وكالات
شارك نحو ألف شخص الأحد في أول تجمع للاحتفال بالانتصار نظمته، في إحدى ضواحي العاصمة كابول، حركة طالبان الحريصة على تعزيز سلطتها العسكرية والمدنية على حد سواء، بعد سبعة أسابيع على توليها السلطة.
وجرى التجمع في منطقة كوهدامان على أطراف العاصمة الأفغانية التي ظلت طالبان بعيدة عنها خلال عقدين من التدخل العسكري الأمريكي.
وتحت خيام نصبت في وسط حقل فارغ جلس نحو ألف شخص من الرجال والفتية على صفوف من الكراسي أو على الأرض، وفي الخارج طوق عشرات الحراس المدججين بالسلاح التجمع بينما وصل مقاتلو طالبان في شاحنات صغيرة.
ويقول أحد الأناشيد التي بثت للترحيب بالحضور في عرض موسيقي نادر تحظره نظريا الحركة الأصولية "أمريكا هُزمت. مستحيل. مستحيل. لكن ممكن".
بعد ذلك، بدأ التجمع بشكل رسمي بمرور موكب من الرجال المسلحين ويرتدون ملابس قتالية، ويرفعون علم طالبان، وقد حمل بعضهم قاذفات صواريخ على أكتافهم.
ومعظم المشاركين في المسيرة وهم مدنيون يرتدون ملابس طالبان التقليدية أو على الأقل أغطية للرأس، لم يكونوا مسلحين، وقد رددوا عند وصول المنظمين "الله أكبر" مرات عدة كما رددوا هتافات مؤيدة لطالبان.
تظاهرة نساء
بعد سبعة أسابيع على استيلاء طالبان على السلطة تسعى "الإمارة الإسلامية"، النظام الجديد الذي فرضته الحركة، إلى تثبيت شرعيتها لدى السكان ودول العالم.
وقد فر من البلاد آلاف الأفغان بمن فيهم جزء كبير من المعارضة، الذين يخشون انتهاكات الحركة.
وداخل البلاد، أصبحت المعارضة المدنية لطالبان مستحيلة بحكم الأمر الواقع.
وحظرت السلطة الجديدة كل التظاهرات منذ الثامن من سبتمبر/أيلول وتم تهديد المخالفين بـ"إجراءات قانونية صارمة".
وفي مطلع سبتمبر/أيلول، فرقت حركة طالبان المسلحة تظاهرات في مدن عدة، بينها كابول وفيض أباد وهرات حيث قتل شخصان.
في كابول، قامت مليشيات مسلحة بتفريق تظاهرات قليلة ضمت عددا قليلا من النساء للمطالبة بحقهم في التعليم.
في المقابل، دعت طالبان، في بداية سبتمبر/أيلول، 300 امرأة ظهرن بالنقاب، إلى التعبير علنا عن دعمهن للنظام الجديد خلال مؤتمر نظمته جامعة كابول.
وشكلت حركة طالبان، في بداية أغسطس/آب، حكومة برئاسة محمد حسن أخوند المساعد السابق المقرب من مؤسس الحركة الملا عمر الذي توفي في 2013. وجميع أعضاء هذه الحكومة هم من طالبان وكلهم تقريبا ينتمون إلى مجموعة البشتون العرقية.
وتواجه هذه الحكومة الجديدة الآن التحدي المتمثل في الإدارة المدنية لبلد مشلول اقتصاديا ومهدد بأزمة إنسانية خطيرة.
ولم تعترف أي دولة حتى الآن بالنظام الجديد في أفغانستان على الرغم من أن باكستان والصين وقطر أظهرت بعض علامات الانفتاح.
ويفترض أن تزور نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان باكستان الخميس والجمعة لإجراء سلسلة من المحادثات مع المسؤولين الحكوميين.
وقالت المسؤولة الثانية في الخارجية الأمريكية لصحفيين إنها تنوي التطرق مع المسؤولين الباكستانيين إلى كيفية الضغط على نظام طالبان الجديد من أجل احترام الحقوق الأساسية وتشكيلة أكثر "شمولا" للحكومة.