لا تزال المليشيات الإيرانية تواصل محاولاتها لغرس أفكارها الشيطانية في أدمغة الأطفال السوريين في مناطق غرب الفرات.ولا تتوانى المليشيات الإيرانية عن تكثيف وجودها على الأراضي السورية عبر ذراعها "المركز الثقافي الإيراني” لتنفيذ رحلات لطلاب المدارس إلى المزارات الشيعية.توجه يستهدف غرس الأفكار الإيرانية في أدمغة طلاب مدرسة الحسن الابتدائية عبر رحلات يجري تنفيذها إلى مزار “عين علي” ليضاف إلى سجل نشاطها العسكري، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.فمزار عين علي نفسه كان قبل عام 2017 موقعا اعتاد أبناء سوريا على زيارته للتنزه والاستشفاء والتشفع، قبل أن تحوله مليشيات إيران لمزار شيعي "مقدس" تتحصل من خلاله على رسوم مالية.وفي عام 2014 استولت عناصر من تنظيم داعش الإرهابي على مساحات واسعة من محافظة دير الزور وقامت بتفجير عدد من "المقامات وأضرحة مشايخ في الطرق الصوفية بدير الزور منها (عين علي) و(الشيخ أنس)، و(الشيخ الشبلي)، و(الشيخ محمود الأنطاكي) في الميادين".ولعل هذا ما مهد الطريق لتقدم إيران بعد طرد الدواعش في عام 2017 للاستيلاء على موقع (عين علي) وحولته إلى مكان ديني مقدس تقصده حملات الحج الشيعية.ومن وراء البحار أيضًا، تمتد أذرع الحرس الثوري لتفاقم أزمة سوريا عبر استثمار بؤر التوتر وإشعال الأوضاع من جديد.ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مصادر لم يسمها، قولها إن مليشيات “حركة النجباء” التابعة لـ“الحرس الثوري” الإيراني، بدأت بتجهير معمل لصناعة قذائف الهاون وقواعد ومنصات إطلاق صواريخ أرض – أرض ورصاص بكافة العيارات.وأضاف أن الاستعدادات تجري ضمن مزارع تعود ملكيتها لأشخاص موجودين خارج سوريا، استولت عليها مليشيات إيران في وقت سابق على أطراف مدينة معدان بالريف الشرقي لمحافظة الرقة.وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى وصول شحنة أسلحة جديدة إلى سورية قادمة من العراق.ودخلت الشحنة في ساعات متأخرة من الليل عبر معابر غير شرعية تستخدمها المليشيات التابعة لإيران، وتوجهت إلى الميادين بريف دير الزور الشرقي، ومنها إلى قلعة الرحبة الأثرية بأطراف المدينة، حيث جرى تخزينها داخل أحد سراديب القلعة كما جرت العادة.ووفق المصادر نفسها، فإن الشحنة الجديدة تضم صواريخ إيرانية قصيرة المدى ومنصات لإطلاق هذه الصواريخ، وكانت هذه من المرات النادرة التي يتم إدخال شحنات أسلحة في ساعات متأخرة من الليل، إذ كانت تدخل الشحنات في الصباح في معظم الأوقات.ورغم تصاعد التذمر الشعبي ضد الوجود العسكري الإيراني خارجيا، وخصوصا في سوريا، فإن طهران تزعم أن لديها حضورا محدودا على الأراضي السورية.لكن الواقع على الأرض يتناقض مع تلك المزاعم، حيث دعمت إيران على مدار السنوات الأخيرة، آلاف المليشيات الطائفية من بلدان عدة مثل أفغانستان وباكستان والعراق بدعوى الدفاع عن المراقد الشيعية، كذريعة للهيمنة داخل دمشق.