اتخذت العلاقات البحرينية الصينية وخصوصاً على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية منحنى أكثر إيجابية وشمولاً، توجتها زيارة الدولة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المُعظم إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة، للدفع بالعلاقات قُدُماً في كافة المجالات المشتركة في البلدين الصديقين، وما أدلَّ على قوة العلاقات إلا تأكيد البيان المشترك بشأن إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية، حيث تأتي الزيارة في ظل تطورات سياسية واقتصادية إقليمياً.

وقبل ذلك، كانت الزيارة الأخيرة لملك البلاد المعظم إلى جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة بناء على دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناجحةً بكل المقاييس، حيث تمّ خلالها إجراء مباحثات مشتركة تناولت تعزيز علاقات الصداقة والتعاون، ومناقشة التطورات الإقليمية والدولية الراهنة وتبادُل وجهات النظر تجاه قرارات القمة العربية الثالثة والثلاثين التي استضافتها البحرين مؤخراً، إلى جانب ما تمّ توقيعه خلال الزيارة من اتفاقيات التعاون ومذكّرات التفاهم بين البلدين في المجالات الثقافية والتجارية والصحية والأكاديمية وغيرها، كل ذلك من شأنه أن يساهم في تعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات.

وتأتي زيارة جلالة الملك المعظم إلى كلٍّ من روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية، في إطار تعزيز التعاون الاستراتيجي وتقريب وجهات النظر حيال القضايا العربية ومواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، الأمر الذي سيؤدي إلى تحقيق التكامل المشترك من أجل وقف التوترات التي تمر بها المنطقة العربية والعالم أجمع.

وبالعودة، إلى زيارة جلالته إلى جمهورية الصين الشعبية الحالية ومشاركته في الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في العاصمة الصينية بكين، نجد أنها تحمل دلالات وبشارة خير لكافة الشعوب العربية والعالمية، لما يشكّله المنتدى من أهمية كبرى لتعزيز التعاون الصيني العربي في مواجهة كافة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة التي تنشدها كافة الشعوب العربية.

سأتوقف قليلاً، عند العلاقات الصينية-العربية، والتي بدأت بمفهومها المؤسسي الحديث منذ مطلع سبعينات القرن الماضي، حيث أخذت طابعاً دبلوماسياً أكثر استقراراً ورسوخاً، الأمر الذي ميّز العلاقات بين الجانبين منذ تأسيسها، ومن ثَمَّ انطلقت بعدها عقودٌ من التعاون المثمر والبنّاء والتقارب على كافة المستويات، وصولاً إلى الشراكة الاستراتيجية المتميّزة، هذه العلاقة بكلِّ تأكيد ستساهم في خلق بيئة استثمارية جذابة سيجني أثرها المواطن العربي بكلِّ تأكيد على أعتبار إن المواطن العربي محور الاهتمام، خصوصاً إذا ما علمنا أنه على مدار 20 عاماً منذ تأسيسه وحتى اليوم، حققت العلاقات الصينية العربية تحت مظلة منتدى التعاون الصيني العربي تطوّراً ملحوظاً.

* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية