لا تزال تداعيات استهداف منزل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي التي وقعت في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مستمرة وسط تخبّط الميليشيات الإيرانية في البلاد.
فبعد المحاولات الإيرانية لنفي التهم، طالب قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني، خلال اجتماع في بغداد عقد الأربعاء، فصائل موالية بالسيطرة على قواتها ومن يدعمها، لأن أفعالها تضر بمصالح طهران في العراق.
"اقبلوا نتائج الانتخابات"
في التفاصيل، ألقى قاآني باللوم على هادي العامري وقيس الخزعلي، وهما قادة الفصائل المسلحة في العراق، بسبب أدائهما بعد نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة، وذلك وفقا لما نقلته وكالة "رويترز" عن مسؤول في الميليشيات العراقية، وكذلك دبلوماسيين غربيين مقربين من هذه الميليشيات مطلعين على الاجتماع.
وأفادت المعلومات بأن الاجتماع عقد في مكتب سياسي تدعمه إيران في بغداد، وحضره فريق صغير رافق قاآني.
وأضافت أن القيادي الإيراني وجّه رسالة إلى الميليشيات العراقية المدعومة من إيران بأن يقبلوا نتائج الانتخابات البرلمانية التي أُجريت في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفاز فيها الصدر فيما خسر ائتلاف فتح التابع للجماعات المسلحة التي تدعمها إيران.
"تهديد مصالح"
كما اتهم قاآني قادة الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، بسوء إدارة تداعيات الانتخابات، وزعم قاآني أن سياساتها تهدد مصالح بلاده.
كذلك رأى قاآني أن تلك الأفعال "التافهة"، على حد تعبيره، تهدد سلطة الأطراف المؤيدة لطهران في العراق والتي تسللت إيران عبرها إلى الأوساط العراقية المختلفة.
يشار إلى أن الحكومة الإيرانية كانت أدانت الهجوم على منزل الكاظمي الذي جاء عقب احتجاج ميليشياتها في العراق على نتائج الانتخابات.
ولفتت الوكالة إلى إجراء إيران مفاوضات غير مباشرة مع أميركا حول إحياء الاتفاق النووي في فيينا، وقالت إن تصاعد التوترات بين شيعة العراق يعكر مزاج المسؤولين في طهران.
حملة تجييش وتحريض
وأتت محاولة اغتيال الكاظمي عقب حملة تحريض وتجييش ضده، شنتها فصائل موالية لإيران، منضوية ضمن الحشد الشعبي.
فقد اتهم مسؤولون في كل من حركة عصائب أهل، وكتائب حزب الله، و"سيد الشهداء"، رئيس الحكومة بالتورط في الاشتباكات التي اندلعت بين القوات الأمنية ومناصري تلك الفصائل في بغداد قبل الاستهداف بأيام، وأدت إلى مقتل أحد المحتجين ضد نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في العاشر من الشهر الماضي (أكتوبر 2021).
كما اعتصمت فصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران، في قلب العاصمة العراقية قبل أسبوعين من الحادث، متهمة الحكومة والمفوضية بتزوير نتائج الانتخابات، التي أظهرت تراجعا كبيرا في شعبيتها، وانخفاضا واضحا ومريرا في عدد المقاعد البرلمانية.