العين الاخبارية
كشف مسؤول بوزارة العدل الأمريكية عن مخطط لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني لاغتيال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون.
جاء ذلك بحسب ما نقلته صحيفة "واشنطن إكزامينر" الأمريكية عن مسؤول بوزارة العدل مطلع على التحقيق، لم تذكر اسمه.
وأضاف المصدر للصحيفة أن "الوزارة لديها أدلة خطيرة ضد الإيرانيين الاثنين، لكن يقاوم المسؤولون في إدارة الرئيس جو بايدن توجيه الاتهام صراحة للرجلين، خشية أن يؤدي ذلك إلى عرقلة مساعيهم في التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران الذي يقترب حاليا من الانتهاء في المفاوضات الجارية بفيينا".
ومن الممكن -لكن من غير المرجح- أن تكون هناك لوائح اتهام رسمية ضد الرجلين، لكن قال المصدر بوزارة العدل إن خطورة المؤامرة والأدلة تبرر توجيه اتهام علني دون تأخير.
وأشارت "واشنطن إكزامينر" إلى أن لوائح الاتهام المختومة ستكون أمرًا غير معتاد وربما غير ضروري في هذه القضية، إذ تستخدم عادة لمنع الهدف من التهرب من العدالة.
وذكرت الصحيفة أن فيلق القدس على دراية تامة باهتمام وكالات إنفاذ القانون الأمريكية والاستخبارات به، لذا من غير المرجح أن يضع أعضاؤه أنفسهم في وضع قد يتعرضون فيه للاعتقال بلائحة اتهام مختومة أو بدون.
وتحجب "واشنطن إكزامينر" بعض تفاصيل المخطط ضد بولتون لأسباب تتعلق بالأمن القومي، لكن وصفها المصدر بوزارة العدل بعبارات محددة للغاية تتمثل في أنه مدعوم بنشاط استطلاعي كبير للحرس الثوري وينطوي على محاولة تجنيد قاتل مأجور على الأراضي الأمريكية.
وعلم مجتمع الاستخبارات بالمخطط في مرحلة مبكرة، وأثار مخاوف رفيعة المستوى، كما تم تكليف حرس من الخدمة السرية لحماية بولتون في وقت سابق من هذا العام أو نهاية عام 2021.
كما تم نشر مخبرين من مكتب التحقيقات الفيدرالية لعرقلة المخطط والمساعدة في حماية بولتون.
مماطلة سياسية!
ويعتقد أن المخطط عجل بتحذير مستشار الأمن القومي جيك سوليفان في 9 يناير/كانون الثاني الماضي لإيران بأن الولايات المتحدة ستحمي المسؤولين "الذين يخدمون الولايات المتحدة الآن وخدموها سابقا".
ووجهت تهديدات إيرانية مشابهة، وما زالت توجه، ضد وزير الخارجية السابق مايك بومبيو ومسؤولين آخرين بإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب الذين عملوا على الملف الإيراني.
وكانت "واشنطن إكزامينر" قد أوردت في ديسمبر/كانون الأول لعام 2020، أن الكونجرس مدد حراسة بومبيو إلى ما بعد فترة عمله بالحكومة، ردًا على تلك التهديدات الإيرانية.
وقال المصدر بوزارة العدل إن المدعين العامين وعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي وأفراد مجتمع الاستخبارات المشاركين في عرقلة المخطط ضد بولتون مستاؤون وغاضبون من عدم وجود لوائح اتهام ويشتبهون بوجود مماطلة سياسية.
وأضاف المسؤول أنه طلب من بولتون وبومبيو توقيع اتفاقيات عدم الإفصاح مقابل إطلاعهما على المعلومات السرية المتعلقة بالتهديدات ضدهما.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الحرس الثوري الإيراني يكره بولتون وبومبيو على وجه التحديد، إذ يرون أنهما يقودان استراتيجية عقوبات ترامب المسماة "الضغط الأقصى" ضد المرشد الأعلى علي خامنئي.
لكن يعتقد أن الدافع الأساسي وراء المؤامرات ضدهما ينبع من رغبة إيران في الانتقام لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني بطائرة مسيرة أمريكية في يناير/كانون الثاني عام 2020.
وقال العديد من المسؤولين الحكوميين السابقين والحاليين لـ"واشنطن إكزامينر"، إنهم يعتقدون أن خامنئي كلف القائد الحالي لفيلق القدس، إسماعيل قاآني، بالثأر لسليماني باغتيال مسؤول أمريكي رفيع المستوى.
وأضاف متحدث باسم وزارة العدل: "في إطار سياسة الوزارة، لا نؤكد أو ننفي أي نشاط غير عام لوكالة إنفاذ القانون. وفي كل قضية، ستتخذ الوزارة قرارها بشأن توجيه الاتهام من عدمه بناء على الحقائق والقوانين وبما يتوافق مع مبادئ الملاحقة القضائية الفيدرالية".