أمل أمين



تمثل مراكز الرعاية الصحية الأولية الخطوة الأولى في رعاية المواطن ومنع تفشي المرض واتخاذ اللازم للعلاج إذا أمكن أو تحويل المريض إلى المستشفى إذا استدعت الحالة، تُعد الرعاية الصحية الأولية نموذجاً جديداً يتمحور حول احتياجات وتفضيلات الأفراد والأسر والسكان والمجتمعات، حيث يركز على الجوانب المرتبطة بالصحة الجسدية والعقلية والاجتماعية والرفاهية كما يضمن حصول أفراد المجتمع لرعاية صحية متواصلة تبدأ بتعزيز الصحة والوقاية إلى علاج وإدارة الأمراض المزمنة وتلبية احتياجات الرعاية العاجلة غير المخطط لها.

وتهدف الرعاية الصحية الأولية إلى ضمان تقديم رعاية صحية متواصلة ومتكاملة للمرضى من خلال إنشاء نظام إحالة سلس يتيح لهم الوصول للخدمة المناسبة وتنسيق ودمج الرعاية المقدمة في المنشآت المختلفة أو من قبل مقدمي الخدمات الآخرين للمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية صحية ثانوية.

وتعمل الحكومات في كل أنحاء العالم على توفير خدمات رعاية صحية أولية من خلال إنشاء مراكز الرعاية الصحية الأولية والاهتمام بتجهيزها وتزويدها بكل طاقم العمل المناسب والأجهزة المتسقة مع الخدمات المقدمة.
لكن يبقى على العائلة تقديم الرعاية الصحية الأولية في المنزل من خلال الاهتمام بالنظافة العامة، والنظافة الشخصية وتقديم الوجبات الثلاث إذا أمكن وتوفير غذاء صحي متكامل والابتعاد عن الوجبات السريعة.
كما على الأم أن تحرص أن ينام الأطفال الساعات الكافية لتضمن لهم النمو المناسب، ويحاول الأب أن يأخذ الأطفال إلى الحديقة أو الأماكن العامة مما يحافظ على سلامتهم الصحية والنفسية.

ومن أصعب المهمات التي تواجه العائلة أيضاً رغبة الطفل في أكل المقرمشات والمياه الغازية والحلويات أكثر من الطعام الصحي، وهذا يتطلب مجهوداً كبيراً في استبدال الأطعمة الصحية كالفاكهة بتلك الأطعمة غير الصحية سواء في المنزل أو في المدرسة. وتواجه العائلات تحديات كبيرة في رعاية الأطفال في السنوات الأولى من حياتهم، فمن المهم جداً ملاحظة نمو الطفل وإذا كان طبيعياً أم لا، خاصة أن اكتشاف المرض منذ بدايته يساهم كثيراً في تدارك المرض وعلاجه، وهنا يظهر دور الرعاية الصحية الأولية.

وبالتالي، فإن العناية المتبادلة للاهتمام ورعاية صحة الأطفال متبادلة بين العائلة والطبيب، ولا يمكن الفصل بينهما أو الاعتماد على أحدهما دون الأخرى، فصحة أولادنا أمانة في أعناقنا تبدأ من المنزل وتنتهي عند الطبيب.