ارتفاع أسعار السكر لمستويات قياسية

أكدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ارتفاع أسعار السكر إلى مستويات منذ أكتوبر 2011 إلى جانب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، فيما انخفضت أسعار الحبوب والزيوت النباتية والألبان في الأسواق العالمية.

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب 136.1 نقطة في أبريل بانخفاض 19.8% عن مستواه المسجل قبل سنة من الآن. وقد عوّض تراجع الأسعار العالمية للحبوب الخشنة الرئيسية الزيادة في أسعار الأرزّ من شهر إلى آخر.



وتراجعت الأسعار الدولية للقمح بنسبة 2.3% خلال شهر أبريل حيث وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ شهر يوليو 2021، وذلك بشكل رئيسي بسبب توفر كميات كبيرة مخصصة للتصدير من الاتحاد الروسي وأستراليا.

أما أحوال المحاصيل الملائمة في أوروبا، إلى جانب الاتفاق الذي أُبرم في نهاية أبريل والذي يسمح للحبوب من أوكرانيا بالعبور في بلدان الاتحاد الأوروبي التي كانت قد فرضت قيوداً على استيراد الحبوب من أوكرانيا في وقت سابق من الشهر نفسه، فقد ساهمت بدورها في تهدئة المناخ العام في الأسواق.

وانخفضت بدورها الأسعار العالمية للذرة بنسبة 3.2% في أبريل، وذلك بشكل رئيسي بسبب وجود عرض موسمي أعلى في أمريكا الجنوبية في ظلّ استمرار عمليات الحصاد والتوقعات الملائمة التي تشير إلى تسجيل إنتاج قياسي في البرازيل. ومن بين الحبوب الخشنة الأخرى، تراجعت الأسعار العالمية للشعير والذرة الرفيعة بنسبة 4.3% و0.3% على التوالي، ما يعكس ضعف الطلب العالمي وتأثرها بضعف الأسواق الدولية للذرة والقمح. وفي المقابل، أدّت عمليات البيع إلى الشارين في آسيا إلى رفع الأسعار الدولية خلال شهر أبريل. ونتيجة لذلك، عكست أسعار تصدير الأرزّ معظم التراجع المسجل في شهر مارس 2023.

إلى ذلك تراجع متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية في أبريل للشهر الخامس على التوالي. ويدلّ استمرار تراجع مؤشر الأسعار إلى تضافر تأثيرات استقرار الأسعار العالمية لزيت النخيل وتدني أسعار زيوت الصويا وبذور اللفت ودوار الشمس.

وحافظت الأسعار الدولية لزيت النخيل على نفس مستواها تقريبًا، بعدما شهدت انتفاضة طفيفة خلال شهر مارس/آذار، في حين عوّض الدعم الذي وفّرته كميات محدودة للعرض من جانب المنتجين الرئيسيين عن الضغط إلى الأسفل نتيجة الطلب الخجول على الواردات من البلدان المستوردة الرئيسية. وفي المقابل، واصلت الأسعار العالمية لزيت الصويا تراجعها وذلك إلى حد كبير بفعل الضغط الموسمي على المحاصيل في ظلّ احتمال تسجيل محصول قياسي لفول الصويا في البرازيل رغم توقعات الإنتاج الأدنى بكثير في الأرجنتين. وفي هذه الأثناء، واصلت الأسعار الدولية لزيوت بذور اللفت ودوار الشمس تراجعها أيضاً خاصة بفعل وجود كميات عالمية وافرة للعرض المخصص للتصدير.

وبلغ متوسط مؤشر أسعار منظمة الأغذية والزراعة للألبان 124.6 نقاط خلال شهر أبريل أي بتراجع قدره 15% عن مستواه المسجل قبل سنة من الآن. وفي شهر أبريل، انخفضت الأسعار الدولية للحليب المجفف للشهر العاشر على التوالي خاصة بسبب تأثيرات استمرار الطلب المحدود على الواردات على نطاق العالم. وقد حال شراء الصين كميات إضافية والتراجع الموسمي في كميات العرض من نيوزيلندا دون حدوث انخفاض أكبر في الأسعار العالمية للحليب المجفف الكامل الدسم، في حين أنّ الارتفاع الحالي في العرض من أوروبا الغربية قد أدى إلى ضغط إضافي نحو الأسفل على أسعار الحليب المجفف الخالي من الدسم. وتراجعت بدورها أسعار الأجبان، وهو ما يدل بشكل خاص على ارتفاع الكميات المتاحة للتصدير في أوروبا الغربية حيث يجري نقل كميات إضافية من الحليب إلى قطاع إنتاج الأجبان في ظلّ الارتفاع الموسمي في إنتاج الحليب. وفي المقابل، بقيت الأسعار العالمية للزبدة مستقرة بالإجمال حيث كانت كميات العرض الإضافية كافية في العموم لتلبية الطلب الإضافي على الواردات بالنسبة إلى عمليات التسليم في الأجلين القصير والطويل.

وارتفع متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم الحمراء إلى 114.5 نقاط في أبريل. وارتفعت بدورها الأسعار الدولية للحوم الأبقار نتيجة انخفاض أعداد الأبقار المخصصة للذبح، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكيّة. وفي هذه الأثناء، بقيت أسعار لحوم الغنم مستقرة إلى حد كبير حيث كانت الكميات العالية المتاحة للتصدير من أوسيانيا مضاهية تقريباً لارتفاع الواردات من آسيا وبلدان الشرق الأوسط.

وفي شهر أبريل، ارتفعت مجدداً الأسعار العالمية للحوم الدواجن بعد تسعة أشهر من التراجع المستمر بموازاة ارتفاع الطلب على الواردات من آسيا واستمرار القيود المفروضة على العرض نتيجة تفشي إنفلونزا الطيور في العديد من المناطق.

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر 149.4 نقاط خلال شهر أبريل أي بارتفاع قدره 17.6% عما كان عليه في شهر مارس وهذه هي الزيادة الشهرية المتتالية الرابعة وأعلى مستوى مسجّل منذ شهر أكتوبر 2011. وكان الارتفاع الكبير في الأسعار بشكل رئيسي نتيجة ازدياد المخاوف بشأن انحسار الكميات المتاحة عالمياً في الموسم 2022/2023 في أعقاب المراجعة إلى الأسفل لتوقعات الإنتاج في كل من الهند والصين، إلى جانب إنتاج أقلّ مما كان متوقعًا في تايلند والاتحاد الأوروبي.

ورغم التوقعات الإيجابية بالنسبة إلى محاصيل قصب السكر في عام 2023 في البرازيل، فإنّ الانطلاقة البطيئة لعملية الحصاد بسبب هطول كميات من الأمطار فاقت المعدلات، قد عززت الأسعار بقدر أكبر. وساهم أيضاً ارتفاع الأسعار الدولية للزيوت الخام وارتفاع قيمة الريال البرازيلي في مقابل الدولار الأمريكي في الزيادة الإجمالية في الأسعار العالمية للسكر.