تهدد إسرائيل والولايات المتحدة بقصف إيران منذ سنوات، بل مزح الراحل جون ماكين بأنه يريد "قصف، قصف، قصف – قصف إيران"، ليحاكي أغنية شهيرة.
وعام 2015، دعا جون بولتون، وكيل وزارة الخارجية السابق لشؤون الحد من التسلح في عهد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، لعمل عسكري في مقال تحت عنوان "لوقف القنبلة الإيرانية.. اقصفوا إيران"،
وتولى بولتون منصب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لكنه أخفق في تحقيق هدفه، بل حتى سخر ترامب من ميوله العدوانية، قائلا إن بولتون أراد "ضرب" كل دولة لا تعجبه بالنووي، حتى أنه سأله ذات مرة عما إذا كانت أيرلندا "على قائمته" للدول التي يريد غزوها.
والليلة الماضية، تسربت أنباء تفيد بأن قادة الجيشين الأمريكي والإسرائيلي يخططون لتدريبات مشتركة تستهدف تدمير المنشآت النووية الإيرانية، في حال عدم التوصل لحل دبلوماسي.
وقبل أيام، بدأت المحادثات التي تستهدف إعادة إحياء اتفاق 2015 لتقييد البرنامج النووي الإيراني في مقابل تخفيف العقوبات في فيينا، لذلك يرى البعض تسريب أخبار التدريبات العسكرية كورقة ضعط على طهران.
لكن هذه المرة تغيرت الأمور حقًا، وفق التايمز، التي كتبت "اتخذت إيران خطوات أدت بما لا شك فيه إلى تسهيل عملية تطوير سلاح نووي، إذ خصبت اليورانيوم بنسبة نقاء 60%، وهي نسبة لا تقل كثيرًا عن الـ90% المطلوبة لتصنيع قنبلة، وتتجاوز بكثير المستوى المستخدم في التطبيقات غير العسكرية".
وعلاوة على ذلك، اعترفت إيران صراحة مؤخرًا، ولأول مرة، بأن برنامجها النووي يحتوي على عناصر عسكرية، وفق التايمز.
وتابعت الصحيفة البريطانية "اتخذت إسرائيل خطوات نشطة تجاه العمل العسكري لمنع طهران من المضي قدما، ففي أكتوبر/تشرين الأول، أفادت قصة نشرت بوسائل الإعلام الإسرائيلية بأن حكومة نفتالي بينيت (49 عاما) الجديدة، خصصت 1.1 مليار جنيه إسترليني لطائرات وطائرات المسيرة، وقنابل مضادة للحصون لمواجهة إيران إذا تطلب الأمر".
وأعلنت القوات الجوية الأمريكية قبل أيام عن نجاح اختبار لقنبلة خارقة للتحصينات موجهة بالليزر هي "GBU-72". وهذا النوع من القنابل مهمة للغاية؛ فهي مصممة لاختراق حواجز صلبة من النوع الذي بنته إيران حول المواقع النووية.
وهذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن (59 عامًا)، إنه "غير متفائل" بشأن نجاح محادثات فيينا.
وذكرت "التايمز" أن مثل تلك الكلمات يتم دراستها بدقة، كما لم تتنصل الإدارة الأمريكية من الاحتمال النظري لشن هجوم على إيران، بل أوضح بلينكن وفريقه أن هناك "خيارات أخرى" إلى جانب المحادثات مطروحة على الطاولة.
حتى أن روبرت مالي، مبعوث البيت الأبيض إلى إيران، قال إن الولايات المتحدة "لن تقف مكتوفة الأيدي" إذا تقدم البرنامج النووي.
ونقلت تقارير عن مسؤول أمريكي مؤخرًا، قوله خلال إحاطة بشأن القرارات الأمريكية حال فشل المفاوضات، قوله إنه "عندما يقول الرئيس بايدن أن إيران لن تحصل أبدًا على سلاح نووي، فإنه يعني ذلك."
ورسميًا، يؤمن كل من البيت الأبيض في عهد بايدن والنظام في طهران باتفاق 2015، وإعادة إحيائه، ويتنصل كلاهما من قرار ترامب بالانسحاب الأحادي وإعادة فرض عقوبات قاسية، بل في الواقع، قامت الحملة الانتخابية للرئيس بايدن على ذلك، وفق التايمز.
ووفق الصحيفة، يظل السؤال أمام الأمريكيين هو ما إذا كان التورط في حرب أخرى بالشرق الأوسط ممكنا في الواقع عسكريا أو سياسيا، ويوجد شك واسع النطاق أيضًا في أن إسرائيل، مستعدة أو مسلحة لشن المعركة وحدها، بالرغم من تهديدات رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، والتصريحات الغاضبة التي قالها خليفته، بينيت، وبيني جانتس، وزير الدفاع.
وتصر بعض المصادر، بحسب الصحيفة، على أن الهجوم يجب أن يكون "سهما في القلب"، لا يلحق أضرارا فحسب بل يدمر البرنامج النووي.
ويذهب بعض المشككين لأبعد من ذلك، حيث قال البروفيسور أفنر كوهين، (70 عاما)، وهو مؤرخ إسرائيلي يعتبر خبيرًا رائدا في سياسات الردع النووي بالبلاد، إنه إذا كانت إيران عاقدة العزم على امتلاك القنبلة فسوف يتطلب الأمر تغيير النظام في طهران لوقفها.