أرم نيوز
كشفت صحيفة ”إسرائيل اليوم“ النقاب عن سياسات حكومة نفتالي بينيت، بشأن الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.
وقالت إن الرؤية الإسرائيلية تنص على ضرورة تحديد جدول زمني واضح بشأن إحراز تقدم على صعيد مفاوضات الاتفاق النووي الجديد وتجهيز بدائل تحسبا لفشل المفاوضات.
وأشارت الصحيفة إلى أن مطالب إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية تركز على حث الأمريكيين على تحديد الجدول الزمني فيما يتعلق بالمدة التي ينبغي التوصل خلالها إلى اتفاق نووي، ومن ثم تجهيز بدائل واضحة تحسبا لعدم إحراز تقدم خلال الفترة المحددة مسبقا.
وتعمل إسرائيل في الوقت ذاته على عدم تسبب هذه السياسات في توتر مع الولايات المتحدة، مثلما حدث إبان حكومة بنيامين نتنياهو وإدارة باراك أوباما.
وقالت الصحيفة، إنه تم تقديم الموقف الإسرائيلي خلال المفاوضات الجارية بين الطرفين بشكل معتدل.
وأضافت أن القيادة الإسرائيلية تعتقد بأن أساس النوايا الأمريكية يتركز على العودة للاتفاق القديم، وترى أن الأمر ينم عن خطأ كبير وغير كاف لوقف الخطر الإيراني بمكوناته المختلفة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قالوا، أمس الأربعاء، إن المحادثات الجارية مع واشنطن تسير وفق فهم متبادل بضرورة عدم إبراز الخلافات بين الطرفين وعدم تسريبها لوسائل الإعلام، وإن هناك نقاط توافق فضلا عن نقاط خلافية.
وتشمل المطالب الإسرائيلية التي يجري التفاوض بشأنها ما يتعلق بمسألة تخصيب اليورانيوم، وهي نقطة من بين النقاط التي ينبغي أن يشملها الاتفاق النووي.
ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها، إن إسرائيل أكدت للولايات المتحدة على ضرورة توفير استجابة لثلاثة مكونات أساسية تثير مخاوفها بعيدا عن تخصيب اليورانيوم.
وتابعت أن هذه المكونات تخص برنامج الصواريخ الإيراني فضلا عن برنامج الطائرات الهجومية العاملة من دون طيار، التي تستخدم كطائرات انتحارية، إضافة إلى ما ترى أنه عدوان إيراني بالمنطقة.
ونوهت إلى أنه تم توجيه رسائل إلى واشنطن عبر وزير الخارجية يائير لابيد، خلال اجتماعاته يومي الإثنين والثلاثاء، مع مسؤولين أمريكيين، وبالتنسيق مع رئيس الوزراء نفتالي بينيت.
وكان لابيد قد أشار خلال مؤتمر صحفي إلى أن سبب زيارته إلى واشنطن هو القلق الإسرائيلي من السباق الإيراني نحو امتلاك السلاح النووي، وقال إن إيران تتحول إلى دولة تقف على العتبة النووية، وإن كل يوم يمر، وكل تسويف إضافي في المفاوضات، ”يقرب إيران من القنبلة“.
وأكد لابيد أن إسرائيل تحتفظ بحقها في إمكانية العمل بشكل مستقل ضد البرنامج النووي الإيراني في أية لحظة وبكل طريقة ممكنة، مضيفا: ”هذا ليس مجرد حق، لكنه واجب علينا، لقد قالت إيران علنا إنها تريد أن تمحو إسرائيل من الوجود، نحن لا نمتلك نوايا لأن نختفي من الوجود“.
ونوهت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية السابقة كانت قد رأت أنه ينبغي تحديد جداول زمنية أمام إيران، وأن رئيس هيئة الأمن القومي السابق، مئير بن شابات، طالب إدارة بايدن بتحديد جدول زمني نهائي وملزم أمام إيران، بعدها تقوم واشنطن بالعمل من أجل وقف البرنامج النووي بطرق أخرى.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد التقى لابيد، أمس الأربعاء، في واشنطن، وجاء في بيان صدر عن الخارجية الأمريكية أنهما ناقشا مجموعة من القضايا، بما في ذلك إيران وسوريا والصين، مضيفا أن الولايات المتحدة لا تزال تتمسك بأمن إسرائيل.وبالتزامن مع زيارة لابيد إلى واشنطن، ألقى يوسي كوهين، رئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق (الموساد)، يوم الثلاثاء، كلمة خلال مشاركته في مؤتمر نظمته صحيفة ”جيروزاليم بوست“.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن كوهين لديه رؤية تتناقض مع التقارير التي أشارت في وقت سابق إلى أن طهران لديها الكميات الكافية من اليورانيوم المخصب بمستويات 20%، بما يمكنها من إنتاج أول رأس نووية، لو اتخذت القرار.
وذكر رئيس الموساد السابق أن إيران بعيدة عن امتلاك القنبلة النووية، وأنها أصبحت حاليا أكثر عزلة مقارنة بما كانت عليه إبان بلورة الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، والذي تم التوقيع عليه بعد ذلك في عام 2015.