وليد عبدالله

خروج فريق نادي الرفاع من نهائي منطقة الغرب "الدور قبل النهائي" لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي لم يكن خروجاً عادياً، بل كشف وراءه المستور في أسلوب لعب الفريق، الذي كان يعاني وبشكل واضح من مشاكل فنية تسببت في تلقيه هزيمة قد تكون تاريخية للفريق من أمام فريق السيب العماني، والذي نجح في تحقيق فوز مستحق ببلوغ نهائي المسابقة.

المحلل الفني خالد جاسم النصف أشار في تصريحه لـ"ملاعب" إلى أن الرفاع خسر المباراة في نقطتين، الأولى عندما تحدث عن التعامل مع الإشكالية التي واجهت الفريق على مستوى الحصة التدريبية التي سبقت المباراة وملعب التدريب بشكل غير احترافي، مما تسبب في خروج لاعبي الفريق من أجواء المنافسة والمباراة، وهيج الشارع الرياضي العماني وتحديداً جمهور نادي السيب، الذي يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة والذي وقف خلف فريقه وسانده بشكل واضح في هذه المواجهة، وهذا ما تسبب كذلك في عمل فارق معنوي كبير لصالح الفريق العماني، مضيفاً أن الجهاز الفني والإداري للرفاع كان من المفترض أن يحتوي هذه المشكلة وأن يتعامل معها بشكل احترافي، وليس كما تابع الجميع في تعامله مع ما حدث بشكل خاطئ، والذي منح الفريق العماني دفعة معنوية كبيرة من خلال مؤازرة جماهيره.



وقال النصف: "إن النقطة الثانية وهي الحديث عن المباراة بشكل فني، فالرفاع في هذا الموسم والموسم الماضي بالتحديد يعاني من مشاكل فنية، ولكن الفرق في البحرين لم تستطع كشف العيوب بشكل واضح مثل ما حدث في مباراة السيب. الرفاع يعاني في عملية الارتداء الدفاعي كمنظومة وكخط خلفي. والفريق لديه أسلوب هجومي واحد لا يتغير، حيث كان على الجهاز الفني تطوير هذا الأسلوب ولكن للأسف لم يحدث ذلك. أي بمعنى أن الرفاع كان كتاباً مفتوحاً لجميع المنافسين، من خلال الاعتماد على التدرج من الخطوط والوصول للثلث الأخير ومن ثم عمل الاختراقات عبر الاعتماد على المجهودات الفردية في عملية خلق واحتلال المساحة. ولكن المفاجأة، أن الرفاع اصطدم بإيقاع لعب مغاير وسريع من قبل الفريق العماني. وتكمن مشكلة الرفاع أنه عندما يعاني من الضغط يخسر الكرات، وهذا ما حدث بالتحديد في مباراته مع فريق الخالدية في كأس السوبر وبالتحديد في شوط المباراة الثاني".

وأضاف: "إن إيقاع لعب الدوري البحريني مناسب للرفاع، ولكن عندما اصطدم الفريق بإيقاع لعب أسرع، هنا بدأت العيوب بالظهور، خصوصاً وأن الرفاع افتقد لتطبيق أسلوبه في المباراة، لأنه كان تحت الضغط، أي بمعنى أن الفريق انكمش في المناطق الخلفية، والفريق يفتقد للاعبين المميزين من الناحية الفردية والذين يمتلكون الإمكانيات في احتواء الكرة وعملية احتواء هذا الضغط والتغلب على المنافس".

وتابع قائلاً: "وللأسف الرفاع لا يمتلك هذه النوعية من اللاعبين، ولا يمتلك مرونة تكتيكية، أي بمعنى أن يكون هناك تغير لطريقة لعب وأسلوب اللعب كالضغط العالي والضغط المنخفض وطريقة اللعب وفك عملية الضغط والخروج من تحت الضغط واللعب بسرعة واللعب بلمسة. فلاعبو الرفاع متأخرون في اتخاذ القرار في حالة الارتداد من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية، عكس لاعبي السيب الذين يمتلكون التنفيذ واتخاذ قرار اللعب، حيث يمتاز لاعبو الفريق بالسرعة، يمكنهم اللعب من لمسة والانتشار بسرعة واللعب بلمسة سريعة مما يساعد على خلق المساحة. هنا الرفاع انكشف عندما اصطدم بمنافس أسرع منه، ولم يستطع التعامل مع قوة المنافس وضاع أسلوب لعبه عندما انكمش في الخط الخلفي. فالجميع اعتاد على أن الرفاع هو من يبادر باللعب والاستحواذ، أي بمعنى أنه يبادر بالفعل، ولكن الرفاع في هذه المباراة اعتمد على ردة الفعل. والرفاع عندما يعتمد على ردة الفعل يخطئ. فيجب على الفريق تصحيح المسار، مهنئاً السيب العماني بهذا الفوز والوصول للنهائي، ومتمنياً حظاً أوفر لممثل الكرة البحرينية فريق الرفاع في المشاركات القادمة.