لا يزال التفاعل مع قضية سحب عدد من أطفال السوريين والجالية العربية من قبل "مصلحة الخدمة الاجتماعية" المعروفة باسم "السوسيال" يتصاعد بشكل كبير في السويد، وسط تأكيد العائلات المتضررة على الاستمرار في حراكهم حتى تحقيق مطالبهم في استعادة الأطفال.

وتظاهر ظهر يوم أمس الإثنين المئات من اللاجئين السوريين وأبناء الجالية العربية والمسلمة أمام البرلمان السويدي في العاصمة استوكهولم للتنديد بما تقوم به مصلحة الخدمة الاجتماعية في السويد إزاء الأطفال في البلاد خصوصاً أطفال العائلات ذات الخلفية المهاجرة من عرب وسوريين.

وردد المتظاهرون خلال التظاهرة التي شارك فيها المئات من السوريين واللبنانيين والصوماليين وغيرهم من العائلات ذات الأصول المهاجرة إضافة إلى سويديين، عدة شعارات تطالب بأطفالهم على غرار "نريد أطفالنا" و"أطفالنا مش للبيع" و"أطفالنا ليسوا عبيداً" و"سلمية".

وشارك في التظاهرة اللاجئ السوري دياب طلال وزوجته التي أشعلت قضيته الغضب الخامد ضد السوسيال في السويد بعد أن تفاعل الملايين مع قضيته على مستوى الوطن العربي والسويد.

وقال دياب لموقع تلفزيون سوريا: "أنا شاركت في المظاهرة للمطالبة بأطفالي وأطفال غيري من العائلات وسأستمر بالمطالبة بهم حتى يعودوا إلى حضني".

بدوره قال اللاجئ السوري (محمد ج) وهو أحد المشاركين في التظاهرة لموقع تلفزيون سوريا: "نحن هنا للمطالبة بحقوقنا وحقوق أطفالنا وسنفعل كل شيء في سبيل ذلك"، مضيفاً "سنقوم بكل شيء تحت القانون السويدي .. أريد ابني الذي سحبه السوسيال منذ شهور".

وأكد علي الصيداني وهو أحد المنظمين في كلمة له خلال التظاهرة: "نحن في المظاهرة للمطالبة بأطفالنا من كل الأديان .. نحن لسنا متطرفين ولا إرهابيين .. نحن أصحاب حق وقضية ولن يستطيع أحد إيقافنا عن المطالبة بأطفالنا".

ووجه علي كلامه للحكومة السويدية قائلاً: إن "هناك موظفيين عنصريين من السوسيال عاملونا بعنصرية وخطفوا أطفالنا والآن عليكم أن تتحملوا مسؤولية أفعال هؤلاء الموظفين .. لن نسكت بعد اليوم ولم نعد نتحمل أن نخسر أي أطفال جدد".

وأضاف علي: "لن نقبل أن تأخذوا أطفالنا منا وتضعوهم عند مدمني المخدرات ومغتصبي الأطفال"، مستشهداً بأسماء من الأطفال الذين ماتوا من جراء الإهمال أو الاعتداء من قبل الأسر البديلة.

زينب لطيف وهي إحدى المنظمات للمظاهرة أيضاً من جمعية "حقوقنا" السويدية، قالت لموقع تلفزيون سوريا: "نطالب بلم شمل الأهالي مع أطفالهم المسحوبين ونطالب السياسيين بالتعاون والاستماع إلى مطالب الأهالي إضافة إلى تطبيق حق اتفاقية الطفل التابعة للأمم المتحدة".

وطالبت لطيف "السوسيال بالتعاون مع الأهالي وتأهيلهم في حال كانوا غير مؤهلين لتربية الأطفال كي يعودوا إليهم".

وأكدت الاستمرارَ في مطالبهم حتى يتم تحقيقها بإعادة الأطفال إلى ذويهم، لافتة إلى أنه سيتم تنظيم وقفة احتجاجية الأحد المقبل في مدينة يوتوبوري.

تضامن واسع وحملة هاشتاغات

أطلق آلاف المتضررين من السوسيال والمتضامنين معهم عدة هاشتاغات بأكثر من لغة داخل السويد وخارجها كـ #السويد_دولة_فاشية و#أوقفوا_خطف_أطفال_السويد و#أوقفوا_خطف_أطفالنا، #مجرمون_بصمت.

وتصاعد الغضب ضد السوسيال بشكل متسارع بعد أن نشر موقع تلفزيون سوريا قضية اللاجئ السوري دياب طلال قبل عدة أيام والتي لاقت تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي.

وتفاعل عدد كبير من اليوتيوبرز العرب على مواقع التواصل الاجتماعي مع قضية عائلة دياب ونظرائه من العائلات التي سُحبت أطفالهم الأمر الذي أحدث غضباً في صفوف الجالية العربية والإسلامية في السويد ودول أخرى.

مناشدة للتحرك

وانضم مفتي سلطنة عُمان أحمد بن حمد الخليلي إلى المتضامنين مع قضية العائلات المسحوبة أطفالهم في السويد وقال الخليلي في بيان نشره على حسابه في موقع تويتر: "كم هي نكبات الأطفال في هذا العصر الذي اجتيحت فيه الحقوق وتلاشت قيم الإنسانية فبقدر ما آلمتنا مأساة الطفل السوري الذي تسلطت عليه أيدي العصائب الإجرامية البالغة في الوحشية الضارية ما لم تبلغه السباع الكاسرة، تألمنا لانتزاع الأطفال في السويد من آبائهم وأمهاتهم ووضعهم في أيدي من لا يمتون إليهم بصلة، ولا يجدون منهم حنواً ولا حناناً، من غير التفات إلى بكاء الأطفال ولا بكاء الآباء والأمهات".

وأضاف إن: "الآباء والأمهات أصبحوا كالثكالى، فقد سلبوا أفلاذ أكبادهم وثمرات أفئدتهم عنوة لا لشيء"، معرباً عن ألمه لما أصاب الأطفال في بقاع شتى بالعالم "من ويلات الحروب التي لا تبقي ولا تذر".

وناشد الشيخ الخليلي في بيانه جميع المتسلطين على الأطفال أن يردوا هؤلاء الأطفال إلى أهليهم سالمين، وأهاب بـ"منظمة التعاون الإسلامي وجميع المنظمات الرسمية والأهلية لا سيما منظمات حقوق الإنسان ومنظمات حقوق الطفل خاصة ـ بأن تتدخل سريعا لوقف هذه المآسي. ورفع هذه المعاناة عن الأطفال وإعادة البسمة إليهم وإلى آبائهم وأمهاتهم، بعودتهم إلى أحضان آبائهم وأمهاتهم في ظل ظروف آمنة مطمئنة. خالية من الشرور، بعيدة عن الحروب والتآمر، يسودها العدل والإنصاف، ويجللها الرفق والأمان، ويحوطها السلم والسلام".

وكان العديد من رجال الدين في السويد ودول أخرى قد تطرقوا لأداء "السوسيال" متهمين إياه بأخذ الأطفال من دون أسباب موضوعية، داعين المؤسسة السويدية إلى تغيير طريقة عملها بما يتواءم مع ثقافة الجالية العربية والإسلامية.