أكدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) انخفاض مؤشر أسعار الأغذية عالمية بنسبة 20.5% في شهر مارس 2023 على أساس سنوي، نتيجة التراجع العالمي في أسعار الحبوب والزيوت النباتية ومنتجات الألبان.وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب 138.6 نقاط في مارس 2023، بتراجع 18.6% عن مستواه قبل عام واحد. ويعكس التراجع هذا الشهر هبوطاً في الأسعار الدولية لجميع الحبوب الرئيسية.وقد سجلت الأسعار الدولية للقمح أكبر انخفاض مع نسبة 7.1% جراء وفرة الإمدادات العالمية منه والمنافسة القوية بين مصدّريه. كما أن تمديد مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب بما يتيح لأوكرانيا مواصلة التصدير من موانئها في البحر الأسود، قد ساهم أيضاً في هذا الانخفاض. وأفضت توقعات ارتفاع الإنتاج في أستراليا، إلى جانب تحسن أحوال المحاصيل في الاتحاد الأوروبي هذا الشهر، إلى توقع المزيد من الإمدادات العالمية.كما أدت المنافسة القوية من جانب الاتحاد الروسي، حيث لا تزال وفرة الكميات المتاحة تدعم الأسعار التنافسية، إلى مواصلة خفض الأسعار في الأسواق.وانخفضت أسعار الذرة العالمية كذلك بنسبة 4.6% في مارس بضغط من الكميات الموسمية المتاحة بفضل الحصاد في أمريكا الجنوبية، وتوقعات بناتج قياسي في البرازيل وتمديد مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب.ومن بين الحبوب الخشنة الأخرى، انخفضت الأسعار العالمية للشعير بنسبة 6.7% وللذرة الرفيعة بنسبة 5.7%، متأثرة بتداعيات الضعف في الأسواق الدولية للذرة والقمح. وقد تدنّت الأسعار الدولية للأرزّ بنسبة 3.2% في مارس، متأثرة بعمليات الحصاد الجارية أو الوشيكة في البلدان المصدّرة الرئيسية، بما فيها الهند وفييت نام وتايلند.فيما بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية 131.8 نقاط في مارس، وهو أدنى بكثير عن مستواه قبل عام واحد بنسبة تبلغ 47.7%. وكان الانخفاض في المؤشر النتيجة الصافية لتدني أسعار زيت فول الصويا وزيت بذور اللفت وزيت دوار الشمس الذي عوّض بصورة أكثر من كافية على ارتفاع الأسعار العالمية لزيت النخيل.وعاودت الأسعار الدولية لزيت النخيل ارتفاعها في مارس بعدما هبطت للشهر الثالث على التوالي. وإلى جانب تراجع مستويات الإنتاج في جنوب شرق آسيا بسبب الطقس غير المؤاتي والفيضانات في بعض المناطق المزروعة، تلقت أسعار زيت النخيل دعماً إضافياً من الإمدادات العالمية المحدودة القابلة للتصدير وسط القيود المؤقتة التي تفرضها إندونيسيا على التصدير.وعلى النقيض من ذلك، استمر انخفاض الأسعار العالمية لزيت فول الصويا في أعقاب تراجع أسعار فول الصويا الدولية. وفي الوقت نفسه، واصلت أسعار زيت بذور اللفت وزيت دوار الشمس هبوطها، مدعومة، على التوالي، بإمدادات عالمية وافرة وبالطلب العالمي الضعيف على الواردات منها.فيما بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار منتجات الألبان 130.3 نقاط في مارس، أي بانخفاض 10.7% عن مستواه خلال الشهر نفسه من العام المنصرم. وكان الانخفاض في مارس مدفوعاً بتراجع أسعار الأجبان والحليب المجفف، في حين ارتفعت أسعار الزبدة.وكان الانخفاض في الأسعار الدولية للأجبان مدعوماً بتباطؤ المشتريات من قبل معظم كبار المستوردين في آسيا، وسط زيادة توافر الكميات المتاحة للتصدير، بما في ذلك المخزونات، لدى كبار المصدرين. وانخفضت أسعار الحليب المجفف للشهر التاسع على التوالي، ما يعكس في المقام الأول تباطؤ الطلب على الواردات، خاصة بالنسبة إلى عمليات التسليم القريبة الأجل والارتفاع الموسمي في إنتاج الحليب في أوروبا الغربية.وعلى النقيض من ذلك، ارتفعت أسعار الزبدة بسبب الطلب القوي على الواردات، خاصة من بلدان شمال وجنوب شرق آسيا، بالنسبة إلى الإمدادات من أوسيانيا، حيث كان الانخفاض الموسمي في إنتاج الحليب أقل بشكل طفيف من المستويات السائدة.وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر127.0 نقطة في مارس وهو ما يمثل ثاني زيادة شهرية على التوالي، محققاً أعلى مستوياته منذ أكتوبر الأول 2016. وتعزى الزيادة في الأسعار بمعظمها إلى المخاوف بشأن انخفاض توافر السكر على الصعيد العالمي في الفترة 2022/2023، في أعقاب توقعات تراجع الإنتاج في الهند وتايلند والصين.ومع ذلك، فإن التوقعات الإيجابية لمحاصيل قصب السكر في البرازيل التي أوشك حصادها قد حدّت من الضغط المؤدي إلى ارتفاع أسعار السكر حول العالم. وقد ساهم انخفاض الأسعار الدولية للنفط الخام، الذي يشجع على زيادة استخدام قصب السكر في إنتاج السكر في البرازيل، إلى جانب ضعف الريال البرازيلي مقابل الدولار الأمريكي، في الحد من الزيادة الشهرية للأسعار العالمية للسكر.