يبدو أن الصدمة التي سببها العثور على العديد من الجثث نهاية الأسبوع الماضي في مدينة بوتشا قرب كييف، حيث تتهم أوكرانيا القوات الروسية بارتكاب "مجزرة"، لم تنته.فقد كشف وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي، الذي زار مدينة بوتشا أمس الثلاثاء، أن "عشرات الجثث" لا تزال في المنازل وفي الغابات المحيطة بالمدينة.الوضع أسوأ في بوروديانكافيما أكد أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئاسة الأوكرانية، في مقطع فيديو بث على موقع يوتيوب مساء أمس أيضاً، أن "بوتشا ليست الأسوأ، فكل من يزُور بوروديانكا يؤكد أن الوضع هناك فظيع"، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.وتقع بوروديانكا على بُعد حوالى 50 كلم من كييف، وقد انسحبت منها القوات الروسية مؤخراً في إطار عملية إعادة تموضع تنفّذها على ما يبدو لتركيز جهدها العسكري على منطقة دونباس في الشرق الأوكراني.يذكر أن الصور والمشاهد التي طفت من بلدات شمالي أوكرانيا، لاسيما بوتشا، كانت أثارت انتقادات دولية عدة، لاسيما بعد اتهام كييف القوات الروسية بارتكاب "مجازر"، وفق وصفها.عقوبات وحرب دبلوماسيينوقد دفعت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وسلوفينيا إلى طرد عشرات الدبلوماسيين الروس بل المئات، خلال اليومين الماضيين (4 و5 أبريل 2022).إلى ذلك، توعد الغرب بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية ضد موسكو وسياسييها وعائلاتهم، بعد العثور على عشرات الجثث في ثياب مدنية في بوتشا.في المقابل، نفت روسيا "نفيا قاطعا" تورطها في مثل تلك الجرائم، منددةً بصور مفبركة تهدف إلى تشويه سمعتها وصيت الجنود الروس. كما أكدت أن طرد دبلوماسييها لن يمر مرور الكرام، وسيرد عليه بالمثل.يذكر أنه منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يوم 24 فبراير، اصطفت الدول الغربية إلى جانب كييف داعمة إياها بالسلاح والمساعدات، وفرضت آلاف العقوبات الموجعة على موسكو، التي تمسكت بحقها في نزع سلاح الجارة الغربية الذي يعتبر مهددا لأمنها، ومنعها من الانضمام إلى حلف الناتو.