د. فاطمة عبدالنور




* الربيع فصل مريح للنفس والأعصاب بسبب اعتدال درجات الحرارة


* أشخاص معرضون للاكتئاب أو اضطرابات القلق في الشتاء

* ضوء النهار في الصيف يضبط مستويات الهرمونات بالجسم

* زيادة فرص التقلبات المزاجية السريعة في الخريف


تلعب فصول السنه دوراً أساسياً في حدوث تغيرات بدنية ونفسية على حد سواء في الجسم، وقد لاحظ الإنسان منذ القدم ارتباط حالة الطقس في فصول السنة بالحالة المزاجية. وجاء العلم الحديث ليؤكد وجود علاقة بين حالة النفس وبين التغيرات الجوية.

وفي هذا المقال سأستعرض معكم أسباب العلاقة بين التغيرات الجوية والحالة النفسية وما هي التأثيرات وكيفية المحافظة على الحالة النفسية مستقرة ومتوازنة.

فما هي علاقة فصول السنة بالحالة النفسية؟

في البداية يجب أن نوضح أن ضوء النهار والشمس ومعدل درجات الحرارة لها تأثير كبير على الحالة النفسية، حيث إنها تؤثر على مستوى إفراز الهرمونات في الجسم التي بدورها يمكن أن تزيد فرص التعرض للاضطرابات الموسمية عند بعض الأشخاص.

إلى جانب ما يسمى بإيقاع الجسم اليومي، وهو عملية حيوية تتم على مدار 24 ساعة وتؤثر على النوم والاستيقاظ.

كذلك تبين أن في الكون شحنات بيولوجية تؤثر على مزاج الإنسان وبعض من وظائف العقل.

- والآن يجدر بنا التحدث عن التغيرات التي تحدث مع كل فصل من فصول السنة؟

- فصل الشتاء: في هذا الفصل تختلف الحالة المزاجية من شخص إلى آخر بحسب طبيعته المزاجية، فهناك أشخاص عرضة للإصابة بالاكتئاب أو اضطرابات القلق، حيث إنه في هذا الفصل تزداد مدة الليل بشكل أكبر ويقل ضوء النهار فيؤدي إلى ظهور بعض الأعراض المزعجة مثل: الإجهاد والتعب، وزيادة الشهية، وفقدان المتعة في ممارسة الأشياء المحببة. وعلى العكس فهناك أشخاص يفضلون هذا الموسم من العام، وذلك لأن انخفاض درجات الحرارة يقلل معدل الشعور بالضغط العصبي والتوتر بصورة واضحة، كما أنهم يميلون إلى رؤية المطر وسماع صوته وشم رائحته وهذا يشعرهم بالسعادة.

- فصل الربيع: يتميز هذا الفصل بأن له تأثيراً إيجابياً على الصحة النفسية، فهو فصل مريح للنفس والأعصاب بسبب اعتدال درجات الحرارة فيه.

- فصل الصيف: يزداد ضوء النهار في هذا الموسم، ما يساعد على ضبط مستويات الهرمونات بالجسم، وبالتالي تصبح الغالبية العظمى أكثر حيوية ونشاطاً، وفي الوقت نفسه تؤثر درجة الحرارة على الصحة النفسية؛ حيث أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يتواجدون في غرفة مرتفعة الحرارة أكثر عرضة للعصبية والتوتر والعنف مقارنة بأولئك الذين يتواجدون بغرف منخفضة الحرارة، وهناك دراسة أمريكية تؤكد أن معظم الجرائم تتم في المواسم الحارة.

- فصل الخريف: تزداد فرص التعرض للتقلبات المزاجية السريعة في هذا الفصل بسبب حدوث تغيرات يومية في ضوء النهار ودرجة حرارة الطقس.

في الختام نستطيع أن نحافظ بقدر الإمكان على صحة نفسية متوازنة عن طريق الحفاظ على درجات الحرارة معتدلة، وذلك بتبريد الجو المحيط في فصل الصيف وتدفئته شتاءً تجنباً لاضطرابات المزاج والأمراض النفسية.

* اختصاصية نفسية - عضو جمعية أصدقاء الصحة