الشرق الأوسط

تدور معارك هي الأعنف من نوعها لليوم الثاني على التوالي بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» حول سلاح المدرعات جنوب الخرطوم، ومحيط سلاح المهندسين جنوب أمدرمان.

وقال شهود عيان تحدثوا إلى «وكالة أنباء العالم العربي (AWP)»، إن قوات «الدعم السريع» عاودت الهجوم صباح اليوم الاثنين، على مقر سلاح المدرعات، وتمكنت من اقتحامه بعد تخطي الأسوار الشرقية والجنوبية.

وقالت قوات «الدعم السريع» عبر «فيسبوك» إن «جسارة قواتها تحطم أسطورة سلاح المدرعات في معارك اليوم»، ونشرت مقاطع مصورة لأفراد يتبعونها من داخل أسوار المدرعات التي وصفتها بـ«القلعة الاستراتيجية للفلول».

وكانت قوات «الدعم» شنت فجر الأحد هجوماً مكثفاً على سلاح المدرعات من 3 محاور. وأعلن الجيش في بيان أنه تصدى للهجوم على معسكر الشجرة وأوقع في صفوف المهاجمين مئات القتلى والجرحى. وأشار إلى أنه دمر 5 مدرعات ودبابة ومركبات قتالية «بعدما لاذت قوات (الدعم السريع) بالفرار».

وأكد بيان الجيش أن «قوات (الدعم السريع) أطلقت قذائف (هاون) خلال الانسحاب، مما أدى إلى مقتل 6 مدنيين وجرح عدد آخر».

كما أفاد الشهود بأن أصوات القصف المدفعي المتبادل بين الطرفين، وأصوات الانفجارات التي تهز أرجاء جنوب الخرطوم منذ صباح اليوم، لا تزال مستمرة؛ خصوصاً باتجاه تمركزات قوات «الدعم السريع» جنوب المدينة وشرقها.

وعقب سقوط رئاسة مقر شرطة الاحتياطي المركزي جنوب الخرطوم، في يونيو (حزيران) الماضي، فرضت قوات «الدعم السريع» حصاراً على معسكر سلاح المدرعات، كما أحكمت الحصار على مقر القيادة العامة للجيش شرق الخرطوم وسلاح المهندسين جنوب أمدرمان.

وتحولت أحياء مدينة أمدرمان إلى مسرح للعمليات العسكرية اليومية بين الجيش وقوات «الدعم السريع» منذ مطلع أغسطس (آب) الحالي للسيطرة على «جسر شمبات» الحيوي الذي يربط بين مدينة أمدرمان والخرطوم بحري، ويعد خط الإمداد الرئيسي لقوات «الدعم» من غرب البلاد إلى مدن العاصمة الثلاث.

وتسيطر قوات «الدعم السريع» على الجزء الأكبر من ولاية الخرطوم، بينما يسعى الجيش إلى قطع طرق الإمداد عبر الجسور التي تربط مناطق أمدرمان وبحري والخرطوم، التي تشكل العاصمة الأوسع على جانبي نهر النيل.

وتوصل الطرفان المتحاربان إلى اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار بوساطة من السعودية والولايات المتحدة، لكن المفاوضات التي جرت في جدة عُلّقت مطلع يونيو الماضي، بعد أن تبادلا الاتهامات بانتهاك الهدنة بينهما، وهو اتهام يكيله كل طرف للآخر بشكل متكرر.

وأعربت «بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)» عن قلقها إزاء ازدياد مستوى العنف مؤخراً في المناطق المأهولة في ولايتي جنوب وغرب كردفان.

وذكرت في بيان الأحد أن التقارير تشير إلى أنّ أجزاء من مدينة كادوقلي جنوب كردفان تعرّضت للقصف من قبل «الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال - جناح عبد العزيز الحلو» في 16 أغسطس الحالي «وتبع ذلك قصف عنيف واشتباكات مسلّحة بين (الحركة الشعبية) والقوات المسلحة؛ ما أدى إلى نزوح السكان المحليين وإصابات في أوساط المدنيين».

وقال البيان إن مدينة الفولة بغرب كردفان تعيش حالة اضطراب منذ 16 أغسطس بسبب تصاعد حدة القتال بين القوات المسلحة وقوات «الدعم السريع»، لافتاً إلى أن المكاتب الحكومية والمصارف، وكذلك مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، تعرضت للنهب... وأن القتال توقف وعاد الهدوء للمدينة بفضل جهود القيادات القبلية المحلية.

وقال رئيس البعثة، فولكر بيرتس، إن التطورات العسكرية الأخيرة تستدعي الشجب؛ «إذ إن ولايتي كردفان هاتين نجحتا في تفادي المواجهات العسكرية واسعة النطاق في الأماكن المأهولة بالسكان خلال الأشهر الماضية». وتابع: «يجب أن تتوقف كلّ الأعمال العسكرية وعمليات التعبئة فوراً، لرفع المعاناة عن السكان المتأثرين، وينبغي على الأطراف المتحاربة أن تعود للحوار لتسوية خلافاتها».

وناشد جميع الأطراف العسكرية «الامتناع عن الأفعال التي يمكن أن تسبّب مزيداً من النزاع المسلح»، كما شدد على «ضمان حماية السكان المدنيين والبنى التحتية».