يتأهب الهولندي فيرجيل فان دايك، أحد أقوى المدافعين في العالم، للظهور في أول بطولة عالمية كبرى بعد بداية مسيرة متعثرة، عندما يقود دفاع "البرتقالي" في مونديال قطر 2022، الاثنين أمام السنغال على استاد الثمامة.

من مراهق أهمله فريق فيليم 2 تيلبورج وقلل من قدراته جرونينجن، تحول فان دايك إلى أغلى مدافع في العالم، عندما انضم لليفربول الإنجليزي مقابل 75 مليون جنيه إسترليني قادما من ساوثهامبتون عام 2018.

في أول ظهور له على أرضه، لم يتأخر فيرجيل في بناء جسور الثقة مع جماهير أنفيلد، وسرعان ما كسب ودها بتسجيله هدف الفوز أمام إيفرتون في ديربي ميرسيسايد.



كما تزامن موسمه الأول مع ليفربول مع بلوغ الفريق نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي خسره أمام ريال مدريد الإسباني (1-3).

لكن فان دايك، تألق في الموسم التالي وساهم في قيادة الريدز للفوز باللقب الأوروبي للمرة السادسة في تاريخه بعد التغلب على توتنهام، بعد أسابيع فقط من خسارته سباق الدوري الممتاز، عندما وصل إلى 97 نقطة متخلفا بفارق نقطة وحيدة عن البطل مانشستر سيتي.

بفارق قليل من النقاط، خسر المدافع الهولندي الصلب، جائزة الكرة الذهبية 2019 أمام ليونيل ميسي لكنه حصل على تقدير أقرانه بفوزه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الممتاز.

خلال موسم 2019-2020 المتعثر بسبب جائحة كوفيد-19، خاض فيرجيل كل الدقائق المتاحة مع فريقه، في موسم أنهى خلاله ليفربول عقدة 30 عاما لإحراز اللقب، لكن غياب المدافع العملاق كان مؤثرا جدا في الموسم التالي بعد إصابته في تصادم مع حارس إيفرتون جوردان بيكفورد في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2020.

أدى تمزق في الرباط الصليبي الأمامي في القدم اليمنى إلى ابتعاد فان دايك لأكثر من 9 أشهر، فغاب صيف 2021 عن كأس أوروبا. وقتذاك، خدع الهولنديون في البداية القوية وتصدرهم مجموعتهم، قبل الخروج من ثمن النهائي أمام التشيك.

تأخر التحاق فان دايك بمنتخب بلاده حتى 2015، مما أفقده فرصة التواجد في مونديال البرازيل 2014.

ورغم زيادة عدد منتخبات كأس أوروبا إلى 24، أخفقت هولندا في التأهل إلى نسخة 2016، فتبددت أحلام المدافع في المشاركة في بطولة كبيرة، لتتواصل خيباته بعدها بالفشل في بلوغ مونديال روسيا 2018.

**

وحش بشري

يصف النرويجي إرلينج هالاند، الهداف الجديد لمانشستر سيتي، مدافع ليفربول، بأنه "وحش بشري".

يقول فان دايك (31 عاما) لشبكة بي بي سي إنه لم يتحول من "ظهير أيمن بطيء" إلى موقعه الحالي، حتى زاد طوله 18 سنتيمترا في الصيف الذي بلغ فيه عامه الـ 17.

أثناء وجوده في أكاديمية فيليم 2، عمل فان دايك بدوام جزئي في غسيل الأطباق في مطعم بريدا، لكن تدخل مارتن كومان، والد النجمين السابقين رونالد وإيرفين، كان نقطة التحول في شق قائد هولندا لمشوار التألق.

اكتشف كومان الأب، فيرجيل أثناء عمله في جرونينجن، وهو النادي الذي انضم إليه في انتقال مجاني عام 2010، فظهر للمرة الأولى في العام التالي، لكنه أصيب بمرض التهاب الصفاق والتسمم الكلوي، عندما كان في ال 20 من عمره.

قال لمجلة فوتبول إنترناشونال "أتذكر كيف كنت مستلقيا على السرير، والشيء الوحيد الذي استطعت رؤيته هو الأنابيب".

وأضاف فان دايك "جسدي كان مكسورا. لم أستطع فعل أي شيء"، كاشفا أنه وقع على إرادة الاستعداد للأسوأ.

تعافى بسرعة وأثار الإعجاب من جديد، لكن الأندية الهولندية الكبرى لم تخطب وده، مما مهد الطريق لانتقاله إلى سلتيك الأسكتلندي عام 2013.

وبعد موسمين في اسكتلندا، أثار فان دايك إعجاب ساوثهامبتون، فاستعاد اللاعب العلاقة مع رونالد كومان هذه المرة، مدرب النادي الواقع في الساحل الجنوبي لإنجلترا.

لفت فان ديك أنظار ليفربول، فتقدم المدافع الهولندي بطلب الرحيل، ليغادر في يناير/ كانون الثاني 2018.

بعد فترة وجيزة من تجربة ليفربول، منح كومان مدافعه القوي قيادة "الطواحين"، وهو يتطلع اليوم، إلى فرصته الأولى في أكبر البطولات العالمية من خلال مونديال قطر لكن تحت قيادة لويس فان جال.