د. كوثر العيد




* دخان التبغ يحتوي على 4 آلاف مادة كيميائية 40 منها تسبب السرطان


* توقف تدهور وظائف الرئة خلال 48 ساعة من الإقلاع عن التدخين

* الإقلاع عن التدخين يقلل الإصابة بأمراض القلب والسكتة والجهاز التنفسي


التبغ يضر كل أجهزة الجسم تقريباً، حيث إن استخدام التبغ يقتل أكثر من 7 ملايين شخص كل عام، وتشير الأبحاث إلى أن الذين بدؤوا استخدام التبغ في سن المراهقة واستمروا لعقدين أو أكثر في استخدامه، يموتون مبكراً عن الذين لم يستخدموا التبغ قط بمقدار 20 إلى 25 سنة، ولا تقتصر أسباب المشاكل الصحية الخطيرة والموت الذي يصيبهم على سرطان الرئة أو مرض القلب وحسب بل تشمل بعض الآثار الجانبية الأقل انتشاراً للتبغ: تساقط الشعر، وإعتام عدسة العين، والتجاعيد، وفقدان السمع، وتسوس الأسنان، وانتفاخ الرئة، وتخلخل العظام، وقرحة المعدة، وتغير لون الأصابع، والإجهاض، والصدفية، وتشوه الحيوانات المنوية، أما بالنسبة للمدخنين السلبيين فهناك أيضاً أضرار ناجمة عن استنشاق الدخان، فعندما يلوث الدخان الصادر عن التبغ الهواء، وخاصة في الأماكن المغلقة، فإن جميع الموجودين يستنشقونه، مما يعرض كلاً من المدخنين وغير المدخنين لأضراره. ويحتوي دخان التبغ على أكثر من 4000 مادة كيميائية معروفة، وكثير منها ضار، وهناك على الأقل 40 مادة منها تسبب السرطان. كما أنه يتضمن كميات كبيرة من أول أكسيد الكربون، مما يعوق قدرة الدم على حمل الأكسجين إلى الأعضاء الحيوية مثل القلب والدماغ، ويحتوي دخان التبغ على مواد تسهم في حدوث أمراض القلب والسكتة. وعلينا أن نحمي كل الناس من التعرض لدخان التبغ من خلال اعتماد التدابير التشريعية والتدابير الأخرى وتنفيذها.

إن شهر رمضان المبارك فرصة للإقلاع عن التدخين وتغيير العادات غير الصحية، فالصائم يمتنع عن الطعام والشراب بما فيها التدخين لمدة أكثر من 12 ساعة باليوم، فلماذا لا يستفيد الصائم المدخن من هذا الشهر الكريم بالامتناع كلياً عن التدخين بجميع أنواعه؟ الكثير منهم استفادوا بقطع هذه العادة السيئة والتي تضر بجميع أعضاء الجسم ناهيك عن الرائحة البشعة التي تلتصق بالمدخن طوال الوقت، عليك أن تردد بأنك قادر على أن تصمد كما صمدت طوال فترة الصيام وأن تحقق هدفك في التوقف عن التدخين وسوف تحققه بعزيمتك وإصرارك، ولا تحاول أن تدخن سيجارة واحدة ولو نفساً لأنك سوف تعود إلى سلوك التدخين من جديد، وأن صحتك وأموالك أولى بها نفسك وعائلتك، ومن حق كل من حولك أن يتنفس هواءً نقياً.

هناك أوقات بعد التوقف ستشعر فيها بالرغبة للعودة للتدخين، لذلك أعد نفسك للتغلب على هذه اللحظات، فهناك عدد من المثيرات التي تدفعك إلى الرغبة بالتدخين ومنها وجود مدخنين معك، في البداية حاول تجنب مخالطة المدخنين وجالس غير المدخنين خصوصاً بالمطاعم، واطلب من أصدقائك ألا يعرضوا عليك التدخين. تجنب شرب القهوة والمشروبات الأخرى المحتوية على الكافيين واستبدلها بشرب سوائل كثيرة وتناول الفاكهة والخضار، غير روتين حياتك الصباحي فأخْذُ حمّام أو المشي يساعدك على التغلّب على التفكير بأول سيجارة، ونفس الشيء في رمضان أول ما يفطر الصائم، وتعرف على الأمور التي تسبب لك الضغوطات وحاول تغيير ردة فعلك تجاهها وابتعد عن الغضب وحاول الاسترخاء بأخذ نفس عميق وإخراجه ببطء ومارس الرياضة.

ويعتبر الاعتماد على التبغ حالة طبية مزمنة تتطلب التدخل المتكرر والمحاولات المتعددة للإقلاع عن التدخين. ومعظم مستخدمي التبغ يريدون الإقلاع عن التدخين ولكنهم يجدون صعوبة في ذلك. وللتصدي لهذا الوباء الناجم عن استخدام التبغ، فإن أنشطة الوقاية ليست كافية. وتحتاج جهود مكافحة التبغ أيضاً إلى مساعدة المستخدمين الحاليين له في الإقلاع عن التدخين. إن الإقلاع عن استخدام التبغ له فوائد فورية وفوائد طويلة الأمد. وتنطبق هذه الفوائد على جميع الفئات العمرية، حتى تلك التي تعاني بالفعل من مشاكل صحية مرتبطة بالتبغ.

ما هو دور الإقلاع عن التدخين في مكافحة التبغ؟

التبغ مسبب قوي للإدمان. ويرجع ذلك أساساً إلى أن منتجات التبغ توصل النيكوتين بسرعة إلى الدماغ. ويؤدي إدمان النيكوتين إلى تحفيز قوي لاستخدام التبغ، من أجل تخفيف المزاج السلبي والأعراض الجسدية الناجمة عن الامتناع. ويعتبر الاعتماد على التبغ حالة طبية مزمنة تتطلب التدخل المتكرر والمحاولات المتعددة للنجاح في الإقلاع عن التدخين.

معظم مستخدمي التبغ يريدون الإقلاع عن التدخين ولكنهم يجدون صعوبة في ذلك. ووجد المسح العالمي للتبغ بين الشباب أن 71% من الطلاب المدخنين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً في إقليم شرق المتوسط يريدون الإقلاع عن التدخين، ومن هنا تأتي أهمية تواجد عيادات للإقلاع عن التدخين وتوفر العلاجات المناسبة.

إن الإقلاع عن استخدام التبغ له فوائد منها إيقاف التدهور في وظيفة الرئة، وتصبح القدرة على المشي أسهل، وتزداد قدرات الرئة، ويتحسن مظهر الجلد، ويختفي السعال المزمن، وينخفض خطر الإصابة بأزمة قلبية. وعلى الأمد الطويل، يقلل الإقلاع عن التدخين من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والسكتة وأمراض الجهاز التنفسي. إن النيكوتين مسبب قوي للإدمان، ويؤدي بالذين يحاولون الإقلاع عن التدخين إلى مشقة بدنية ونفسية. إن التخلي عن هذه العادة، ليس سهلاً ولكنه ليس مستحيلاً أيضاً. ومن خلال التصميم وقوة الإرادة وبعض الاستراتيجيات العملية، فإن الصعوبات يمكن التغلب عليها.

الفوائد الصحية للإقلاع عن التبغ

* توقف التدهور الحاصل في وظائف الرئة خلال 48 ساعة من الإقلاع عن التدخين.

* في غضون ثلاثة أشهر، يصبح المشي أسهل، وتزيد قدرة الرئة، ويتحسن مظهر الجلد ويختفي شحوب الجلد الرمادي وتقل تجاعيده، ويختفي السعال المزمن ويقل خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

* وعلى الأمد الطويل، يقلل الإقلاع عن التدخين من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والسكتة وأمراض الجهاز التنفسي.

* الذين أقلعوا عن التدخين بعد الإصابة بأزمة قلبية تقل فرص إصابتهم بأزمة قلبية أخرى بنسبة 50%.

* يمكن للمدخنين الذين توقفوا عن التدخين قبل إصابتهم بمرض مرتبط بالتبغ أن يقللوا من معظم المخاطر المرتبطة بالتبغ في غضون سنوات قليلة.

* يعيش المدخنون السابقون عمراً أطول من المدخنين المستمرين في التدخين، ويزداد متوسط عمرهم المتوقع في جميع الفئات العمرية.

* كما أن للإقلاع عن التدخين فوائد صحية تعود على غير المدخنين الذين يتعرضون لدخان التبغ، على سبيل المثال، أطفال الآباء المدخنين ينخفض خطر إصابتهم بأمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو والأمراض المعدية التي تصيب الأذن. والإقلاع عن التدخين يفيد الصحة الإنجابية. وسيقلل الإقلاع عن التدخين من مخاطر العجز الجنسي، وصعوبات الحمل، والولادات المبكرة، وانخفاض وزن المواليد، والإجهاض.

- هناك عدد من التدخلات الفعالة للإقلاع عن التدخين منها:‬‬‬

* حملات التوعية المجتمعية للتشجيع على الإقلاع عن التدخين. ويمكن تحويل الأشخاص إلى خدمات الإقلاع عن التدخين وخطوط الهاتف الخاص بخدمات الإقلاع.

* إدماج مشورة الإقلاع عن التدخين في خدمات الرعاية الصحية. يمكن تذكير مستخدمي التبغ في كل زيارة بأن التبغ يضر صحتهم وصحة من حولهم. وينبغي تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية على السؤال عن استخدام التبغ، وتسجيل ذلك في ملفات المرضى وتقديم مشورة موجزة لهم وتحويلهم لعيادات الإقلاع عن التدخين.

* التدخلات الدوائية ببدائل النيكوتين، والتي تصدر عنها مستويات منخفضة من النيكوتين إلى الجسم من خلال لصاقات النيكوتين الجلدية، ومضغ العلكة، وأقراص المص، والأقراص، وبخاخات الأنف، وأجهزة الاستنشاق. يزيد العلاج ببدائل النيكوتين من فرص إقلاع المدخن عن التدخين بمقدار 1.5 مرة إلى مرتين.

* التدخلات السلوكية من خلال الخدمات المتخصصة لعلاج الاعتماد على التبغ. يشمل ذلك الدعم المنظم من مختصين مدربين مثل المشورة الجماعية أو الفردية. ويمكن تقديم ذلك في مواقع متنوعة وبأطقم مختلفة من العاملين في مجال الرعاية الصحية، بمن فيهم الأطباء والممرضات والقابلات وعلماء النفس والصيادلة. ويمكن أيضاً أن تُصمَّم خصيصاً لمجموعات مختلفة من الناس، من خلال مجموعات للرجال فقط ومجموعات للنساء فقط أو مجموعات للحوامل أو الشباب. ويمكن دمجها مع التدخلات الدوائية للحصول على أفضل تأثير.

* استشارية الصحة العامة - رئيسة جمعية أصدقاء الصحة

* المصدر: موقع منظمة الصحة العالمية