاوضين في الحركة كما أن شقيقه أنس كان مفاوضا أيضا، بينما يتولى خليل الرحمن حقاني ملف المهجرين في الحركة".
ويضيف بهزادي: "المرحلة القادمة لا تشبه ما كانت عليه قيادات الحركة في سنوات القتال. ثمة شبكة كُبرى من المصالح والمناصب والامتيازات التي ستكون في متناول اليد، في وقت لا توجد مؤسسة واضحة وقوانين حازمة لضبط العلاقات، لذلك فإن العلاقات العائلية والشخصية سوف تظهر على السطح، وستولد خلافات بين هؤلاء".