لا أدري كيف تقبل جماعات الولي الفقيه (العربية) أن تعرضهم إيران كأوراق للتفاوض تتنازل عن بعضهم مقابل الاحتفاظ بالبعض الآخر؟ خاصة بعد أن أحرق هؤلاء العبيد جميع مراكبهم مع دولهم ولجؤوا للمظلة الإيرانية؟ فالتنازل عنهم في هذه الحالة سيتركهم عراة معزولين في شتاء عربي قارس.

إيران التي تجد نفسها الآن مجبرة على التفاوض على مواقعها في سوريا في الاجتماعات التي جرت وتجري في سوتشي والأستانة وجنيف مع أطراف دولية كروسيا وأمريكا ستجد نفسها مضطرة للتخلي عن بعض من حلفائها في المنطقة مقابل الاحتفاظ بالآخرين.

مجرد وضع الحلفاء للتخلي أو الاحتفاظ في أي عملية تفاوضية يحولهم إلى عبيد عرضة للبيع والمساومة في سوق النخاسة الدولي حيث يتم التخلي عن حلفاء مقابل الاحتفاظ بالآخرين.

ليس هذا فحسب، بل إن الذلة تكسو هؤلاء الحلفاء حين تأمرهم إيران بنشاط أو ممارسة تخفض من سعرهم أو تزيده وفقاً للمصلحة الإيرانية التفاوضية، تماماً كما يطلب من الجواري التعري أمام المشترين في سوق النخاسة!!

الذي يعلم شطارة تاجر البازار الإيراني يعرف قدرته على رفع سعر بعض السلع وتخفيض البعض الآخر، فيرفع من سعر العبد الضعيف الهزيل المريض، ويبعد الأنظار عن العبد القوي علّ المشتري يصرف نظره عنه ويقبل على السلع الأخرى المعروضة للبيع.

لذلك تحاول إيران أن توهم المفاوض الدولي أن حزب الله عبد يطيعها وأنها إن أمرته بالهدوء سيلتزم لذلك صدر أمر السيد الإيراني له بالتهدئة في خطابه مع المملكة العربية السعودية في لبنان تحديداً، فوجدنا المدعو النائب (وئام وهاب) الذي كان يتبجح ويشتم وصوته عال على السعودية في جميع مقابلاته المتلفزة، رأيناه كيف كان حملاً وديعاً في لقائه الأخير مع تلفزيون الجديد ولم يرد حتى على تهديدات ثامر السبهان بأن السعودية ستقطع اليد التي تمتد لها، وحين ضغط عليه طوني خليفة حول الأسباب التي أجبرته على تغير نبرة صوته وخطابه، أجاب بكل صراحة بأنهم مأمورون بالتهدئة وعدم التصعيد الآن!!

إيران لا تستطيع تحمل أعباء نصف مليون لبناني سيعودون للبنان وويواجهون حسن نصر الله ويطالبونه بتعويضهم عن خسائرهم وسيكون حزب الله مسؤولاً عن انقطاع 7 مليار دولار عن الخزينة اللبنانية هي تحويلات اللبنانيين من دول الخليج، هذا استنزاف كبير للميزانية الإيرانية لا يمكن أن تتحمله الآن، وليس واضحاً ما سستفر عنه اجتماعات سوتشي وجنيف من اقتطاعات للنفوذ الإيراني في سوريا أو ربما في العراق أو في اليمن، وهذا أيضاً إحراج للحرس الثوري الإيراني الذي تبجح بأنه يسيطر على القرار في أربع عواصم عربية.

لهذه الأسباب سيقبل العبد الإيراني في لبنان الذل ويخفض من صوته الآن، ويهدئ التصعيد على الجبهة اللبنانية والسورية ليتوارى في الظل، أما العبيد الآخرين الذين هم في الخليج فتحاول إيران أن ترفع من سعرهم بزيادة نشاطهم كي تبيعهم إما مفرداً أو بالجملة مقابل الاحتفاظ بالعبد القوي.

لذلك فهيهات منا الذلة شعار لا يمكن أن ترفعه جارية وهي تستعرض مفاتنها للمشتري في الأيام القادمة.

اما الكلمة الأخيرة فالحمد لله أننا في البحرين حسمنا الأمور في الوقت المناسب ولو كنا تأخرنا لكانت البحرين اليوم هي ضمن الأوراق التفاوضية الإيرانية في سوق النخاسة لعبيد إيران في سوتشي والأستانة وجنيف!!