وصف عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الجمهوري جيم ريش، محادثات إحياء الاتفاق النووي مع إيران، بأنها "مضيعة للوقت".
وجاءت تصريحات جيم ريش قبل أيام من بدء جولة جديدة من المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني، متحدثًا إلى صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، قائلا إن "مثل هذا الاتفاق (الاتفاق النووي)، ليس من شأنه أن يمنع إيران من السعي للحصول على سلاح نووي".
وأوضح ريش أن الولايات المتحدة كانت قد اختبرت إيران في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة حاولت تنفيذ الصفقة مع إيران لمرة واحدة لكنها فشلت.
وقال العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي: "إن إيران تعتبر الاتفاق النووي الطريقة الأكثر عقلانية لامتلاك أسلحة نووية".
وانتقد جيم ريش أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن فيما يتعلق بالأنشطة النووية الإيرانية، وأضاف: "سبب عدم قيام الحكومة الأمريكية بإحضار الاتفاق النووي إلى مجلس الشيوخ للتصويت هو أنها لا تستطيع تمريره".
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعلنت منتصف عام 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران وتشديد العقوبات عليها.
ومن المقرر أن تستأنف المحادثات النووية بين إيران ومجموعة 4+1 بحضور غير مباشر للولايات المتحدة في 29 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في العاصمة فيينا بهدف الوصول إلى تفاهم يعيد العمل بالاتفاق.
التكهن بالاتفاق
من جهته، رأى الكاتب الإيراني علي موسوي خلخالي في مقال له، إنه "من الآن فصاعداً، من المستحيل التكهن بنتيجة المفاوضات، خاصة وإننا نعلم إن فريق التفاوض الحالي لديه نهج مختلف تمامًا عن الفريق السابق في عهد حسن روحاني".
وأضاف "لكن ما يجب أخذه بعين الاعتبار هو الشروط الجديدة لمفاوضات إيران مع أطراف مجلس الأمن الدولي، فالبلاد (إيران) لم تعد قادرة على تحمل المزيد من الضغوط، وعليه يجب على الحكومة بذل جهودها لتنظيم الاقتصاد، مع الأخذ بعين الاعتبار ان جزءًا كبيرًا من التنظيم الاقتصادي يعود إلى تحسن مكانة إيران الدولية وعلاقاتها الاقتصادية مع العالم الخارجي، وتغير الوضع الإقليمي".
إيران تتذرع بالمكان
وفي سياق متصل، أطلقت إيران ذرائع جديدة بشأن إمكانية عدم قدرة السلطات النمساوية في توفير الأمن للفريق الإيراني المفاوض.
ونقلت الصحافة الإيرانية مساء الاثنين عن مصدر دبلوماسي قوله إن "مكان إجراء المفاوضات النووية الأسبوع المقبل، والذي كان مقررًا في فيينا أصبح محل خلاف بعد طلب الجانب الإيراني من السلطات النمساوية تأمين سلامة الفريق التفاوضي وضمان عدم اعتداء أعضاء من المعارضة الإيرانية عليهم كما حدث مع عباس عراقتشي كبير المفاوضين السابق في أبريل الماضي".
وقال المصدر الإيراني إن "الخارجية الإيرانية قامت بإيصال هذا الطلب إلى النمساويين عبر رسالة رسمية واشترطت الذهاب لفيينا بتحقيق هذا الضمان، مع التأكيد أنها مصرة على حضور الجولة القادمة من المفاوضات".
وأضاف "الوفد الإيراني تلقى بعض التحذيرات والنصائح بعدم التوجه لفيينا في حال عدم الحصول على الضمانات الكافية"، مشيرة إلى أن "عدة عواصم أبدت استعدادها لاستضافة الجولة المقبلة من المفاوضات النووية في حال لم يكن مناسبًا إجراؤها في فيينا".
ومن المقرر أن يقود الفريق الإيراني المفاوض نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية الدبلوماسي المتشدد علي باقري كني.