أ ف ب
تعثّرت السبت، أوّل انتخابات تمهيدية تُنظمها المعارضة المجرية لاختيار مرشح ينافس رئيس الوزراء اليميني فيكتور أوربان، في الانتخابات المقبلة، وذلك بإعلان تعليق التصويت جرّاء عطل في النظام الإلكتروني الذي يشتبه أنه تعرّض لقرصنة.

ومن المقرّر أن تستأنف عمليّة التصويت الاثنين، وسيستغرق الأمر 36 ساعة لتحديد الأسباب الدقيقة للمشكلة، وفقًا لأحد المنظّمين.

وسارع قادة المعارضة إلى اتهام رئيس الوزراء بالوقوف وراء العطل الذي وصفوه بأنّه "هجوم إلكتروني"، معتبرين أنّ "دوائر السلطة خائفة (...) في مواجهة الرغبة في التغيير"، ولكنّ "مناورتهم لن تنجح".

وأضافوا في بيان مشترك: "بغضّ النظر عن الهجوم وأيّاً يكُن مصدره، فلا توجد قوّة قادرة على وقف هذه العمليّة التاريخيّة".

وتحدّث رئيس بلديّة بودابست الليبرالي والمدافع عن البيئة غيرغيلي كاراتشوني، وهو من بين المرشّحين الأوفر حظا في الانتخابات، لوسائل الإعلام عن عناصر تُشير إلى وجود "خَوادم صينيّة"، داعياً الناخبين إلى إعادة التعبئة الأسبوع المقبل.

المعارضة تتهم أوربان

بعد سنوات من الانقسامات والهزائم، تمكّنت المعارضة من توحيد نفسها تحت عنوان واحد مشترك هو إطاحة أوربان في انتخابات العام المقبل.

ويضمّ التحالف المعارض الذي تأسّس العام الماضي 6 أحزاب سياسيّة تتنوّع بين اليساريّة والليبراليّة واليمينيّة المتطرّفة السابقة.

ويتهم التحالف أوربان، الذي تولّى السلطة عام 2010، بالفساد والاستبداد، ويؤمل من نظام الانتخابات التمهيديّة الجديد إلحاق الهزيمة به وبحزبه "فيديش" الأكبر في المجر.

وقال إنتال تشاردي، المرشح عن حزب الخضر الليبرالي، لوكالة فرانس برس: "لا يمكن للمعارضة منافسة فيديش، إلا إذا شكلت تكتلاً واحداً، تعلّمنا ذلك بالطريقة الصعبة".

وتسمح الانتخابات التمهيدية للناخبين المعارضين أيضاً باختيار مرشحين فرديين لمواجهة جميع مرشحي فيديش في الدوائر الـ106 الانتخابية في المجر.

وبدأ التصويت صباح السبت، ولكن سرعان ما تم تعليقه بعد عطل أصاب النظام الالكتروني يُشتبه بأنه بسبب هجوم إلكتروني، وسيستأنف الاثنين وفق المنظمين.

وللمرة الأولى منذ تولّي أوربان السلطة، تفشل استطلاعات الرأي في توقع فائز في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في أبريل المقبل.

وعلى الرغم من الخلافات، بدا أن مرشّحي المعارضة الخمسة لمنصب رئيس الوزراء قد اتفقوا خلال مناظرة تلفزيونية أولى جرت بينهم الأحد، على إطاحة أوربان.

وتأمل الأحزاب المعارضة في البناء على الانتصارات التي حققتها في الانتخابات البلدية عام 2019، عندما طبّقت للمرة الأولى استراتيجية الاتحاد ضد فيديش، خصوصاً في بودابست.

وتوقّع الليبرالي كاراتشوني، الذي شكّل فوزه برئاسة بلدية بودابست مفاجأة كبيرة وضربة أولى لفيديش، "الفوز" في حال تمّ انتخابه لمواجهة أوربان، قائلاً: "باستطاعتي دمج هذه المعارضة المتنوّعة بشكل أفضل والحفاظ على تماسكها".