عنف الإخوان يغزو شوارع فيينا ويقلب هدوء المدينة النمساوية إلى فوضى بالاعتداء على أحد المنشقين عن التنظيم بالضرب المبرح.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "فولكس بلات" النمساوية، تعرض عالم الدين الإسلامي "أحمد. م" (جرى تغيير اسمه لحمايته)، لضرب مبرح استدعى نقله إلى المستشفى قبل أسبوعين في فيينا.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجناة في هذه الواقعة هما اثنان من أقارب رئيس جمعية ثقافية تابعة لتنظيم الإخوان في النمسا.
وتوصلت "العين الإخبارية" إلى هوية المجني عليه في هذه الواقعة، وهو مولود في مصر وكان عنصرا سابقا في الإخوان قبل أن يتخذ منحنى مغايرا في السنوات الأخيرة، لكنها تفضل عدم ذكر اسمه الحقيقي.
الأكثر من ذلك، أن المجني عليه كان أحد العناصر المشتبه بها التي تعرضت منازلها لمداهمات من الشرطة النمساوية في ٩ نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠٢٠، ضمن الحملة الأمنية التي طالت جماعة الإخوان وعناصرها آنذاك.
لكنه أصبح في الوقت الحالي تحت حماية دائمة للشرطة بعد تعرضه للضرب على يد العناصر الإخوانية في فيينا، وفق "فولكس بلات".
ومنذ سنوات، يعتبر المنتمون للأوساط الإسلاموية في النمسا، أحمد.م، "خائنا"، لأنه اتجه للدعوة إلى ما يعرف بـ"الإسلام المعتدل"، أو "الإسلام الأوروبي"، وهي حملة مضادة لتيارات الإسلام السياسي في القارة العجوز.
ويمارس أنصار الإسلام السياسي حملة ممنهجة ضده، إذ انتقد تقرير شهير صادر عن هذه التيارات، "أحمد. م" بالاسم، وقال إنه "يؤيد فكرة الإسلام الأوروبي، لكنه لا يتفوه بكلمة واحدة ضد سياسات الحكومات الأوروبية ضد المسلمين".
كما نقلت صحيفة "فولكس بلات" عن مصادر شرطية قولها إن بعض المكالمات المسجلة بين عناصر الإخوان في النمسا، تتضمن أوصافا غير لائقة بحق "أحمد. م" ، ووصفه بألفاظ قبيحة تتهمه بالانبطاح للسياسيين الأوروبيين.
إفادة وغضب
وقبل ٣ أسابيع، زاد غضب التيارات الإسلاموية المتطرفة ضد الرجل، مع خروج معلومات تفيد بأن إفادته التي قدمها للشرطة بعد مداهمات العام الماضي، تعد ضمن الأسس التي يقوم عليها التحقيق في أنشطة الجماعة في الأراضي النمساوية.
وبعد أيام قليلة من كشف شخصيته وقيمة معلوماته في التحقيقات، تعرض المجني عليه لاعتداء بالضرب المبرح أمام شقته في فيينا.
وقال أحمد.م في هذا الإطار "انتظروا ساعات أمام شقتي"، مضيفا في تصريحات لصحيفة "فولكس بلات"، "بقي أحدهم في السيارة، والآخر ضربني".
وأسفر هذا الاعتداء عن كسر أنف المجني عليه وتعرضه لجروح وكدمات أخرى.
ووفق "فولكس بلات"، فإن التحقيقات لا تزال جارية مع المتهمين بالاعتداء على أحمد.م، فيما يخضع الأخير لمزيد من التحقيق في سياق التحقيقات الجارية حول أنشطة الإخوان بالنمسا باعتبار أنه كان جزءا من الجماعة في وقت سابق.
لكن أحمد.م، لم يحرك دعاوى قضائية لوقف التحقيقات مثلما فعل المتهمون الآخرون، لأنه يعتبر هذا التحقيق "تجربة ديمقراطية"، على حد قوله.
ووفق الصحيفة النمساوية، فإن الرجل مقتنع بأنه يستطيع دحض الشبهة بأنه "عضو قيادي في جماعة الإخوان بالنمسا" في نهاية التحقيقات.
وعن سبب ورود اسمه في قضية الإخوان من البداية، قال "عبر عملي كإمام في مسجد جراتس التابع لجماعة الإخوان المسلمين في الفترة من من 2010 إلى 2012".
وتابع "مع ذلك ، كانت لدي "تجارب غير سارة مع الأشخاص في هذا المسجد، لدرجة أني تخليت عن مهنة الإمام".
وأثبتت التحريات الأساسية في التحقيقات الشرطية في قضية الإخوان، قرب أحمد.م من الجماعة لعدة سنوات، ببعض الحقائق، منها ارتداء قميص عليه شعار رابعة المحظور حاليا بالنمسا، وتأديته التحية المرتبطة بهذا الشعار في فعاليات قبل سنوات.