بعدما ألمح نجم بلجيكا كيفن دي بروين إلى نهاية حقبة الجيل الحالي، بإقراره أن كأس العالم في قطر ستكون على الأرجح الأخيرة له، يمتلك "الجيل الذهبي" لـ"الشياطين الحمر"، فرصة أخرى، للتخلي عن سمعته كمتخلف مستمر عن حصد الألقاب في المواعيد الكبرى.

ففي ظل تشكيلة من النجوم تضم إلى جانب دي بروين، الحارس المتألق تيبو كورتوا، القائد إيدين هازارد والدبابة البشرية المصابة راهناً روميلو لوكاكو، تُصنّف بلجيكا كواحدة من المرشحين البارزين في المونديال.

وكان الفوز الودي على هولندا (4-2) عام 2012، بمثابة نقطة التحول لهذا الجيل، إذ ارتقى منذ ذاك الوقت إلى مستوى المنتخبات المنافسة.



وبعد التأهل إلى ربع نهائي كأس العالم 2014، خسرت بلجيكا أمام الأرجنتين، لكنها تقدمت خطوة إلى الأمام بعدها بأربع سنوات، بتأهلها إلى نصف النهائي وخسارتها أمام فرنسا (حاملة اللقب) فيما اعتبر، حتى الآن، أفضل نتيجة في حقبة كان منتظرًا أن يحقق الشياطين الحمر خلالها الكثير.

فبالنسبة لمنتخب يُنظر إليه على أنه مرشح محتمل باللقب، لم يكن الخروج من ربع نهائي كأس أوروبا في نسختي 2016 و2020 مجزيًا بما فيه الكفاية، ما أدى إلى تصنيف بلجيكا على أنها "ضعيفة الإنجاز".

وفي تقييم لاذع لفشل المنتخب بالفوز بأي لقب، شكّك المدرب السابق لبلجيكا جورج ليكنز في عقلية منتخب المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز.

وقال ليكنز "بدون لقب، صعدنا إلى المركز الأول في تصنيف فيفا (الاتحاد الدولي)، لكن هذا المركز لا يعني شيئًا".

ويضيف "عندما لا تجرؤ على القيام ببعض الأمور، لن تمتلك شيئاً، هذه العقلية وإرادة الفوز غير موجودة في مجموعة مارتينيز".

ومع بلوغ الغالبية العظمى من نجوم بلجيكا مرحلة الثلاثينيات، يبدو أن كأس العالم المقبلة ستكون آخر محطات هذا الجيل.

وفيما تمثل المواهب الناشئة مثل لويس أوبيندا (22 عامًا)، شارل دي كيتلار (21 عامًا) وأمادو أونانا (21 عامًا) الأمل لمستقبل مشرق لبلجيكا، يبدو أن نجوماً حاليين مثل دي بروين، هازارد (31 عامًا) ، كورتوا (30 عاماً)، توبي ألديرفيريلد (33 عاماً)، يان فيرتونجن (35 عاماً)، أكسل فيتسل (33 عاماً)، ودريس ميرتينز (35 عاماً) سيعتزلون أو سيقدمون أفضل وآخر ما لديهم قبل حلول كأس العالم المقبلة عام 2026.

***

لم نفز بأي شيء

اعترف هازارد قاد المنتخب منذ 2015، أن فريقه يواجه لحظة حاسمة عندما يشارك في مونديال قطر "هناك دائمًا حديث عن الجيل الذهبي، وهناك بعض الحقيقة في ذلك، لقد أمضينا ما يقرب من 10 سنوات معًا".

وأضاف "بالطبع، لدينا جيل مذهل من اللاعبين، لكننا لم نفز بأي شيء بعد، إذا كنا نريد حقًا كسب لقب الجيل الذهبي هذا، أعتقد أن هذا هو الشيء الوحيد الذي ما زلنا بحاجة إلى إثباته".

ويأمل مارتينيز، في عامه السادس كمدرب لبلجيكا، بأن يحفّز شعور دي بروين بعدم خوضه نهائيات كأس العالم مرة أخرى، بقية اللاعبين الذين بلغوا أيضًا الثلاثين من العمر".

وسيُحضِر لاعب خط وسط مانشستر سيتي عائلته إلى قطر لمتابعة المباريات، إذ يرغب بأن يتابعه أطفاله وهو يلعب في كأس العالم، لمرّة واحدة على الأقل.

وتستهل بلجيكا مشوارها الأربعاء أمام كندا على ستاد أحمد بن علي في الريان، ضمن مجموعة سادسة تجمع أيضاً كرواتيا والمغرب.

***

أطفال دي بروين

يقول دي بروين "عائلتي ستنتقل إلى قطر في دور المجموعات، من الواضح أنني أبلغ من العمر 31 عامًا، ولا أعرف ماذا سيحدث خلال السنوات الأربع المقبلة. هذه المرة الأولى التي سيتمكن أولادي من الحضور إلى كأس العالم".

يتابع "هذا هو سبب قدومهم للمونديال، سيكون حدثًا خاصًا، ولا أريد أن يفوتهم، تتراوح أعمارهم بين ستة، أربعة، وعامين، الولدان يتابعان كرة القدم قليلاً، لكن ابنتي الصغيرة لا (..)، لكن يمكنها الذهاب والاستمتاع بالشمس واللعب في المسبح".

يعتبر صاحب 25 هدفاً في 94 مباراة دولية "هذه الأحداث رائعة وكبيرة ويتابعها الجميع، لكن لا جدوى من التوتر بسببها".

ويختم دي بروين، الذي انضم للمنتخب الأول عام 2013 "أنا متحمسٌ، سيكون المونديال الثالث لي، وهو دائمًا حدثٌ مميز".

ومع الإعجاب الذي يحصده منتخب "الشياطين الحمر"، على نطاق واسع، بالتزامه اللعب الهجومي، لن تكون عائلة دي بروين الوحيدة التي تأمل أن يرتقي رجال مارتينيز أخيرًا إلى مستوى إمكانياتهم في مونديال قطر.