انضمّ أعضاء سابقون في جهاز الاستخبارات ووحدات النخبة العسكرية بأفغانستان، الذين تخلّت عنهم الولايات المتحدة الآن، بعدما درّبتهم، وتطاردهم حركة "طالبان" إثر سيطرتها على البلاد مجدداً، إلى القوة الوحيدة التي تتحدّى الحركة، وهي تنظيم "داعش-خراسان"، كما أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال".
ونقلت الصحيفة عن قياديين في "طالبان" ومسؤولي أمن أفغان سابقين وأشخاص يعرفون المنشقين، أن عدد المنضمّين إلى "داعش" ضئيل نسبياً، لكنه في تزايد. ويتمثل العنصر الأكثر أهمية في أن هؤلاء يُكسِبون التنظيم خبرة حاسمة في جمع المعلومات الاستخباراتية وتقنيات الحرب، ممّا قد يعزّز قدرته على تحدّي تفوّق "طالبان".
وذكر مسؤول أفغاني سابق أن ضابطاً في الجيش الأفغاني كان يقود مستودعاً للأسلحة والذخيرة في غارديز، عاصمة ولاية باكتيا جنوب شرقي البلاد، انضمّ إلى "داعش- خراسان" وقُتل قبل أسبوع في اشتباك مع مسلحّي "طالبان". وأضاف أن رجالاً آخرين كثيرين يعرفهم، وجميعهم أعضاء في الاستخبارات والجيش، انضمّوا أيضاً إلى التنظيم بعدما فتّشت الحركة منازلهم وطالبتهم بتسليم أنفسهم للسلطات الجديدة في البلاد.
وقال مقيم في منطقة كاراباخ شمال كابول، إن ابن عمه، وهو عضو بارز سابق في القوات الخاصة الأفغانية، اختفى في سبتمبر الماضي وانضمّ إلى خلية تابعة لـ "داعش". ولفت إلى أن أربعة أعضاء آخرين في الجيش الأفغاني كان يعرفهم، انخرطوا أيضاً في صفوف التنظيم في الأسابيع الأخيرة.
"داعش بات جذاباً"
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن رحمة الله نبيل، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الأفغاني، المعروف باسم "المديرية الوطنية للأمن"، والذي غادر البلاد قبل فترة وجيزة من سيطرة "طالبان" على كابول، قوله إن "داعش بات جذاباً جداً في بعض المناطق" بالنسبة إلى أعضاء سابقين في قوات الأمن والدفاع الأفغانية "الذين تخلّفوا عن الركب".
وأضاف: "لو كانت هناك مقاومة، لانضمّوا إليها. في الوقت الحالي، داعش هي الجماعة المسلحة الأخرى الوحيدة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "طالبان" تزعم أن "داعش-خراسان" هو صنيعة لجهاز الاستخبارات الأفغاني والولايات المتحدة، من أجل إثارة انقسام في صفوف المتمردين، وهذا ادعاء نفته واشنطن والحكومة السابقة في كابول.
وبات مئات الآلاف من عناصر الاستخبارات والجنود والشرطيين الأفغان عاطلين عن العمل، ويخشون على حياتهم رغم تعهد "طالبان" بالعفو عنهم. وعاد جزء ضئيل منهم، معظمهم في "المديرية الوطنية للأمن"، للعمل بإشراف الحركة، علماً أنهم لم يتلقوا رواتبهم منذ شهور، مثل جميع موظفي الحكومة الأفغانية تقريباً.
"الجنرالات المحبطون لصدام"
وحذر مسؤول غربي بارز من أن "الأمر بدأ بالضبط على هذا النحو في العراق، مع الجنرالات المحبطين لصدام حسين"، مشدداً على وجوب التزام "الحذر".
ويشير بذلك إلى إقدام الولايات المتحدة على حلّ قوات الأمن في العراق، بعد غزوه في عام 2003. وشكّل هؤلاء العناصر مجموعة جاهزة من المجندين، يتمتعون بسنوات من الخبرة القتالية ويحتفظون غالباً بأسلحة في منازلهم.
وذكر مسؤولون أمنيون أن "داعش-خراسان" يقدّم مبالغ نقدية ضخمة لأعضائه الجدد في أفغانستان، إضافة إلى الحماية من "طالبان". وفي شهادة حديثة أمام مجلس الشيوخ، حذر كولين كال، وكيل وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية، من أن "داعش" في أفغانستان يمكن أن يولّد قدرة على مهاجمة الغرب في غضون 6 إلى 12 شهراً. وأشار إلى رغبة "طالبان" في ملاحقة التنظيم، مستدركاً: "أعتقد بوجوب تحديد قدرتهم على فعل ذلك".
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن مسلحين أفغاناً وباكستانيين في "طالبان"، شعروا بأن قيادة الحركة لم تكن "متطرفة" بما فيه الكفاية، إذ سعت إلى إجراء محادثات سلام مع الولايات المتحدة، أسّسوا "داعش-ولاية خراسان" في عام 2014، والذي سيطر على مناطق في شرق أفغانستان، إلى أن أدى هجوم شنّته الحركة، في عام 2015، إلى إضعاف التنظيم بشكل كبير. لكنه برز مجدداً هذا العام، مستفيداً من انهيار الدولة الأفغانية وانسحاب قوات مكافحة الإرهاب الأميركية.
وقتل "داعش" 200 أفغاني و13 جندياً أميركياً في مطار كابول بأغسطس الماضي، ونفذ منذ ذلك الحين هجمات استهدفت "طالبان"، غالبيتها في إقليم ننغرهار شرق البلاد، وفي كابول الآن أحياناً كثيرة. كذلك أعلن التنظيم مسؤوليته عن تفجير مساجد شيعية في مدينتَي قندوز وقندهار في أكتوبر، ما أدى إلى مصرع أكثر من 100 شخص.
معلومات استخباراتية أميركية؟
وبدأت واشنطن بتزويد "طالبان" بمعلومات استخباراتية عن "داعش"، لكن مسؤولي الحركة يأبون الاعتراف بهذا التعاون ويشكّكون بخطورة التحدي الذي يشكّله التنظيم، بحسب الصحيفة الأميركية.
وقال مولوي الزبير، وهو قيادي بارز في "طالبان" يشرف 750 من عناصره على جنوب غربي كابول ويعمل انطلاقاً من ثالث مقرّ للشرطة في العاصمة: "لا نواجه تهديداً ولسنا قلقين بشأن (التنظيم). ليست هناك حاجة، ولو ضئيلة، لطلب المساعدة من أي شخص ضد داعش".
وتشمل المنطقة الخاضعة لإشراف الزبير، حديقة الحيوانات في كابول، حيث ألقى رجل، يُعتقد بأنه من مسلحي "داعش"، قنبلة يدوية على عناصر من "طالبان" أخيراً. قال الزبير إن أعضاء سابقين في قوات الأمن الأفغانية متورّطون بنسبة "100%" في مثل هذه الهجمات التي يشنّها التنظيم، الذي اعتبر أنه يستفيد أيضاً من استياء متزايد من الانهيار الاقتصادي في البلاد، بعد استيلاء الحركة على السلطة في 15 أغسطس.
وتابع الزبير: "في الوضع الحالي، لا نتعامل مع صعوبات محدودة، بل نواجه كثيراً منها. إذا تجاوزنا كل مشكلاتنا الاقتصادية والإدارية، فسيختفي داعش في غضون 15 يوماً في كل أفغانستان".
ونقلت الصحيفة عن قياديين في "طالبان" ومسؤولي أمن أفغان سابقين وأشخاص يعرفون المنشقين، أن عدد المنضمّين إلى "داعش" ضئيل نسبياً، لكنه في تزايد. ويتمثل العنصر الأكثر أهمية في أن هؤلاء يُكسِبون التنظيم خبرة حاسمة في جمع المعلومات الاستخباراتية وتقنيات الحرب، ممّا قد يعزّز قدرته على تحدّي تفوّق "طالبان".
وذكر مسؤول أفغاني سابق أن ضابطاً في الجيش الأفغاني كان يقود مستودعاً للأسلحة والذخيرة في غارديز، عاصمة ولاية باكتيا جنوب شرقي البلاد، انضمّ إلى "داعش- خراسان" وقُتل قبل أسبوع في اشتباك مع مسلحّي "طالبان". وأضاف أن رجالاً آخرين كثيرين يعرفهم، وجميعهم أعضاء في الاستخبارات والجيش، انضمّوا أيضاً إلى التنظيم بعدما فتّشت الحركة منازلهم وطالبتهم بتسليم أنفسهم للسلطات الجديدة في البلاد.
وقال مقيم في منطقة كاراباخ شمال كابول، إن ابن عمه، وهو عضو بارز سابق في القوات الخاصة الأفغانية، اختفى في سبتمبر الماضي وانضمّ إلى خلية تابعة لـ "داعش". ولفت إلى أن أربعة أعضاء آخرين في الجيش الأفغاني كان يعرفهم، انخرطوا أيضاً في صفوف التنظيم في الأسابيع الأخيرة.
"داعش بات جذاباً"
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن رحمة الله نبيل، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الأفغاني، المعروف باسم "المديرية الوطنية للأمن"، والذي غادر البلاد قبل فترة وجيزة من سيطرة "طالبان" على كابول، قوله إن "داعش بات جذاباً جداً في بعض المناطق" بالنسبة إلى أعضاء سابقين في قوات الأمن والدفاع الأفغانية "الذين تخلّفوا عن الركب".
وأضاف: "لو كانت هناك مقاومة، لانضمّوا إليها. في الوقت الحالي، داعش هي الجماعة المسلحة الأخرى الوحيدة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "طالبان" تزعم أن "داعش-خراسان" هو صنيعة لجهاز الاستخبارات الأفغاني والولايات المتحدة، من أجل إثارة انقسام في صفوف المتمردين، وهذا ادعاء نفته واشنطن والحكومة السابقة في كابول.
وبات مئات الآلاف من عناصر الاستخبارات والجنود والشرطيين الأفغان عاطلين عن العمل، ويخشون على حياتهم رغم تعهد "طالبان" بالعفو عنهم. وعاد جزء ضئيل منهم، معظمهم في "المديرية الوطنية للأمن"، للعمل بإشراف الحركة، علماً أنهم لم يتلقوا رواتبهم منذ شهور، مثل جميع موظفي الحكومة الأفغانية تقريباً.
"الجنرالات المحبطون لصدام"
وحذر مسؤول غربي بارز من أن "الأمر بدأ بالضبط على هذا النحو في العراق، مع الجنرالات المحبطين لصدام حسين"، مشدداً على وجوب التزام "الحذر".
ويشير بذلك إلى إقدام الولايات المتحدة على حلّ قوات الأمن في العراق، بعد غزوه في عام 2003. وشكّل هؤلاء العناصر مجموعة جاهزة من المجندين، يتمتعون بسنوات من الخبرة القتالية ويحتفظون غالباً بأسلحة في منازلهم.
وذكر مسؤولون أمنيون أن "داعش-خراسان" يقدّم مبالغ نقدية ضخمة لأعضائه الجدد في أفغانستان، إضافة إلى الحماية من "طالبان". وفي شهادة حديثة أمام مجلس الشيوخ، حذر كولين كال، وكيل وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية، من أن "داعش" في أفغانستان يمكن أن يولّد قدرة على مهاجمة الغرب في غضون 6 إلى 12 شهراً. وأشار إلى رغبة "طالبان" في ملاحقة التنظيم، مستدركاً: "أعتقد بوجوب تحديد قدرتهم على فعل ذلك".
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن مسلحين أفغاناً وباكستانيين في "طالبان"، شعروا بأن قيادة الحركة لم تكن "متطرفة" بما فيه الكفاية، إذ سعت إلى إجراء محادثات سلام مع الولايات المتحدة، أسّسوا "داعش-ولاية خراسان" في عام 2014، والذي سيطر على مناطق في شرق أفغانستان، إلى أن أدى هجوم شنّته الحركة، في عام 2015، إلى إضعاف التنظيم بشكل كبير. لكنه برز مجدداً هذا العام، مستفيداً من انهيار الدولة الأفغانية وانسحاب قوات مكافحة الإرهاب الأميركية.
وقتل "داعش" 200 أفغاني و13 جندياً أميركياً في مطار كابول بأغسطس الماضي، ونفذ منذ ذلك الحين هجمات استهدفت "طالبان"، غالبيتها في إقليم ننغرهار شرق البلاد، وفي كابول الآن أحياناً كثيرة. كذلك أعلن التنظيم مسؤوليته عن تفجير مساجد شيعية في مدينتَي قندوز وقندهار في أكتوبر، ما أدى إلى مصرع أكثر من 100 شخص.
معلومات استخباراتية أميركية؟
وبدأت واشنطن بتزويد "طالبان" بمعلومات استخباراتية عن "داعش"، لكن مسؤولي الحركة يأبون الاعتراف بهذا التعاون ويشكّكون بخطورة التحدي الذي يشكّله التنظيم، بحسب الصحيفة الأميركية.
وقال مولوي الزبير، وهو قيادي بارز في "طالبان" يشرف 750 من عناصره على جنوب غربي كابول ويعمل انطلاقاً من ثالث مقرّ للشرطة في العاصمة: "لا نواجه تهديداً ولسنا قلقين بشأن (التنظيم). ليست هناك حاجة، ولو ضئيلة، لطلب المساعدة من أي شخص ضد داعش".
وتشمل المنطقة الخاضعة لإشراف الزبير، حديقة الحيوانات في كابول، حيث ألقى رجل، يُعتقد بأنه من مسلحي "داعش"، قنبلة يدوية على عناصر من "طالبان" أخيراً. قال الزبير إن أعضاء سابقين في قوات الأمن الأفغانية متورّطون بنسبة "100%" في مثل هذه الهجمات التي يشنّها التنظيم، الذي اعتبر أنه يستفيد أيضاً من استياء متزايد من الانهيار الاقتصادي في البلاد، بعد استيلاء الحركة على السلطة في 15 أغسطس.
وتابع الزبير: "في الوضع الحالي، لا نتعامل مع صعوبات محدودة، بل نواجه كثيراً منها. إذا تجاوزنا كل مشكلاتنا الاقتصادية والإدارية، فسيختفي داعش في غضون 15 يوماً في كل أفغانستان".